حزب الله يتجرّع السمّ ... ولهذا السبب رفع الفيتو بوجه جعجع

منذ بداية الأزمة الرئاسية في لبنان، انتقل حزب الله من شعار "سليمان فرنجية أو لا أحد" إلى فيتو وهمي على سمير جعجع، الذي لم يترشح أصلاً للرئاسة، بل صرّح مراراً استعداده لتحمّل المسؤولية إذا توافق عليه عدد كبير من الكتل النيابية.

مصدر مواكب للحراك الداخلي والخارجي على صعيد الاستحقاق الرئاسي أكد أن "هذا الفيتو لا يعدو كونه محاولة لإخفاء الانكسار أمام طرح قائد الجيش جوزيف عون كمرشح توافقي، وهو الاسم الذي قوبل بمعارضة شرسة في البداية من الثنائي الشيعي وحليفهما جبران باسيل".

تابع المصدر: "اليوم، ومع تصاعد الضغوط الدولية والمحلية، يمكن أن يجد حزب الله نفسه مضطراً للقبول بجوزيف عون، كمن يتجرع السمّ، دون القدرة على فرض مرشح آخر يضمن استمرار هيمنته. محاولات الحزب تلميع الهزيمة أمام جمهوره الغاضب من التراجع المستمر باتت مكشوفة، حيث تُسوّق كأنها انتصار استراتيجي، بينما تعكس هشاشة قدرته على فرض إرادته في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية التي تضيق الخناق عليه".

ختم المصدر: "في مشهدٍ يتكرر وسط الدمار البلاد ورائحة الموت، يظهر قادة حزب الله بخطاباتهم المعتادة، يحاولون قلب الحقائق وإعادة تدوير الهزيمة كإنتصار. لكن المؤشر الواضح أن الحزب يُحضّر جمهوره لمرحلة جديدة من التنازلات الموجعة، حيث سيضطر لابتلاع كل شروط المجتمع الدولي، رغم محاولاته المستميتة لإخفاء فشله عن الأنظار".