تكنولوجيا

من الكهوف إلى السحابة.. كيف تطورت عملية حفظ البيانات؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

شهد العالم تطورًا هائلًا في طرق تخزين المعلومات، بدءًا من الرسومات البدائية على جدران الكهوف، وصولًا إلى أنظمة الحوسبة السحابية المتقدمة.

ومع التحول الرقمي السريع، أصبحت البيانات جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، إذ يتم إنتاج كميات هائلة منها كل لحظة، مما يثير التساؤل: أين يتم تخزين هذه الكميات الهائلة من البيانات؟

لمحة تاريخية: تطور تخزين البيانات
بدأ الإنسان القديم توثيق المعلومات عبر الرسومات في الكهوف قبل أكثر من 40,000 عام. ومع تطور اللغات واختراع الكتابة، ظهرت أشكال أكثر تعقيدًا لتخزين المعلومات، بلغت ذروتها مع اختراع الورق في الصين في القرن الأول الميلادي.

وظلت الكتب المطبوعة الوسيلة الأساسية لحفظ المعلومات لأكثر من ألف عام حتى ظهور الإلكترونيات الرقمية في القرن العشرين.

وكان اختراع الترانزستور عام 1947 والرقاقة الدقيقة عام 1956 نقطة تحول في تخزين المعلومات، فقد أدى إلى ظهور الحواسيب والتخزين الرقمي. وبحلول عام 1996، أصبحت تقنيات التخزين الرقمي أكثر كفاءة وأقل تكلفة من الوسائل التقليدية مثل الورق.

البيانات في العصر الرقمي
تزايدت كمية البيانات المنتجة عالميًا بشكل كبير خلال العقود الأخيرة؛ ففي عام 2018، بلغ إجمالي البيانات التي تم إنشاؤها واستهلاكها عالميًا 33 زيتابايت (33 تريليون جيجابايت)، وارتفع هذا الرقم إلى 59 زيتابايت في عام 2020. ومن المتوقع أن يصل إلى 175 زيتابايت بحلول عام 2025.

وكل يوم، يتم إنشاء ملايين التغريدات، مليارات رسائل البريد الإلكتروني، وساعات طويلة من المحتوى الجديد على منصات الفيديو مثل يوتيوب، مما يعكس ازدهار عصر المعلومات الرقمية.

أماكن تخزين البيانات العالمية

تُخزن البيانات في أماكن متنوعة حول العالم، تشمل مراكز البيانات الضخمة، السحابة الإلكترونية، والخوادم اللامركزية.

مراكز البيانات
تعد مراكز البيانات العمود الفقري لتخزين المعلومات الرقمية، إذ توفر بيئة آمنة لمعالجة وحفظ كميات هائلة من البيانات.

هناك حوالي 600 مركز بيانات فائق الحجم عالميًا، 39% منها في الولايات المتحدة.

أكبر مراكز البيانات تشمل مركز China Telecom في الصين بمساحة 10.7 مليون قدم مربع، ومركز The Citadel في نيفادا بالولايات المتحدة، الذي يستخدم 815 ميغاواط من الطاقة.

يتم بناء حوالي 100 مركز بيانات جديد كل عامين لتلبية الطلب المتزايد على التخزين.

الحوسبة السحابية
تتيح خدمات مثل Google Cloud وMicrosoft Azure وAmazon Web Services تخزين البيانات عبر مراكز بيانات موزعة حول العالم. هذه التقنية توفر وصولًا سريعًا وآمنًا للبيانات مع إمكانية النسخ الاحتياطي وتوزيعها جغرافيًا لتحسين الأداء.

بيانات حكومية وبحثية
يتم تخزين البيانات الحساسة مثل الأبحاث العلمية والبيانات الحكومية في مراكز خاصة تديرها الحكومات أو المؤسسات الدولية، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

الخوادم الخاصة
بعض البيانات تُخزن على خوادم خاصة مملوكة لشركات أو أفراد، تُستخدم لتأمين المعلومات التي تحتاج إلى حماية خاصة أو تخزين محلي.

التخزين اللامركزي
تقنيات مثل البلوكشين تعتمد على خوادم موزعة عالميًا، مما يعزز الأمان ويقلل مخاطر فقدان البيانات.

 التحديات المستقبلية
مع النمو الهائل في إنتاج البيانات، تواجه البشرية تحديات تتعلق بزيادة سعة التخزين، استهلاك الطاقة، والأمان السيبراني. ومن المتوقع أن تؤدي التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية دورًا رئيسًا في تطوير حلول تخزين أكثر كفاءة في المستقبل.

ورحلة تخزين البيانات بدأت من الكهوف لتصل اليوم إلى السحابة، فقد بات العالم يعتمد على مراكز بيانات عملاقة وتقنيات متطورة لتلبية الطلب المتزايد على حفظ المعلومات ومعالجتها. ومع استمرار التقدم التكنولوجي، يبدو أن قدرات تخزين البيانات ستواصل التوسع لمواكبة احتياجات العالم الرقمي المتزايدة.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا