الصحافة

عبير رحال وزوجها القاتل يعتذران...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتبَت عبير، الصحافيّة التي قتلها زوجها بإطلاق النار عليها في محكمة شحيم الشرعية:
 

أعذرني، يا حبيبي
وكم من كلمة "أعذرني" يلزمني، لأغسل بها وجهك المبتلّ بمياه مجاري أحاديثي عنك مع الأصحاب...
كم من كلمة "أعذرني" يلزمني، لأعيد لك غشاء نقاوتك الذي اغتصبته بأبشع أدواتي الأنثوية (وحدها الأنثى تعرف عمّا أتكلم...)
عايرتك مرارا بما لا تملك، ولم أنحنِ يوما أمام "مقتنياتك" النادرة.
وبّختك تكرارا على ما لم تحقّق، ولم أشِد يوما بمَ سعيت إليه.
وضعت أخطاءك الصغيرة تحت المجهر... وأسقطت من حساباتي مزاياك العظيمة.
أعذرني. أعذرني. أعذرني على خبثي!
يُحكى أن زوجها، خليل مسعود، غرق في بكاءٍ خافت حين قرأ رسالتها هذه. بكاءٌ راح يتصاعد، إلى أن انفجر بشكل هستيري... تسمّر على كنبته البيضاء التي يأبى أن يفارقها، علّ بياضها يغلب سواد أيامه. صفن في اللاشيء، وهو يستمع كالطائر المذبوح إلى معزوفة ألِفتها أذناه لكثرة سماعها: "أرامل الفرح" لموسيقي فرنسي، خسر اثنين من أصابع يده اليسرى يوم دهسته سيارة مسرعة وهو يتنزّه ليلاً على أحد أرصفة العاصمة الفرنسية. حسب شهود عيان، كان يُدندن لحنا وعيناه مُغمضتان...
أمسك خليل بورقة وقلم، وكتب:
عبير،
كم من كلمة "أعذريني" يلزمني، لأرمّم روحَك التي قطّعتُها إرْباً إرْباً...

كم من كلمة "أعذريني" يلزمني، لألملم أشلاءك المبعثرة هنا وهناك بفعل شظايا انفعالاتي...
وكم من "أعذريني" يلزمني، لأتوب عن دناءتي في تشويه سمعتك وجنوني الذي سار بنا جميعاً إلى الهاوية...
أعذريني يا عبير. أعذريني!
أما أولاد خليل وعبير الثلاثة، فقيل إنّ لديهم أمنية واحدة: إيجاد لقاح مُضاد للذاكرة، وإلّا فما السبيل لنسيان الأخبار والصُور المُفجعة التي تستَوطن جمجمتهم؟ كيف يتحرّرون من القيل والقال الذي يخلع القلب؟ سُئلوا عن حلمهم، بعد قتل أبيهم لأمّهم ثم انتحاره، فكان جوابهم: نودّ لو نتقمص في بلادٍ أخرى، أو في كوكب آخر، حيث الحق كالسنديانة، يفنى الذين يقطعون جذوعها وهي لا تفنى. كم من حقٍ هُدر ومات أصحابه قهراً...

 

مثلكم أنا، يا أحبّتي الصغار، أتمنى لو أولد من جديد خارج هذا الكوكب العفِن، وإلى أن تتحقق أمنيتي هذه، سيظل شكسبير عشير الروح في قَوله: "أنا وحدي، بِنفسي، في هذه الحياة المستوحشة".
إعلموا أن عقارب الساعة ستُكمل دورانها غير آبهة، للأسف، بجرحكم الصميميّ هذا، وأن الحياة ستستمر. "بِتكفّي، إي بِتكفّي. بس ما حدا قَلّنا كيف. ما حدا قلّنا كيف"...
المهم أنّ ماما عبير اعتذرت من بابا خليل. وبابا خليل اعتذر من ماما عبير.
تعالَوا نصدّق روايتي هذه.
تعالَوا نصدّق هلوَستي هذه.
تعالَوا نصدّق أن الإنسانية تغلب التوحّش.
وأن التوبة تغلب الإثم.
تعالَوا نصدّق أن الحُب حديقة.
أن الحب حديقة.
حديقة... وليس غابة!!

كوزيت كرم الأندري

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا