لبنان يلعب بالنار.. هل تعود الحرب؟
كتب Marc Saikali لـ”Ici Beyrouth“:
يقال “إنّ من يلعب بالنار سيُحرق بها”.. ومع ذلك، يبدو أنّ الحكومة اللبنانية وحزب الله أبعد ما يكون عن تجنب التهور والمخاطرة!
أما الحكومة التي يهيمن عليها الثنائي الشيعي، فلا تفوّت فرصة للتنديد بالممارسات الإسرائيلية “المهينة” رغم إدراكها التام بأنّ الإتفاق الذي وقعت عليه وملحقه السري يمنحان الجيش الإسرائيلي حرية الحركة في الجنوب.
وأما حزب الله، فمصرّ على التلاعب بالكلام في تفسير بنود الاتفاق وعلى رفض تسليم أسلحته شمال الليطاني مع أنّ الاتفاق ينص على ذلك.
وفي ظل هذا التعنّت، يطرح السؤال التالي: لماذا الإصرار على السلاح وضدّ من سيستخدم أصلاً شمال الليطاني؟ هل ستعود طريق القدس لتمر عبر جونيه، على حد التعبير الشهير لياسر عرفات؟
تدرك المعارضة اللبنانية تمام الإدراك أنّ سلاح الحزب سيستثمر أكثر وأكثر في “تحييد” المعارضة وفي التلاعب بميزان القوى في الداخل.
أما الإسرائيليون فيواظبون على خطتهم. ولا شك بأنّ بنيامين نتنياهو علم بتحركات الثوار في سوريا، لكنه لم يتوقع على الأرجح سقوط نظام الأسد بهذه السرعة. وإلا، ماذا وراء الإلحاح على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قبيل الانقلاب؟
لقد سمح سقوط الأسد بتعزيز القوة العسكرية الإسرائيلية إلى حد كبير. وها هي إسرائيل تحاصر حزب الله في الجنوب وجبل الشيخ والجولان من الشرق. وفي الوقت نفسه، تعيد إسرائيل بناء مخزونها من الأسلحة. كما أنها لم تسمح بعد لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم. وهذا دليل على أنّ الحرب ربما لم تنته بعد.
هدنة الستين يوماً تصل إلى الختام في 26 كانون الثاني، أي بعد ستة أيام من التنصيب المنتظر لدونالد ترامب، المعروف بامتعاضه من المماطلة.. نعم المماطلة نفسها.. ذلك التخصص اللبناني القائم على مزيج من العجز الرسمي وسوء القراءة المعتاد للاستراتيجية الإيرانية. ومن يدري؟ ربما يعطي الضوء الأخضر للإسرائيليين “لإنهاء المهمة”!
وفي زوبعة الأحداث، يبقى اللبنانيون البؤساء عالقين في مستنقع التساؤلات: فهل ينزلقون من جديد إلى أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟ سيناريو مخيف للغاية خصوصاً وأنّ المرحلة الأولى من الحرب ستكون شيئاً لا يُذكر مقارنة بالآتي.
ومع ذلك، لم تكبح أيّ من تلك المخاوف تهور الحكومة اللبنانية، التي سارعت للتوقيع باسم لبنان على وثيقة وقف إطلاق النار. هذا التوقيع يحمّل الحكومة مسؤولية عدم التطبيق، حتى ولو أدرك الجميع أنها لا تمتلك أدنى مجال للمناورة في الواقع.
وفي هذه المرحلة، لن توفر الحرب إن استؤنفت، الدولة اللبنانية ومؤسساتها والبنية التحتية للبلاد. وسيتحقّق وعد إسرائيل بإعادة لبنان إلى العصر الحجري. ومن يدري؟ ربما يعود آموس هوكشتاين في رحلة جديدة للمنطقة لتجنب هذا السيناريو. وربما لهذه الغاية نفسها، وصل وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان إلى لبنان الإثنين، لقضاء رأس السنة مع عناصر اليونيفيل.
أما التوقيت الفصل فيبقى 9 كانون الثاني، التاريخ المرتقب لانعقاد الجلسة النيابية لانتخاب رئيس للجمهورية. وإذا أسفرت هذه الجلسة عن انتخاب رئيس قوي قادر على اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية الطارئة اللازمة، قد ينجو لبنان من الأسوأ على الأرجح. أما إن أصر السياسيون اللبنانيون على الإخلاص لسمعتهم كمماطلين وفشلوا في إتمام الاستحقاق أو تمسكوا بتسوية لرئيس توافقي يسحب من قبعة معهودة، فسيزيدون الطين بلة!
أما الحلّ فيكمن في تبسيط الأمور والتوقف عن التذاكي وتطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار بحذافيرها. البساطة هي المفتاح و”البساطة منتهى التأنق”، كما وصفها ليوناردو دافينشي فهل تلهم عبقرية عصر النهضة بعض العقول الانتحارية وتدفعها للقيام بواجبها بكل بساطة.. ولو لمرة واحدة؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|