بعد التصديق على الهدنة.. هل تنتهي حرب غزة؟

بعد ضغوط وخلافات وتهديدات بالاستقالة وارتباك صبغ ملامح الساعات الأخيرة، الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة تصدّق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سرائح الرهائن، وتترك العالم أمام مرحلة جديدة تحكمها تساؤلات كثيرة..

فهل ستتوقف الحرب في غزة بعد إتمام مراحل الاتفاق الثلاث، أم أنّ خيار الاستئناف سيكون أول الخيارات وآخرها لإسرائيل؟

قبل الإعلان عن قرار تصديق الكابينت الإسرائيلي على اتفاق وقف إطلاق النار الذي جاء بعد أشهر من محاولات عقيمة للوصول إلى صيغة للتفاهم، نشرت هيئة البث الإسرائيلي خبرا مفاده أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على شروط وزير المالية بتسئيل سموتريتش بشأن اتفاق غزة فيما يتعلق بعودة الجيش للحرب والتحكم في المساعدات الإنسانية.

وفي التفاصيل فقد قال الوزير إنه لا يعارض المرحلة الأولى من الصفقة، وإنه سيبقى في الحكومة بشرط واحد ألا وهو أن يتعهد له نتنياهو بالعودة للقتال بعد انتهاء الصفقة في غزة.

وحسبما أفادت هيئة البث فإن سموتريتش أكد أنه دون العودة الكاملة للحرب فإن الصهيونية الدينية ستخرج من الحكومة، وهي وجهة نظر تبناها اليمين المتطرف في الحكومة وبدأ على أساسها بالضغط على نتنياهو..

ومن جهتها، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية اليوم نقلا عن مصدر سياسي مطلع على ترتيبات التهدئة في غزة إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والرئيس المتخلي جو بايدن أكدا موافقتهما على استئناف الحرب في غزة إذا خرقت "حماس" اتفاق التهدئة وأعادت تسلحها.

وأضافت أن الرئيسين "سيوافقان على تجديد الحرب إذا انتهكت حماس الاتفاق أو أعادت تسليحها أو استأنفت أنشطتها الإرهابية في غزة" وفق تعبيرها، واللافت فيما ورد بتقرير الصحيفة هو أن المعلومات التي تحيط بنتنياهو ووزرائه لا يُكشَف عنها للجمهور خشية أن يؤدي تداولها إلى انسحاب حماس من الاتفاق..

إذاً، هو اتفاق بثلاث مراحل سيدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل وستستمر المرحلة الأولى منه لمدة 6 أسابيع، ستشهد انسحابا تدريجيا للقوات الإسرائيلية من غزة، وسيتم فيها إطلاق سراح 33 إسرائيليًا، إلى جانب عدة بنود تتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية وغيرها من التفاصيل التي يتطرق إليها العالم ووسائل الإعلام في وقت تمتزج فيه الضحكات بالحزن على أرض غزة الجريحة، فيما يتساءل الغزيون وهم يحاولون تخطي الآلام: هل انتهت الحرب للأبد؟