أمريكا "تغازل" سوريا الجديدة وتُعيد الحسابات.. ما الدوافع؟

قبل أيام من رحيلها.. تتجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن نحو تغيير في سياستها تجاه سوريا تحت ضغوط إنسانية وجيوسياسية من خلال تخفيف القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية.. خطوة قد تسرع من وصول الإمدادات الأساسية إلى الشعب السوري، دون أن تمس العقوبات التي تعيق الحكومة الجديدة في دمشق. ولكن، هل وراء هذه الخطوة دوافع سياسية أعمق؟ وكيف سيؤثر هذا التوجه على مسار الأزمة السورية؟

تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" كشف عن نية إدارة بايدن الإعلان عن تخفيف القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية لسوريا، بهدف تسريع تسليم الإمدادات الأساسية إلى الشعب السوري، دون أن يشمل ذلك رفع العقوبات على المساعدات الأخرى التي تستفيد منها الحكومة السورية في دمشق.

الدوافع المحتملة وراء هذه الخطوة تشمل عدة جوانب.. أولًا: الهدف الأساسي هو تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عرقلة؛ مما يعزز قدرة المجتمع الدولي على مواجهة الأزمات الإنسانية في سوريا. ثانيًا: قد تسعى الولايات المتحدة من خلال هذه الخطوة إلى اختبار الإدارة السورية الجديدة ومعرفة سياساتها وتوجهاتها، مع إبقاء العقوبات كأداة ضغط.

ثالثا: تأتي هذه الخطوة في إطار تحسين صورة الولايات المتحدة دوليا، حيث تتيح لها التفاعل مع معاناة المدنيين السوريين في وقت تواجه فيه انتقادات لاذعة بشأن تأثير العقوبات، إضافة إلى احتواء النفوذ الروسي والإيراني في سوريا قد يكون هدفا آخر، حيث قد تُقدم هذه المساعدات المحدودة فرصة لتقليل الاعتماد على الحلفاء التقليديين.

لا يمكن تجاهل الضغوط الداخلية والدولية من المنظمات الإنسانية التي تطالب بتغيير سياسة العقوبات لمساعدة المدنيين، كما أن هذه الخطوة قد تكون جزءا من إستراتيجية أوسع لتخفيف التوتر الإقليمي وضمان الاستقرار في المنطقة.

في النهاية تبقى هذه الخطوة إجراء مؤقتًا، لمدة ستة أشهر، مع فرض رقابة على الاستخدام. ومع ذلك، يبقى السؤال.. هل هي بداية لتغيير جذري في العلاقات الأمريكية مع سوريا؟ أم أنها مجرد خطوة تكتيكية في هذا التوقيت؟