متى ينسحب الجيش الإسرائيليّ من الجنوب؟
جاء في "الأنباء" الكويتية:
رأى قائد عملية فجر الجرود العميد الركن المتقاعد فادي داود أن ما شهده القطاع الغربي جنوب الليطاني، حيث تتواجد قوات «اليونيفيل» من اخلاءات عسكرية إسرائيلية لبعض القرى والمناطق، يرسم علامات استفهام كبيرة حول أبعاده وخلفياته، ويطرح سؤالا لا جواب عنه حتى الساعة الا وهو انسحاب أم إعادة تموضع؟
واعتبر في حديث إلى «الأنباء» الكويتية، ان القطاع المذكور من وجهة نظر عسكرية، هو القطاع الأقل أهمية مقارنة بالقطاعين الأوسط والشرقي.
وأعرب داود عن اعتقاده «أن جل ما أراده العدو الإسرائيلي في خلفية انسحابه من القطاع الغربي، تجنب الضغوط الدولية عليه لاسيما الأميركية والفرنسية منها، أي انه بانسحابه من القطاع الغربي، باع الأمم المتحدة وكل من قيادة قوات اليونيفيل وواشنطن وباريس، موقفا غير ذي أهمية في الاستراتيجيات والجغرافيا العسكرية، التي تعطي الأهمية القصوى للقطاع الشرقي، كون مرتفعاته تشرف بوضوح على سهل الحولة شمال فلسطين المحتلة».
وأضاف: «على الرغم من انسحاب جيش العدو من القطاع الغربي جنوب الليطاني، فإنه لا يزال يمعن في تفجير المنازل واقتلاع الأشجار، بهدف تحويل القرى في القطاع المذكور إلى ساحة مكشوفة تمكنه عن بعد من استهداف كل ما يرى فيه خطرا على وجوده داخل الأراضي اللبنانية، الأمر الذي ان قدم احتمال على آخر، هو ان خروجه من القطاع الغربي ينم عن إعادة تموضع اكثر منه انسحابا. وهذا يعني في حال ثبتت صحته عدم انسحابه لاحقا من القطاعين الأوسط والشرقي، لاسيما ان وجوده في القطاع الأخير يتيح أمامه إمكانية التوغل في البقاع من جهة المصنع، عبر تقدمه من المحور الشرقي في سفح الجولان المحتل».
وقال داود ردا على سؤال: «يتذرع الإسرائيلي بعدم اكتمال الظروف لانسحابه من جنوب لبنان وتحديدا من القطاعين الأوسط والشرقي. ويعتبر عدم انسحاب حزب الله بالكامل من جنوب الليطاني، واستمراره في اكتشاف المزيد من المنشآت العسكرية للأخير تحت الأرض تهديدا مباشرا لكيانه، إضافة إلى ذريعته بعدم استكمال الجيش اللبناني انتشاره في جنوب الليطاني عملا باتفاقية وقف إطلاق النار، علما ان الجيش اللبناني ينفذ انتشاره بدقة وحرفية، انما بتأن وفقا لرؤيته واستراتيجيته الوطنية».
داود سرد ما تقدم، لا لتفنيد أو تشريح الوقائع على أرض الجنوب فحسب، بل للتأكيد على قناعاته ورؤيته وقراءاته العسكرية، القائلة ان تواجد جيش العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان باق من دون أفق زمني. وهو ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية بالإشارة إلى ان حكومة بنيامين نتنياهو دعت خلال اجتماعها الأخير إلى بقاء دائم لوحدات الجيش في بعض النقاط الاستراتيجية في جنوب لبنان.
وعما اذا يرى في ظل الخشية من بقاء إسرائيل في منطقة جنوب الليطاني لاسيما في القطاعين الأوسط والشرقي منها، اندلاع حرب جديدة وعودة مشهدية الدمار والتهجير، أكد داود انه «لا خيار امام حزب حزب الله سوى تطبيق القرار الدولي 1701، وسحب كامل سلاحه من جنوب الليطاني. الا ان السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو كيف سيتصرف الحزب في شمال الليطاني؟ وكيف ستتفاعل معه الدينامية الخارجية التي تتحكم بجميع الأحداث في لبنان والمنطقة؟».
وختم داود قائلا: «لا يراهن أحد على مواجهة عسكرية بين حزب الله والجيش اللبناني بخلفية تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار والقرار الدولي 1701. ولا يتوهمن أحد بأن الجيش اللبناني بتركيبته ومكوناته ومبادئه وأخلاقياته وعقيدته الوطنية، قد يخوض مواجهة ضد أي من المكونات اللبنانية مسيحية كانت أم إسلامية سنية شيعية درزية. ويبقى التحدي الوطني الكبير في كيفية جمع السلاح الخارج عن إمرة الجيش والشرعية بهدوء وسلاسة»
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|