مخطط إسرائيلي لقصفه: خطر على المطار.. وتحرّكات الحزب والفيلق فيه؟!
من السجاد الأحمر إلى الصمت "العونيّ": كوميديا سياسية في قاعة المجلس
بصوتٍ أشبه بقرع جرس المدرسة، دخل النواب إلى باحة مجلس النواب يوم أمس، حيث انعقدت جلسة انتخاب الرئيس جوزاف عون. جلسة لم تخلُ من الطرائف والتفاصيل التي تنتمي أكثر إلى أجواء الكواليس المسرحية منها إلى قاعةٍ يفترض أنها عنوان للديمقراطية.
البداية جاءت مع تساؤلات عفوية من بعض النواب حول كيفية كتابة اسم قائد الجيش: هل تُكتب "جوزيف" أم "جوزاف"؟ ما أثار موجةً من التعليقات الجانبية، بدا بعضها وكأنه جلسة إملاء عابرة.
ولم يكن حضور الجلسة اعتيادياً، إذ حضر جميع النواب من دون استثناء، وكأن "الكلّ مدعوّ على الغداء". أحد النواب عبّر عن دهشته قائلاً: "الجلسة اليوم full house... دليل أن الأمور جدّية جداً".
الجلسة قُسّمت إلى دورتين، وبينهما استراحة "استراتيجية". ومع انتهاء الدورة الأولى، غفل الرئيس نبيه بري عن أن الميكروفون لا يزال مفتوحاً، فقال مازحاً لنائبه الياس بو صعب: "بدي أطلع شي ساعتين لبرا، بدي أعمل مشاورات وبرجع". ليقاطعه بو صعب ممازحاً: "لأي ساعة، دولة الرئيس؟"، فردّ بري بنبرة لا تخلو من المزاح: "اللي بدّو يتغدّى يتغدّى، واللي بدّو ساندويشات يجيب، يسطفلوا".
وما هي إلا دقائق حتى دخل النائب مارك ضو حاملاً كيسين: الأول مليء بالساندويشات والثاني بالمشروبات الغازية، وكأنه يردّ بمرح: "ع حسابنا الساندويشات، بس جيبولنا هالرئيس".
أثناء المداخلات، أضاف بري نكهة فكاهية على الأجواء. فقد ردّ على النائب أديب عبد المسيح، الذي قال له: "يعطيك العافية"، قائلاً بلهجة ساخرة: "يعطيني العافية ع شو؟ شو عم ننكش؟". بعدها وفي "زكزكة" هادئة ذكّر النائب سامي الجميّل رئيس المجلس بالعبارة الشهيرة: "مادا إجرا من الشبيّك"، ممازحاً إياه:"منكم نتعلّم دولة الرئيس".
في خضمّ هذه الأجواء، ومع بداية الدورة الأولى، أطلّ النائب طوني فرنجية بتصريح مختصر واثق لحظة دخوله القاعة قائلاً لـ"نداء الوطن": "خالصا خالصا"، في إشارةٍ منه إلى أن التوافق على انتخاب القائد قد أُنجز.
لكن الجلسة لم تخلُ من مشادات، حيث اندلعت مواجهة كلامية بين النواب بولا يعقوبيان، سليم عون، وفراس حمدان. ووفقاً لمصادر "نداء الوطن"، قرّر الفريق اللغوي المسؤول عن الترجمة الفورية عدم ترجمة العبارات النابية التي تبادلها النواب، مكتفياً بإبلاغ السفراء الجالسين في "Balcon" بأن "خلافاً لفظياً وقع بين عدد من أعضاء البرلمان"، وجاءت الترجمة كالتالي: "A verbal dispute occurred between a number of parliament members".
أما نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب، فقد لعب دور "الناظر" في المدرسة، حينما سحب النائب سليم عون إلى زاوية القاعة، طالباً منه الترويّ، قبل أن يهدده بطلب مغادرته القاعة إذا استمر في "المشاغبة".
الدورة لم تخلُ من رسائل مبطّنة، فقد عُثر بين أوراق الاقتراع على ورقة كُتب عليها "جوزاف آموس بن فرحان"، ما أثار موجة تعليقات وأدى إلى إلغائها فوراً من قبل أمانة السرّ.
وبعد استراحة قصيرة، وفي "الوقت الإضافي" للدورة الثانية، عُقدت خلوة بين النائب محمد رعد وأعضاء كتلته، وكأن كلمة السرّ قد أُعطيت، "تفضلوا بانتخاب القائد"، وسمعت العبارة التالية: "المساومة هلأ مش لصالح حدا".
في هذه الأثناء، كان البروتوكول مشغولاً باستقبال عائلة العماد جوزاف عون في أروقة المجلس أي خارج القاعة، حيث برزت زوجته، نعمت عون، واثقة من أن لقب "السيدة الأولى" بات في متناول اليد.
ومع بدء الدورة الثانية، كانت الاستعدادات قائمة لفرش السجاد الأحمر خارج القاعة، حيث علّق أحد النواب قائلاً: "يلاّ، خلصت".
أما رئيس التيار جبران باسيل، الذي دخل القاعة متأخراً، فقد جلس كعادته بجانب النائبين إبراهيم كنعان وسيمون أبي رميا، لكنه تجاهل زملاءه السابقين في الكتلة النيابية الـ"ex" زملاء، في إشارةٍ واضحةٍ إلى استيائه من خياراتهم السياسية الجديدة.
ولدى وصول الرئيس المنتخب، علت أصوات التصفيق، وكان أول المهنئين رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، تلاه محمد رعد وحسن فضل الله، ثم نعمت إفرام وميشال ضاهر. وعند وصول العماد عون إلى الأمام، أصرّ على مصافحة النائب جورج عدوان، في لفتة تحمل رسائل سياسية واضحة: "سنضع يدنا بيد القوات اللبنانيّة طوال العهد الجديد".
أما النائب رائد برو فخرج عن الإجماع الشيعي ظاهراً نوعاً من "الليونة المبطنة" جراء تصفيقه الحار للقائد لحظة دخوله القاعة العامة.
في الوقت نفسه، كانت ندى البستاني وحدها من كتلة "لبنان القويّ" تشارك بالتصفيق الحار أثناء خطاب القسم، فيما التزم باقي نواب التيار بالصمت، تعبيراً عن امتعاضهم.
واختُتم خطاب القسم بتصفيق استمر 31 ثانية متواصلة، خصوصاً بعد تأكيد الرئيس على حصرية السلاح بيد الدولة، فيما التزم نواب "حزب الله" الصمت، في موقف أثار مزيداً من التساؤلات.
هكذا انتهت جلسة انتخاب الرئيس جوزاف عون، خليط من السياسة، الكوميديا، والدراما البرلمانية، وكأنها مشهد من مسرحية لا تنتهي.
المصدر: نداء الوطن
الكاتب: ريشار حرفوش
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|