13 رئيساً للجمهورية منذ الاستقلال... خمسة منهم لم يتسلّموا من سَلَف!
عباس صباغ - "النهار"
س تُعقد الآمال على جلسة التاسع من كانون الثاني (يناير) لإنهاء ثاني أطول فراغ في سدة الرئاسة منذ الاستقلال. فانتخاب الرئيس الـ14 للجمهورية منذ عام 1943 سيكرر مشهد عدم تسلم الرئاسة. من هم الرؤساء الذين لم يتسلموا الرئاسة من سلفهم؟ وكيف بدأت حكاية الشغور في سدة الرئاسة الاولى؟
منذ أكثر من ثمانين عاماً من عمر الجمهورية اللبنانية بعد الاستقلال، عرف لبنان حالات عدة من الشغور في سدة الرئاسة الأولى، ولم تجر عمليات التسليم والتسلم في أكثر من عهد رئاسي.
لم يكتب للرئيس اللبناني الأول بعد الاستقلال بشارة الخوري أن يكمل ولايته المجددة عام 1949، وإطاحة "الثورة البيضاء" بقيادة الراحلين كمال جنبلاط وكميل شمعون وغسان تويني النصف الثاني من تلك الولاية التي افتتحت عصر التجديد والتمديد لرؤساء الجمهورية.
فالخوري اضطر إلى الاستقالة في 18 أيلول (سبتمبر) 1958، وانتقلت صلاحيات رئيس الجمهورية إلى حكومة عسكرية برئاسة أول قائد للجيش اللبناني هو اللواء فؤاد شهاب لفترة قصيرة جداً، تُوّجت بإنهاء أول شغور رئاسي بعد الاستقلال في 23 من الشهر عينه.
وكان شهاب الرئيس اللبناني الأول الذي ينتخب لذلك المنصب وهو على رأس المؤسسة العسكرية، ليصبح "فخامة الجنرال" الذي لم يتسلم الرئاسة من سلفه.
وإذا كان خلفه الرئيس شمعون أول رئيس للجمهورية يتسلم الرئاسة رسميا، فإن ذلك لن يتكرس خلال العهود المتعاقبة.
فالرئيس المنتخب بشير الجميل لم يتسلم الرئاسة بسبب اغتياله قبل أسبوع من الموعد الدستوري لمباشرة مهماته، وخلفه شقيقه الرئيس أمين الجميل الذي لم يتسلم بدوره الرئاسة، ولم يسلمها إلى خلفه، ليكون أول رئيس لا يتسلم ولا يسلّم، وليبدأ الفراغ الرئاسي الثاني في لبنان الذي امتد من 23 أيلول (سبتمبر) 1988 إلى الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) 1989 عندما انتخب الرئيس رينه معوض أول رئيس للجمهورية بعد توقيع اتفاق الطائف، لكنه اغتيل بعد 17 يوماً من انتخابه وكان الثاني الذي لا يتسلم الرئاسة ولا يسلمها.
بعد الرئيس الشهيد معوض، انتخب النائب آنذاك الياس الهراوي الذي سيكون الرئيس الأول بعد الطائف الممدة ولايته لـ3 سنوات، والرابع الذي لم يتسلم الرئاسة من سلفه.
لكن التمديد للهراوي لم يبق يتيماً، فكان من نصيب ثاني قائد للجيش اعتلى كرسي الرئاسة هو العماد إميل لحود، وامتدت ولايته كسلفه 9 سنوات، وبعدها دخل لبنان في الفراغ الرئاسي الثالث الذي امتد من 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 إلى 25 أيار (مايو) 2008 مع انتخاب العماد ميشال سليمان، ثالث قائد للجيش رئيساً للجمهورية، وتكرر مشهد عدم التسلم، ولاحقا عدم التسليم، ليتربع الفراغ في سدة الرئاسة مجدداً ويسجل رقماً قياسياً في تاريخ الجمهورية، إذ استمر 890 يوماً من 25 أيار (مايو) 2014 إلى 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2016 مع انتخاب النائب العماد ميشال عون رئيساً. ولم يشهد العهد الأخير تسلما بفعل الفراغ الذي سبق الانتخاب، ولا تسليما بسبب الفراغ الذي حل مجدداً لتعذر انتخاب الرئيس الـ14 للجمهورية، وبذلك سُجّل ثاني أطول فراغ رئاسي بدأ في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 2022 وسيستمر مبدئياً إلى التاسع من الشهر الحالي، متمماً 800 يوم من خلوّ القصر الجمهوري في بعبدا من سيّده.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|