أفضل من الحكام والـ"VAR".. الذكاء الاصطناعي لكشف تسلل المباريات
لهذه الأسباب يمتنع حزب الله عن الردّ
على بعد شهر من نهاية فترة الستين يوما، التي اعطيت لاختبار اتفاق وقف الاعمال العدائية بين لبنان و "اسرائيل"، ارتفع منسوب اللهجة "الاسرائيلية"، تزامنا مع ارتفاع وتيرة عدوانها العسكري الميداني، من الشريط الحدودي الذي تحتله راهنا، وصولا الى غارتيها على منطقة البقاع، وسط تعبئة وتجييش الراي العام الداخلي، في اتجاه الحظوظ العالية لانهيار وقف النار على الجبهة الشمالية، وعدم استعجال الجيش "الاسرائيلي" على الانسحاب من القرى التي احتلها.
اكيد حتى الساعة ان لجنة مراقبة تطبيق الاتفاق لم تنجح في المهمات الموكلة اليها، وهو ما دفع برئيس حكومة تصريف الاعمال الى دعوتها للاجتماع برئاسته، لوضع "النقاط على الحروف"، خصوصا ان "اسرائيل" لم تلتزم بالآلية الموضوعة، فعلى سبيل المثال، وبعيدا عن عمليات التوغل والتفجير التي تقوم بها جنوب الليطاني، اغارت على اهداف بقاعا، دون تقديم اي شكوى للجنة، علما ان المواقع التي استهدفت هي ثابتة، وبالتالي في حال كان هناك من شبهات، كان يجب عليها ابلاغ اللجنة لتتحرك الاجهزة اللبنانية.
مصادر مقربة من قوى الثامن من آذار، رأت ان حزب الله ما زال حتى الساعة يعتمد سياسة "الصبر الاستراتيجي"، التي نجحت في اكثر من مكان في تحقيق اهدافها، رغم قدرته على الرد على تلك الخروقات، كاشفة انه ينطلق راهنا من المعطيات الاقليمية المتحركة، والتي يجب حساب نتائجها وتداعياتها بدقة، خصوصا ان خلط الاوراق الجاري، هو ذات طابع استراتيجي، يتخطى "الحرتقات" التكتية التي تشهدها الساحة الاقليمية.
وتابعت المصادر بان مقاربة الضاحية الحالية، تنطلق من اعتبارات المستجدات، سواء الداخلية او الاقليمية او الدولية، وفقا لقراءتها الموضوعية للظروف والاصطفافات والاهم بيئة المقاومة بكل تشعباتها.
وفي هذا الاطار، تتحدث المصادر، عن ان الهم الاساسي الذي يؤرق المقاومة في الوقت الحالي هو جمهورها وبيئتها اللذان يحتاجان الى "التقاط الانفاس" بعد الحرب المدمرة التي شنتها "اسرائيل"، خصوصا ان قدرات الدولة اللبنانية على المساعدة اليوم تكاد تكون معدومة، في ظل استمرار "الحصار" الدولي والعربي المفروض على لبنان منذ عام 2019.
اما العامل الثاني، الذي يجعل الحزب متريثا في اتخاذ اي خطوات، عدم رغبته باحراج الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، اذ من ابرز واهم اهداف "اسرائيل" راهنا ، العمل على ايجاد شرخ مع الدولة و"اشتباك" مع الجيش، وهو ما يعتبره الحزب من الخطوط الحمراء، حيث ان لجنة المراقبة تشكل عامل ضغط في بعض الاوقات يعمل لغير مصلحته.
واذا كانت رغبة الحزب اظهار عدم التزام "اسرائيل " وعدم احترامها لتعهداتها، فهو من جهة ثانية، وفقا للمصادر يسعى الى اظهار نفسه كملتزم بالقرارات الدولية والاتفاقات الموقعة، تجاه الداخل اللبناني اولا، والعالم ثانيا، خصوصا انه حتى الساعة، احدا لا يملك تفاصيل الاتفاق الجانبي الموقع بين واشنطن و "تل ابيب"، وحدود المسموح فيه.
والاهم من كل ما تقدم وفقا للمصادر، ضبابية المشهد الاقليمي، وتعذر تحديد وجهة المشروع الاميركي – "الاسرائيلي" الجديد، والذي حتم ضوابط ميدانية جديدة، خصوصا بعد سقوط سورية، وفي ظل الضغوط الكبيرة الممارسة على بغداد، والمخاوف من ان تكون التهدئة التي يحكى عنها في غزة، مقدمة للعملية العسكرية الاكبر ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، وفقا لما بدأ يسوق له القادة "الاسرائيليون"، وتحديدا رئيس "الموساد" صاحب التأثير الاكبر في قرارات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وهي خطوة ان حصلت ستقلب الموازين والمعادلات، وتفرض استراتيجيات جديدة.
وختمت المصادر، بان كل ما تقدم لا يعني باي حال من الاحوال غياب الحزب عن الساحة، فهو موجود على الخطوط الامامية، يرصد ويتابع كل التحركات على طول الجبهة اللبنانية، امتدادا الى الجولان ووصولا الى الحدود الشرقية، جاهز للتعامل مع اي خرق تتخطى فيه "تل ابيب" الخطوط الحمر.
ميشال نصر - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|