لبنان تحت رقابة الأمير الذي خلع ثوب "قُطّاع الطُّرُق" ودخل نادي كبار رجال الاستخبارات؟؟؟...
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
أعلنت القيادة العامة للإدارة الجديدة في سوريا، المنبثقة من الفصائل المُعارِضَة التي أطاحت بالرئيس السابق بشار الأسد، عن تعيين أَنَس خطاب رئيساً جديداً لجهاز الاستخبارات العامة في البلاد.
"الأمير الأمني"...
وخطاب المعروف بإسم "أبو أحمد حدود"، كان "الأمير الأمني العام" لهيئة تحرير الشام في إدلب. تولّى مهمة الإشراف على جهاز الأمن العام الذي انتشر في معظم المحافظات التي سيطرت عليها الهيئة، وبدأ يتولى فيها مهام تثبيت الأمن وجمع المعلومات، وبناء شبكات تجسُّس على أبناء كل منطقة.
وكان اسمه مُدرَجاً على قائمة الإرهاب منذ أيلول عام 2014، لارتباطه بتنظيم "القاعدة". كما كان "الأمير الإداري" لجبهة "النصرة"، وعضواً في مجلس الشورى التابع للجبهة (النّصرة) التي ساهم بتمويلها وتسليحها بفعل اتصالات دورية جمعته بقيادة تنظيم القاعدة في العراق، في السابق.
"قُطّاع طُرُق"
وانطلاقاً ممّا سبق، يبدو أن الأمن السوري الجديد، والأمن الإقليمي الجديد أيضاً، صارا أمام أمير ترك إمارته ليلتحق بالعمل الأمني المدني. ولكن ذلك لا يمكنه أن يشكل محواً لسجلات الماضي، ولواقع أن من كان يُعتبر في يوم من الأيام بأنه من "قُطّاع الطُّرُق" في سوريا والعراق والمنطقة، بات اليوم على رأس أعلى منصب أمني في سوريا. وهو المنصب ذات القدرات التأثيرية على الواقع الأمني الشرق أوسطي عموماً.
وأمام هذا الواقع، نسأل، كم من "قاطع طريق" اليوم، يمكنه أن يُصبح "حامي الدولة" غداً، في أي بلد كان؟ وكم من حالات مُشابِهَة لأَنَس خطاب بأكثر من بلد في المنطقة والعالم؟
مشاريع...
وماذا عن مصير آلاف "قُطّاع الطُّرُق" الذين يُصبحون من دون أي مورد رزق، بعد تغيُّر الأوضاع السياسية والأمنية بين حقبة وأخرى، لا سيّما عندما لا يكون لهم أي لقمة أو حصّة ضمن أي سلطة رسمية جديدة؟
فهؤلاء يتحوّلون في تلك الحالة الى "قُطّاع طُرُق" بكل ما للكلمة من معنى، بفعل التدريب والتجهيز والتسليح الذين خضعوا له في ماضيهم، وهو ما يجعلهم مشاريع لإرهاب وسرقات ونشل و"تشبيح" وسطو مسلّح... إما فردياً للبحث عن مورد للعيش، أو جماعياً ضمن إطار يُسخّرهم لأهداف ومشاريع كبرى، مقابل الحصول على موارد عيش جديدة.
دورهم انتهى؟
رأى مصدر خبير في الشؤون الأمنية أن "بقايا عناصر الفصائل المختلفة، المدرّبة والمُسلَّحَة، الذين شاركوا في حروب المنطقة في أكثر من ساحة، لديهم القدرة على أن يقوموا باضطرابات أمنية في أماكن عدّة، ولمدّة زمنية معيّنة. ولكنهم لن يؤثروا على مجريات الأمور الكبرى مستقبلاً".
وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "النظام الجديد في سوريا سيُمكَّن يومياً أكثر فأكثر، من الإمساك بالأمن هناك، ومن الحفاظ عليه. هذا العمل لن يكون سهلاً طبعاً، ولكنه سينجح بشكل تدريجي. وما سيسهّل المهمّة، هو أن آلاف العناصر من الفصائل التابعة للأسد ولإيران هربوا الى لبنان، أي الى حيث لا مجال لديهم للتحرّك على مستوى إقليمي كبير. وبالتالي، معظم هؤلاء يدركون أن دورهم القديم ما عاد ممكناً، خصوصاً بعدما فقدوا عمقهم الرئيسي الكامن في سوريا".
ضفّة جنوبية للأطلسي...
وأشار المصدر الى أن "أنَس خطاب تحت الرعاية الأميركية - التركية. فتركيا مُكلَّفَة بمهمة إضعاف القوة الإقليمية لإيران في الشرق الأوسط، من جانب حلف شمال الأطلسي. وقد نفّذت أنقرة تلك المهمّة بشكل مدروس جداً، إذ أسقطت بشار الأسد ونظامه من دون مذابح. وما حصل يدلّ على أنه مهما فعل وقال (الرئيس التركي رجب طيّب) أردوغان، تبقى تركيا ضفة جنوبية أساسية لحلف شمال الأطلسي".
وختم:"فلول نظام الأسد لا تزال موجودة، ولكن قدرتها على التخريب والفوضى ستكون محدودة في المستقبل، نظراً الى أن السوريين أنفسهم وبكل طوائفهم، كانوا وصلوا الى مرحلة باتوا يرغبون فيها بسقوط النظام السابق. فالخطأ الأساسي لنظام الأسد هو أنه قام ممارسات شنيعة جداً بحق جميع الفئات والمكوّنات السورية. كما تجاهل أن السُنّة هم أكثرية في سوريا، فمضى ينكّل بهم متجاهلاً أن هذا الواقع سينقلب عليه في يوم من الأيام. ولكن هذه الأخطاء هي من سِمَات الأنظمة الديكتاتورية التي لا تفكر إلا بترهيب الناس لتمدّد حكمها اليوم، فيما تهمل الكثير من الضرورات التي تعود وتنقلب عليها في مراحل لاحقة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|