مفاجأة جعجع الرئاسيّة
تضيق الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسيّة أكثر فأكثر، من دون الاتفاق على “مرشّح توافقي”، وهي التسمية التي كان أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري في عزّ الحرب، وكانت بمثابة إعلان عن تراجعه عن دعم مرشّحه سليمان فرنجيّة.
يُعتبر رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع “القطبة المخفيّة” في هذا الاستحقاق، إذ أنّ توجّهه مجهول حتى الآن. فجعجع يرفض دعم مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، المدعوم من “الثنائي” والنائب جبران باسيل وبعض المستقلّين. كما تراجع عن دعم الوزير السابق جهاد أزعور. ولم يعد متحمّساً لقائد الجيش العماد جوزيف عون.
يطرح ما سبق علامات استفهام حول خيارات جعجع الحقيقيّة، وما إذا كان هدفه الفعلي تأجيل الاستحقاق الانتخابي ليختبر قدرته على الوصول الى قصر بعبدا. إلا أنّ هذا الخيار يبدو صعب التحقيق، إذ لا قدرة على تعطيل النصاب، إن توفّرت الإرادة أصلاً، كما أنّ جعجع يدرك أنّ ظروف انتخابه غير متوفّرة حاليّاً.
ماذا يريد جعجع إذاً، وهل يخفي ورقةً ما ينوي إبرازها في ربع الساعة الأخيرة؟
تشير المعطيات إلى أنّ جعجع كان ينتظر ما سيسمعه من الوفد السعودي، وربما سينتظر أيضاً ما سيقوله الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي سيصل الإثنين إلى بيروت. وتضيف أنّ رئيس “القوات” سيعمل على إيصال مرشّح يلقى موافقة بري من دون أن يكون لباسيل حصّة فيه، وهذا ما دفعه إلى التراجع عن دعم أزعور.
وتتحدّث المعلومات عن أسماءٍ قد يعرضها جعجع على بري، عبر وسيط، وتضمّ اسم جوزيف عون، الذي لن يوافق عليه رئيس المجلس، واسمين آخرَين قد يوافق عليهما بري ويرفضهما باسيل الذي يسعى جعجع الى إقصائه عن العهد المقبل.
ربما يعتبر كثيرون أنّ جعجع “يلعب بالنار”، فإن نجحت خطّته قد يخرج منتصراً من الاستحقاق الرئاسي ويكون عرّاب العهد مسيحيّاً. أمّا في حال فشلها، فسيؤدّي ذلك إلى تعويم باسيل من جديد وإبقاء “القوّات” خارج العهد، مع ما يعنيه ذلك من ابتعادٍ عن الحكومات والتعيينات…
فهل يخفي جعجع ورقةً سيكشفها في الباقي من الأيّام، قبل موعد الانتخاب؟ وهل هذه الورقة ستغيّر في المشهد؟ أم أنّ برودته تجاه ترشيح جوزيف عون هدفها تحقيق مكتسبات أكثر؟
ستكون الأيّام القادمة كفيلة بتوفير الإجابات…
إليونور أسطفان - “هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|