هل يفعلها المسيحيون يوم الخميس المقبل؟
يوم الخميس المقبل هو الموعد الثابت لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في ساحة النجمة. حتى الساعة تؤكد كل المؤشرات أن الجلسة قائمة في موعدها الا اذا حصل تطور كبير يعيد خلط الاوراق الداخلية ولا يقتصر على تطيير الموعد.
الرئيس نبيه بري المتفرغ هذه الايام في عين التينة للاجتماعات واللقاءات المرتبطة بالاستحقاق الرئاسي، يؤكد بشكل يومي امام زواره أن عقدة الفراغ في بعبدا ستفكها جلسة الخميس وسيكون لنا رئيس لبناني النكهة واللون ويرضي غالبية الاطراف اللبنانية. في الشكل لا يمكن تجاهل دور رئيس المجلس في تحديد المواصفات الرئاسية والعمل على تسويقه مع الاطراف التي تربطه بها علاقات سياسية جيدة، وقد يكون الرئيس ميشال عون الاستثناء بالنسبة للرئيس بري الذي أرغمه حليفه حزب الله بالسير به في العام 2016 اضافة الى التسويات السياسية التي عقدها رئيس الجمهورية السابق مع الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
في استحقاق 2024 الرئاسي معادلات كثيرة سقطت وتحولات كبرى دخلت الى عمق الشرق الاوسط، فأثرت بشكل كبير على الداخل اللبناني ودفعت بالقوى السياسية الى اعادة تموضعها والذهاب نحو خيارات جديدة تكون بديلة عن تلك التي كانت سائدة في عهد النظام السوري السابق عندما كان محور الممانعة في أوج قوته. المسيحيون هم جزء أساسي من تلك القوى التي تتخاصم وتتحالف فيما بينها على الساحة اللبنانية، ولكنهم اليوم أمام فرصة جدية وربما امتحان وطني كبير يعيدهم الى الساحة كلاعبين بارزين
لا ملحقين لهذا الطرف أو ذاك في لعبة العدد التي سادت طيلة السنوات الماضية.
الاختبار المسيحي الاول الذي ينتظر القوى الاساسية من القوات الى التيار والكتائب وغيرهم من الاحزاب والمستقلين هو جلسة التاسع من كانون الرئاسية حيث تتكشف الاوراق تباعا عن أهمية عودة هذا المكون الى دولة لبنان الكبير كصف واحد اختبر جيدا الانقسام وذاق مرارة نتائجه، ومن المفترض أن يستغل هذا المكون الظرف الذي يمر به لبنان ليؤسس بشكل سريع لتكتل كبير لا يحمل اسم الثنائي أو الثلاثي بل مكون مسيحي قادر على فرض قراره داخل مؤسسات الدولة.
يُدرك سمير جعجع وجبران باسيل وسامي الجميل وسليمان فرنجية وغيرهم من القوى المسيحية أن اللحظة اليوم مؤاتية للتفكير وضمن الحسابات الوطنية اللبنانية بتشكيل معسكر واحد يذهب الى جلسة التاسع من كانون الثاني لفرض الرئيس القوي المتوافق عليه من قبل هؤلاء ويحظى بتأييدهم. فعندما قرر الثنائي الشيعي فرض الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب في الانتخابات النيابية الاخيرة طوقوا جميع القوى وعملوا على ايصال نوابهم حصرا الى الندوة البرلمانية وكانوا فريقا واحدا خلف الرجل، كذلك فعل السنة عندما قرروا السير خلف الرئيس سعد الحريري الذي ظل قويا داخل بيئته رغم قرار اعتكافه. والطرف المسيحي اللبناني يعلم جيدا أن التطورات الاقليمية تفرض عليه أن يكون قويا في لبنان ليبقى شريكا في القرار الداخلي، والا فإن تسلل الانقسام في صفوفه سيدفعه حكما الى الظهور ضعيفا وملحقا بالتحالفات على المستوى الوطني.
فهل سيتعظ المسيحيون من تجاربهم السابقة وحروبهم العبثية ويذهب هؤلاء كصوت واحد الى جلسة الخميس المقبل ليصوتوا للرئيس الذي يرونه مناسبا لهذه المرحلة؟ أم أن حساباتهم السياسية الضيقة التي سادت على سنوات ستطغى على مستقبلهم في هذه المنطقة؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|