ابو فاعور: على الدولة اللبنانية الانفتاح على الحكم الجديد في سوريا
مخطط إسرائيل لإضعاف دول المنطقة وإسقاط النظام الإيراني
لا يبدو من الوارد، أن تقف حدود مشاريع الاعتداء الإسرائيلي، عند فلسطين، سوريا، لبنان، العراق، واليمن. وعلى الرغم من الادعاءات المتكررة لبنيامين نتنياهو منذ 7 تشرين الأول 2023 بأن مشروعه هو ضرب إيران ومشروعها ونفوذها في المنطقة، إلا أن ما لا يقوله يبدو أخطر. يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي استقطاب دول عديدة في المنطقة إلى التآلف أو التحالف أو التفاهم أو تقاطع المصالح، من خلال ادعاءاته بأنه يسعى إلى تخليصهم من الخطر الإيراني، وأنه القوة العسكرية الأكبر، ومن يسعى إلى الاستقرار وتحقيق الأمن، فعليه باللجوء والارتكاز إلى الأمن الإسرائيلي. هذا الأمن الذي يستخدمه الإسرائيليون إما لإثارة اهتزازات وقلاقل، وإما لتسجيل اختراقات كبيرة في صفوف الدول سواء كانت حليفة وصديقة أم خصمة وعدوة.
الشروط "الترامبية"
تنقّل نتنياهو في مشاريع حروبه بين كل هذه الدول، وحالياً يركز ضرباته على اليمن، فيما عينه تشخص نحو إيران، محاولاً الاستفادة من وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية، وهو الذي يعتمد أسلوباً فوقياً في التفاوض للمجيء بمفاوضه بشروطه، وبعدما يكون قد دفعه إلى تقديم كل التنازلات. وهذا أبرز ما سيمارسه ترامب مع إيران، من خلال التلويح بالتصعيد العسكري، السياسي، الاقتصادي وتشديد الخناق وفرض العقوبات، لدفع إيران إلى التفاوض السريع وبالشروط "الترامبية" لتجنّب الضربات المتعددة.
تجمع معطيات سياسية وديبلوماسية أن المشروع الإسرائيلي يركز على ضرب إيران، وتوجيه ضربات عسكرية قوية لمنشآت تتصل بالمشروع النووي بهدف تعطيله، بالإضافة إلى توجيه ضربات لمنشآت عسكرية أساسية واستراتيجية، ولو أدى ذلك إلى اختلال في بنية النظام الإيراني. فما تريده إسرائيل هو إسقاط النظام في إيران، وتقديم نفسها كطرف مخلّص لكل خصوم طهران في المنطقة.
هناك اختلاف أميركي إسرائيلي حول المقاربة تجاه النظام، فواشنطن لا تريد إسقاط النظام حتى الآن، وتفضله أن يبقى ضعيفاً وممسوكاً، لا سيما أن لا بديل جاهزاً، وهناك تقديرات أميركية تعتبر أن إسقاط النظام الإيراني سيصب في صالح تركيا، باعتبارها إحدى أكثر الدول حضوراً وقدرة على التأثير. وهو ما سيمنح تركيا دوراً واسعاً على مستوى المنطقة ككل. جانب من الفكرة الإسرائيلية ينطوي على إعادة نجل الشاه والذي عقد لقاءات كثيرة مع الإسرائيليين.
تحريض الداخل الإيراني
إلى جانب الخيارات العسكرية التي يناقشها الإسرائيليون ضد إيران، فهم يفكرون بدفع الداخل الإيراني إلى فصول كثيرة وكبيرة من الاهتزازات، ومحاولات إثارة المشاكل والفوضى، والدفع باتجاه احتجاجات ضد سياسات النظام الإيراني، وتقديم طروحات تتصل بضرورة محاسبة المسؤولين الإيرانيين، الذين اتخذوا قرارات بالدخول إلى سوريا وبتوسيع المشروع الإقليمي لإيران، والذي تلقى خسارات متتابعة وكبيرة، ولا سيما الخسارة الاستراتيجية الكبرى في سوريا والتي تكبدت إيران فيها حوالى 70 مليار دولار.
لكن المعركة الإسرائيلية لا تقتصر على إيران، طموح إسرائيل في إحياء نظريات "إسرائيل الكبرى" أو "العظمى" يشتمل على دول المنطقة ككل. وهي بذلك تريد تسجيل خروقات كبيرة في كل الدول العربية اقتصادياً، أمنياً، سياسياً، وعسكرياً، في محاولة لافتتاح عصر إسرائيلي جديد، هدفه إضعاف الدول أو تركها رهينة لمعادلات سياسية واستراتيجية وعسكرية وأمنية، فإما أن تكون هذه الدول مطواعة بغض النظر عن حجمها واتساعها ومقدراتها، وإما ستكون عرضة للكثير من المشاكل والاهتزازات، في إطار فكفكة الوضع الذي كان قائماً في الإقليم، لصالح صناعة "عصر إسرائيلي"، تقوم فكرته على تصغير الدول أو أدوارها. لذا، وإن كانت إسرائيل توحي بأن عينها على إيران فقط، ومحصورة هناك، فلا بد من النظر بعين أخرى، وما تريد تل أبيب تكريسه من وقائع لاحقاً، في إطار سعيها لأن تكون الدولة النووية الوحيدة في المنطقة وصولاً إلى شرق آسيا، مع ما يعنيه ذلك من اختلالات في كل موازين القوى.
المدن - منير الربيع
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|