الصحافة

التلاعب الإسرائيلي بالالتزامات تكتيك سياسي أم محاولة لفرض واقع جديد؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

داود رمال – "اخبار اليوم"

تتواصل السلوكيات الإسرائيلية الاستفزازية في منطقة جنوب الليطاني وصولا الى العمق اللبناني، رغم الالتزامات الواضحة التي تم الاتفاق عليها لوقف إطلاق النار.

منذ لحظة الإعلان عن الهدنة، لم تتوقف إسرائيل عن اختراقها المتكرر لبنود الاتفاق، مستغلة فترة الستين يوما التي تتيحها الورقة التفاوضية لتثبيت شروط تنفيذها. هذه الخروقات ليست عشوائية أو عرضية، بل تحمل دلالات واضحة وأهدافا متعددة، وذلك من اجل تعزيز موقعها التفاوضي وفرض إيقاعها الخاص على المشهد الحدودي.

يقول مصدر ديبلوماسي في بيروت لوكالة "اخبار اليوم" انه "في الأيام القليلة المقبلة، يرتقب لبنان زيارة الموفد الرئاسي الأميركي، آموس هوكشتاين، الذي يُتوقع أن يلعب دورا محوريا في متابعة تنفيذ بنود ورقة الالتزامات المتبادلة بين لبنان واسرائيل، خصوصا فيما يتعلق باجتماعات لجنة المراقبة المعنية بتثبيت الهدنة، وتأتي زيارته في توقيت بالغ الاهمية، كونها تحصل عشية دخول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الابيض، وبدء لبنان مخاضا رئاسيا جديا لانتخاب رئيس للجمهورية، ومع اقتراب انتهاء مهلة الستين يوما لتنفيذ الانسحاب الاسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، إلا أن الممارسات الإسرائيلية المتعمدة، التي تتراوح بين الخروقات البرية والجوية والبحرية، تعكس رغبة واضحة في اختبار صبر لبنان واختبار ردود الفعل الدولية".

يوضح المصدر ان "إسرائيل تدرك بأن الورقة الموقعة تضعها أمام التزامات واضحة، إلا أنها تتبنى أسلوب المراوغة بهدف استغلال المهلة الزمنية المتاحة حتى آخر لحظة لتحقيق مكاسب ميدانية أو فرض وقائع جديدة. هذه الممارسات تندرج ضمن إطار الاستراتيجية الإسرائيلية التقليدية التي تهدف إلى إضعاف الخصم وتشتيت تركيزه، مع إرسال رسائل إقليمية ودولية تعكس رغبتها في التحكم بزمام الأمور، سواء في تنفيذ الاتفاق أو في تحديد معايير الهدوء على الحدود".

يشير المصدر الى ان "لبنان، من جهته، يدرك أبعاد هذه السياسة الإسرائيلية ويحاول مواجهتها عبر تفعيل الحراك الدبلوماسي وإشراك الوسطاء الدوليين، وعلى رأسهم هوكشتاين، لتثبيت الالتزامات ومنع إسرائيل من استغلال هذه الفترة لتحقيق مكاسب على الأرض. الجهود اللبنانية، المدعومة بموقف شعبي وسياسي موحد، تسعى إلى تعزيز حضور الجيش اللبناني في المناطق الحدودية لضمان الاستقرار ومنع أي تصعيد قد يعيد الأمور إلى مربع المواجهة".

ويرى المصدر ان "الخروقات الإسرائيلية ليست مجرد تحركات عابرة، بل تأتي ضمن استراتيجية مدروسة تهدف إلى الالتفاف على الاتفاقيات واستغلال الفجوات الزمنية لفرض واقع جديد. ومع دخول زيارة هوكشتاين في المشهد، تبقى العيون شاخصة نحو النتائج التي قد يحملها الاجتماع المرتقب للجنة المراقبة، والذي سيشكل اختبارا حقيقيا لمدى التزام إسرائيل بوقف الاستفزازات والانسحاب الفعلي، ولبنان بدوره لن يقبل بأن تتحول هذه الورقة إلى مجرد وثيقة تفاوضية خالية من التنفيذ العملي".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا