الصحافة

من السلطنة العثمانية الى الحكم السوري الجديد... "دروس خصوصيّة"؟؟؟...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يرتفع منسوب القلق والمخاوف لدى أقليات الشرق الأوسط، لا سيّما الأقلية المسيحية منها، في كل مرة يتغيّر فيها نظام الحكم بالبلد التي توجد فيها.

"حالة"...

وتدفع تلك الحالة المكوّن المسيحي الى فقدان القدرة على التمييز في بعض الحالات، بين الحاجة الى العيش بأمان ومن دون تنكيل أو تضييق، وبين ضرورة عدم التماهي مع أنظمة ديكتاتورية تمارس العنف والجريمة أحياناً كثيرة، تحت ستار الاضطرار الى ذلك ضمن مجتمع شرق أوسطي أكثري معيّن.

وبين هذه الحالة وتلك، تمضي السنوات والعقود والقرون... ويبقى المسيحيون "حالة" تبحث عن استمراريتها وأمنها وأمانها في المنطقة، وذلك بالتوازي مع تغيّر الأنظمة، أو تبديل "مزاجها" السلطوي خلال هذه الحقبة، أو تلك.

وانطلاقاً ممّا سبق، ماذا عن احتمالات المستقبل المسيحي في سوريا والمنطقة، على ضوء المتغيّرات السياسية الأخيرة التي حصلت في دمشق؟

مواطن بالقانون

رأى مصدر واسع الاطلاع أن "هناك أسئلة كبرى تدور حالياً على مستوى المقارنة بين ما يحصل اليوم، وبين ما جرى في مرحلة نهاية السلطنة العثمانية في الماضي. فبعدما كان المسيحيون جزءاً من السلطنة في بدايات تأسيسها من خلال نظام خاص بهم هو نظام المِلَل الذي كان مُستمداً من الشرع الإسلامي، والذي كان يبتّ بالتعامل معهم كأهل كتاب، انتقلت تلك الحالة الى أخرى في المراحل الأخيرة من الحكم العثماني. فقد تمّ وضع دستور في القرن التاسع عشر، جعل الحكم العثماني حكماً دستورياً، وذلك بموازاة تشريع قوانين وفّرت مبدأ المساواة والمواطنة للجميع، وحوّلت كل شخص يعيش في السلطنة العثمانية الى مواطن بالقانون. وقد انتهى كل ذلك باندلاع الحرب العالمية الأولى، وسقوط الحكم العثماني في نهايتها".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "إذا كانت السلطنة العثمانية عملت خلال أواخر حقبات حكمها على تحقيق المساواة والمواطنة بين الشعوب التي عاشت ضمنها، فهل يعقل في الزمن الحالي إقامة حكم بأي جزء من الأجزاء التي كانت تكوّن أراضيها (السلطنة العثمانية) على أُسُس أقلّ من الأفكار التي طُبِّقت و(أقلّ) من النصوص التي صدرت في حقبة السلطنة نفسها؟".

التدخّل الأوروبي

وردّاً على سؤال عن التدخّل الأوروبي بـ "الرجل المريض" في الماضي، أي بشؤون السلطنة العثمانية الضّعيفة آنذاك، بشكل قد يكون ساهم بالتغييرات السياسية فيها خلال مدّة ضعفها، فيما باتت أوروبا الحالية في مكان آخر كلياً، وهي تطالب بحقوق الأقليات من دون أي مفعول مُلزِم على الأرض، ومن دون أخذ المكوّن المسيحي في الاعتبار بشكل خاص، أجاب المصدر:"لم يَكُن تدخّل أوروبا مفيداً وإيجابياً للمسيحيين في الشرق الأوسط، ولا في أي يوم من الأيام. فالأوروبيون لطالما تدخّلوا بشؤون المنطقة هنا لمصالحهم أولاً، وليتقاسموها. وبالتالي، هم يأخذون الحسنات، بينما يدفع المسيحيون الثمن، ويُعاقَبون من جانب السلطات الحاكمة".

وختم لافتاً الى "وهم لا يزال موجوداً لدى بعض المسيحيين في لبنان والمنطقة، يقول إن الأوروبيين يدافعون عن المسيحيين، وذلك رغم أن كثيراً ممّا يحصل من جانبهم قد يشكل أكبر كارثة. هذا مع العلم أن أنظمة الحكم الحاكمة في الدول الأوروبية والمؤثّرة اليوم، هي أنظمة تقمع الدين وليست علمانية. وبالتالي، هي أنظمة تضحك على المسيحيين وتقول إنها تدعمهم، بينما الحقيقة مُخالِفَة لذلك تماماً. ولذلك، فإن أكثر المطلوب في سوريا ولبنان وغيرهما من بلدان المنطقة، هو القيام بنقاش حقيقي لتأسيس دول تقوم على الحقّ والقانون والدستور والمساواة والمواطنة. فهذا هو الأمر الأساسي".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا