الصحافة

الصراع على سوريا هو ما يحدث فيها ..لمن ستكون؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

صدر منذ سنوات كتاب للصحافي البريطاني باتريك سيل بعنوان "الصراع على سوريا" وهو الذي قابل الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد مرات عدة وكتب عنه كتابا حمل عنوان:" الاسد... النضال في الشرق الاوسط" ويروي فيه سيرة الاسد الاب وهو تابع الوضع في سوريا كما في المنطقة ولم يغب الصراع العربي – الاسرائيلي عن كتاباته ومؤلفاته وما يتعلق بالمسألة الفلسطينية.

فما حدث في سوريا خلال شهر وما سبقه على مدة 14 عاما وقبل ذلك، يرتبط بالصراع عليها كما وصف باتريك سيل، موقعها الجيو- سياسي وتغيير الانظمة له علاقة بالفساد والاستبداد وحكم عائلة وعدم التجاوب مع تطلعات الشعب وتأمين حقوقه السياسية وتوقه الى الحرية والديمقراطية وحاجته الى حياة كريمة، لكنه له علاقة بالتحالفات السياسية وتمركز مصالح دول وتقاطعها حيث اجتمعت كل هذه الاسباب وغيرها ايضا للصراع على سوريا وما انتهى اليه نظامها وكما هو الحال في لبنان ايضا وما يحصل في دول اخرى كما في الحرب الروسية – الاوكرانية التي تتشابك فيها عدة مصالح كالامن القومي الروسي الذي يتضرر من دخول اوكرانيا الحلف الاطلسي واقامة قاعدة له عند الحدود مع روسيا التي تعتبر اوكرانيا جزءا منها اضافة الى وصول الغاز الروسي الى اوروبا.

ففي سوريا التي سقط نظامها الذي حكمه حزب البعث على مدى 61 عاما وكان لروسيا نفوذ فيها من خلال معاهدة صداقة وتعاون وترسخت منذ العام 1970 مع الحركة التصحيحية التي قادها حافظ الاسد داخل حزب البعث فان ما جرى خلال عقدين من الزمن وقبل اندلاع ما سمي "ثورة" ارتبطت بـ "الربيع العربي" التي شجعت عليه اميركا لتسهيل وصول "الاسلام السياسي" بـ "بدلة وربطة عنق" فان اميركا كانت تريد من الرئيس السابق بشار الاسد ان يسير بمشروعها "للشر ق الاوسط الجديد" ويفك ارتباطه وتحالفه مع ايران "ومحور المقاومة" ويكون للاسد دور في "المشروع الاميركي" الذي بدأ في العراق واسقاط نظام البعث فيه في نيسان 2003 وهذا مع عرضه وزير الخارجية الاميركية كولن باول على الاسد اثناء لقائه به في دمشق بعد حوالى شهر على سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين لكن الاسد رفض تغيير موقع سوريا في "محور المقاومة" فكان القرار 1559 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 2 ايلول 2004 وطالب سوريا بسحب جيشها من لبنان ونزع سلاح الميليشيات والهدف هو "حزب الله" فتمكن التحالف الاميركي – الفرنسي من اخراج سوريا من لبنان عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 ونفذ العدو الاسرائيلي حرب تموز 2006 لتدمير سلاح المقاومة لكن لم يحقق هدفه الذي ما زال يسعى اليه بعد الحرب الاخيرة بتطبيق القرار 1701 ومن ضمنه القرار 1559 ومعه القرار 1680.

فما يحصل في سوريا وسقوط نظامها هو انها انتقلت من "محور المقاومة" وحضور ايران فيها الى النفوذ التركي والتحالف القائم بين انقرة "وهيئة تحرير الشام" بقيادة احمد الشرع (الجولاني) الذي اعلن انه حرر سوريا من "الاحتلال الايراني" وميليشياتها فيها وهو يتلقى عروضا اميركية واوروبية لاخراج روسيا من سوريا بانهاء وجودها في القاعدة البحرية في طرطوس والاخرى الجوية في حميميم لكن القيادة الجديدة لم تأخذ قرارها بعد وظهر من الشرع كلام ايجابي تجاه روسيا حتى تستكمل العروض الخارجية ليحدد موقف سوريا وفق ما يقرأ مصدر ديبلوماسي في كلام الشرع خلال لقاءاته السياسية والاعلامية لان الصراع يبقى على سوريا وموقعها الجيو – سياسي.

وقيادة "هيئة تحرير الشام" ما زالت مواقفها ضبابية او رمادية في تحديد شكل "سوريا الجديدة" دستورا ونظاما سياسيا وتحالفات خارجية ودور سوريا في الصراع مع العدو الاسرائيلي اضافة في اي حضن ستكون العربي او التركي او الاطلسي او الحيادي؟

وسوريا التي تعرف تاريخيا بانها "قلب العروبة النابض" فهل ستبقى مع القيادة الجديدة ام تكون ضمن مشروع "العثمانية الجديدة" التي تعمل لها تركيا برئاسة رجب طيب اردوغان وتتصرف مع سوريا بعد سقوط نظامها وكأنها احدى ولاياتها زمن "السلطنة العثمانية" ولم يتأخر مسؤولون اتراك بالمطالبة باستعادة حلب في سوريا والموصل في العراق وبانها احزاء من ارضها وهي التي ضمت الاسكندرون وكيليكيا اليها بمعاهدة مع فرنسا عام 1936 وان سكان هذه المناطق المسلوبة يحملون الهوية السورية بالرغم من حملة "التتريك" التي لحقت بهم وهو ما شهده الجولان المحتل من قبل اسرائيل بضمه اليها وتهويد المناطق وفرض الهوية الاسرائيلية على اهالي الجولان التي رفضتها اكثريتهم وتمسكوا بهويتهم السورية.

فالصراع على سوريا هو ما يمكن قراءته من خلال الاحداث الحالية والقريبة والبعيدة وان الدول الكبرى تعمل على رسم خرائط الدول وفق مصالحها ألم يفعل ذلك البريطانيون والفرنسيون في سورية الطبيعية او المشرق العربي بتقاسمه في اتفاقية سايكس – بيكو عام 1916 بينهما واعطاء ود بريطاني لليهود بوطن لهم في فلسطين ثم بدء الطرفان بمحاولة تقسيم المقسم الى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية.

من هنا تزدحم الدول باتجاه سوريا لاجتذاب قيادتها الجديدة والموقتة نحوها وضمها الى محاورها حيث لم يستقر الوضع السياسي والامني والعسكري بعد فالاشتباكات مستمرة في شمال وشرق سوريا بين "قسد" كتنظيم كردي وتركيا عبر فصائل مسلحة تابعة لها في وقت زاد الاميركيون من وجودهم في دير الزور والحسكة فاستغل العدو الاسرائيلي ما حصل في سوريا ليتقدم في القنيطرة وريفها ودمر كل مقدرات الجيش السوري الذي حلته السلطة الجديدة.

فهذا المشهد العسكري والاضطراب السياسي هو ما يطرح السؤال سوريا لمن ستكون هل للاتراك ام للاميركيين والاسرائيليين وهم جيوش محتلة للارض السورية.

فالصراع على سوريا قديم – جديد فكما يقال عن لبنان بانه ساحة لحروب الاخرين على ارضه فهذا ما يحصل في سوريا.

كمال ذبيان-الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا