الصحافة

زيارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان وأهدافها

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان اليوم تحمل في طيّاتها دلالات كبيرة. فهي تأتي في توقيت سياسيّ حساس بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الحكومة، الأمر الذي يُعتبر فرصة لإعادة ترتيب الأولويات اللبنانية، خصوصا مع وجود إجماع داخليّ ودوليّ على ضرورة الإسراع في إطلاق عجلة الدولة والحرص على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة التي تبدأ بالأمن والاستقرار ولا تنتهي بالقضاء وملفاته، وصولاً إلى الإدارة العامة وحاجات المؤسسات الشرعيّة المُتعبة بسبب أزمات السنوات المُنصرمة. 


سيلتقي ماكرون رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة المُكلّف نواف سلام لمناقشة ملفات حيوية تتعلق بالاقتصاد اللبناني المنهار، ومساعي تشكيل حكومة قادرة على تحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الدقيقة. وسيحمل رسالة دعم للشعب اللبناني ترافقها إشارات فرنسيّة حريصة على العمل مع القادة اللبنانيين لتأمين استقرار طويل الأمد.
في هذه الزيارة يرافق الرئيس الفرنسي وزيرا الدفاع سيبستيان لو كورنو والخارجية جان نويل بارو والمبعوث الرئاسي جان - إيف لودريان "رجل المهمات اللبنانية". كذلك سيلتقي ماكرون رئيس مجلس النواب نبيه بري حاملا له رسالة مهمّة تتعلّق بتشكيل الحكومة. ويلتقي أيضاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والقادة العسكريين في لجنة المراقبة لوقف النار، وقائد "اليونيفيل".

 

قد تمثل الزيارة فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وسيسعى الطرفان إلى إعادة تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية التي فرملتها الأزمات المتتالية. كذلك، من الممكن أن تشهد الزيارة نقاشاً مع القادة اللبنانيين حول ملف إعادة الإعمار في لبنان، خصوصا في ضوء المبادرة الفرنسية التي دعت إلى تأسيس صندوق دولي لدعم "سكان لبنان وسيادته".

 

تبدو باريس مصمّمة على أداء دور أكبر في هذا الملف، انطلاقاً من أجندتها الثابتة في لبنان إلى جانب تاريخها الطويل في دعم استقرار البلد. 

 

فرنسا شريك أساسي للبنان، ليس فقط لدورها التاريخي، بل لأنها جزء من التوازن الدولي الذي يريد الخير للبنان المحايد عن الأزمات الإقليمية.
في زيارة ماكرون اليوم، تضع العلاقات اللبنانية - الفرنسية نفسها تحت اختبار جديد لمدى قدرة الطرفين على تحويل الدعم الدولي إلى خطوات ملموسة تعيد إلى لبنان دوره الطبيعي في المنطقة.

بالنسبة إلى اللبنانيين، تشكّل فرنسا بوابة أمل في ظلّ واقع سياسي جديد في المنطقة وانطلاقة لبنانية جديدة أمامها فرص كبيرة. كما أن إدارة ماكرون تعوّل على شراكة متينة مع لبنان لأهميّة الدور الذي يمكن ان يضطلع به لبنان في استقرار المنطقة برمّتها. 

زيارات أخرى

كان للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حضور بارز في المشهد اللبناني في السنوات السابقة، فجاءت أولى زياراته بعد يومين على انفجار مرفأ بيروت المأسوي في آب 2020. هذه الزيارة لم تكن فقط تعبيرا عن التعاطف، بل كانت مسعى فرنسي لبدء مبادرة سياسية شاملة قادتها باريس لإخراج لبنان من أزمته. يتذكّر اللبنانيون جيداً "لقاء قصر الصنوبر" وطروحات الرئيس الفرنسي المتعلّقة بالعقد الاجتماعي اللبناني، كما يتذكّرون "الورقة الفرنسية" آنذاك وضرورة تحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية ومالية وطاقوية، إلى جانب إصرار باريس آنذاك على تشكيل حكومة من شخصيات تتمتّع بكفاءات ومهارات لتحقيق التقدّم المطلوب. 

في أواخر الشهر نفسه عاد الرئيس الفرنسي إلى لبنان مرّة ثانية حاملاً وعوداً بـ"المساعدات الطارئة"، وللعمل مع اللبنانيين على تهيئة ظروف إعادة الإعمار بعد انفجار المرفأ. وحفل جدول أعمال الرئيس الفرنسي آنذاك بلقاءات رمزية بدأها بلقاء السيدة فيروز في دارتها عشيّة إحياء المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، كما كان له لقاءات أخرى مع ممثلي القوى السياسية اللبنانية، حيث دعمت باريس قبل ذلك تكليف السفير مصطفى أديب لتشكيل حكومة في لبنان ولكنه لم يكمل المسار بعد تعذر في تحقيق المعايير العالية في تشكيل الحكومة، كالمداورة في الحقائب بين القوى السياسية والطوائف والمذاهب وغيرها من المعضلات اللبنانية التقليدية" في تشكيل الحكومات.

 

ماكرون والحرب الأخيرة

بعدما أعلن "حزب الله" حرب "إسناد غزة" في 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 والتي أتت بالويلات والدمار على اللبنانيين، كان لباريس دور حاسم في تهدئة الأوضاع، ودعا ماكرون أكثر من مرة منذ بدء الصراع العسكريّ بين الطرفين الى وقف فوري لإطلاق النار انطلاقاً من احترام القرارات الدولية وتحديداً الـ1701. وكان لباريس من خلال وزير خارجيتها حركة ديبلوماسية نشطة ومبادرات عديدة لوقف النار، تمثلت في اقتراح فرنسيّ شبيه بتفاهم نيسان عام 1996. حتى أتت اللحظة المناسبة لوقف النار من خلال الترتيبات بين لبنان وإسرائيل التي أعلنت الولايات المتحدّة وإلى جانبها فرنسا عن التوصل إليها في اتفاق مكتوب في 27 تشرين الثاني  2023. 

 

المصدر: النهار

الكاتب: لوسيان شهوان

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا