بالفيديو : خروقات إسرائيلية جديدة... عمليات تجريف وإطلاق نيران
القرار الظني في تفجير المرفأ: حان الوقت
نوال نصر - "نداء الوطن"
صلبٌ هذا الرجل. صلبٌ القاضي طارق بيطار. منذ البداية عرف أنه يُمسك بملفٍ متفجر. هُدد في العلن. رُميت في وجهه فقاعات "سطوة" طرف على طرف وأجبر على التنحي، لكنه لم يفعل ولن يفعل. باق هو في تقفي تفجير العصر في العنبر رقم 12.
تفجير بيروت لم يكن- ولن يكون- ملفاً عادياً كما كلّ الملفات التي طويت برفعِ أصبعٍ وبصوتٍ عالٍ وبتهديدٍ فاقع تحت قبة "العدالة".
هي سنة جديدة تمرّ. أكثر من 1600 يوم مرّت على ذاك اليوم الذي اهتزت فيه بيروت ولم يهتزّ فيه رمش فاعل. هو القاضي صاحب العقل والقلب، القائل: أحكم بالعدل وثقّ بأن خالقك العادل لن يظلمك أبداً. كثيرون ظنوا أنهم استراحوا منه، أما هو فاستمرّ منكباً على أوراقٍ ومستندات يعمل على "تقاطع المعلومات"، بين قائلٍ بأنه سمع صاروخاً وآخر قال أنه سمع هدير طائرة وهو شخصياً سمع هدير طائرة يومها، قبل 1600 يوم، من بيته الواقع في البياضة قرب الرابية. فلماذا استبعد هذا الفعل منذ اليوم الأوّل؟ كانت تلك البداية.
كانت أمنيته "أن يقفل الملف في ذكرى التفجير الأولى"، لكن "ليس كل ما يريده المرء العادل في بلدٍ مثل لبنان يدركه". 1600 يوم لم ينم فيها القاضي ملء جفنيه. مردداً دائماً: "من كان الله معه لا يخاف من أحد". والله مع الحقّ والعدالة اللذين مهما تأخرا لا بُدّ آتيان.
أهالي ضحايا المرفأ ما زالوا في كلّ 4 من كلّ شهر يهتفون: "وحدو طارق بياخد بيطارنا". لم يملّ هؤلاء وهو لم- ولن- يفعل. عُلّق عمله فلم ييأس. لن ييأس. ماذا عن أهالي الضحايا؟ كم جميل أن يدرك المظلوم أن وجعه بين أيادٍ أمينة. وهؤلاء يثقون بأن الحقّ "مهما تأخر جايي".
هو ينزل يومياً إلى قصر العدل، عارفوه يرونه. يدخل إلى مكتبه وينكبّ على ما بقي من ثغرات في الملف. الموضوع دقيق "لا يحتمل القيل والقال"، لذلك يستمرّ في الالتزام بالصمت وفق قاعدة "الصمت من ألماس". والكلام قد يُدخل الملف- وأي ملف- في متاهة من ينوي طيّه تحت حججٍ.
لا ملف بين يديه اليوم إلا ملف تفجير المرفأ. ومع بداية السنة، هذه السنة، إيمان بأن الحقيقة لا بُدّ أن تظهر. لا، لم ينجح من أرادوا استبعاد القاضي بيطار في ذلك أو دفعه إلى التنحي. ألم نقل منذ البداية أن هذا القاضي، ابن عيدمون العكارية الجميلة والوادعة، صلب؟
القاضي طارق بيطار يتمتع بثقة عالية بين عارفيه، "يخيف المجرم ويريح المظلوم". هو ماهرٌ قضائياً ومن يتحلى بالصفتين: الثقة والمهارة كما الجيش الذي لا يُقهر.
غداً، هو الرابع من أوّل شهر من سنة جديدة طلّت. القاضي طارق بيطار نزل إلى قصر العدل. نزل إلى ما يفترض أنه عرين العدل في لبنان - الدولة. والقرار الظني سيصدر.
حان الوقت أن يصدر. الأهالي يعرفون هذا. يرددون هذا. ونتمنى هذا. المطبات كثيرة لكن حان الوقت.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|