مهمات معقدة.. كيف سيتعامل رئيس لبنان الجديد مع "مربع التحديات"؟
قدم الرئيس اللبناني الجديد، العماد جوزيف عون، عشرات الالتزامات خلال خطاب تنصيبه، لمعالجة ما ألقت به سنوات عجاف من ثقل على الداخل اللبناني على كافة المستويات.
ووسط كل ذلك، هناك مربع تحديات يحمل أضلاعًا معقدة تتطلب التعامل الفوري معها، خاصة أنها تخص سيادة الدولة المطلوب من الرئيس الجديد استعادتها، بعد تراجع دور المؤسسات.
وتضم هذه التحديات إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، ونزع سلاح حزب الله وحصر السلاح بيد الدولة، وتطوير إمكانيات الجيش اللبناني، وإعادة إعمار الجنوب.
وتقول الكاتبة الصحفية والمحللة السياسية ثريا شاهين إن الأضلاع الأربعة الخاصة بمربع التحديات أمام عون مرتبطة ببعضها بشكل كبير، وتعتمد على خبرة وحكمة الرئيس الجديد فضلًا عن علاقاته العربية والدولية المتميزة منذ أن كان قائدًا للجيش والقائمة على الثقة فيه.
وأكدت شاهين، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس سيدفع باتجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لقرى لبنانية من خلال تطبيق المطلوب من لبنان بالقرارات الدولية وفي صدارتها 1701، وذلك بمعاونة المجتمع الدولي وفي مقدمته أمريكا .
وأشارت إلى أن تطبيق القرارات الدولية، يتطلب قيام لبنان بواجباته، وذلك بنشر الجيش في الجنوب بشكل يجعله يقوم بمهامه السيادية.
وأكدت أن هذا مرتبط بتقديم الدعم لتطوير إمكانيات وقدرات الجيش في أسرع وقت؛ ما ينهي أي حجج أو ذريعة إسرائيلية تمنع من تنفيذ الانسحاب من قرى الجنوب، في ظل ما ينص عليه القرار 1701، بانسحاب إسرائيل من الجنوب وكل الأراضي التي احتلتها.
وأضافت شاهين أن الرئيس الجديد يسعى إلى تشكيل الحكومة في أسرع وقت، ومن بعد ذلك سيتم الذهاب مع كافة الفرقاء على وضع إستراتيجية دفاعية لإنهاء الاحتلال، وفي نفس الوقت إيجاد حل لأي سلاح غير شرعي وحصره في يد مؤسسات الدولة.
وأكدت أهمية تفاعل القوى السياسية، لاسيما حزب الله، بالعمل على وضع حل لهذا الملف، ويمكن أن يتم ذلك بالتوافق والحوار بين الأطراف اللبنانية.
وذكر الخبير في الشأن اللبناني، علي حمادة، أنه على الرغم من أن السلطة في لبنان ليست في يد رئيس الجمهورية فقط في ظل وجود شراكة للمؤسسات والقوى السياسية في القرار، فإن منصب الرئيس يعطي مناخًا للتعامل مع ملفات ملحة.
وقال حمادة في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن العناوين والأولويات التي طرحها الرئيس عون في خطاب التنصيب، وفي صدارتها حصر السلاح في يد الدولة، سوف يعمل من أجلها من خلال التغطية الوطنية الداخلية مع كافة القوى، بنزع سلاح حزب الله.
وبين حمادة أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي قائم على التزام الطرفين بالاتفاقيات والقرارات الدولية، وسيعمل الرئيس عون على كيفية تنفيذ المطلوب من لبنان تماشيًا مع ذلك من جهة، ومن جهة أخرى، الضغط على المجتمع الدولي لقيام تل أبيب بتنفيذ التزامها بالانسحاب.
ويرى حمادة أن قدرة الرئيس الجديد على تطوير الجيش ترتبط بشكل كبيرة بالثقة تجاهه عربيًا ودوليًا؛ الأمر الذي سيساعده على استجلاب مساعدات كبيرة للجيش اللبناني.
وأشار إلى أن عون لن يكون رئيسًا للجمهورية فقط في هذه الفترة، ولكن سيبقى له عين مفتوحة على الجيش حتى مع تعيين قائد جديد من المتوقع أن يختاره شخصيًا، وهذه نقطة إيجابية ليسير الجيش اللبناني في الطريق الصحيح.
ولفت حمادة إلى أن ملف إعادة الإعمار يعتمد على انتقال لبنان من ضفة محور الممانعة الإقليمي إلى محور الكيانات المستقلة، وهو الأمر الذي سيدفع الرئيس بالعمل تجاهه.
وأضاف: "يبقى أن نرى كيفية تجاوب القوى السياسية معه وخاصة المتضررة من وصوله إلى الكرسي الرئاسي، والحديث هنا عن حزب الله والفريق المؤيد له، للسير نحو سيادة المؤسسات، حتى يكون الدعم الدولي لإعادة الإعمار متوفرًا".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|