رغم قطع خط الإمداد.. كيف تستمر عمليات التهريب من سوريا الى لبنان؟
أعلنت وزارة الداخلية السورية عن "إحباط عملية تهريب أسلحة كانت متجهة إلى لبنان عبر معابر غير شرعية ومصادرتها. بدورها كشفت مديرية الأمن العام في طرطوس إنه "بعد التنسيق مع جهاز الاستخبارات في المحافظة ومن خلال متابعة ورصد مستمرين، تم إحباط عملية تهريب أسلحة كانت متوجهة إلى لبنان عبر معابر غير شرعية، ومصادرة الأسلحة والصواريخ قبيل دخولها الأراضي اللبنانية".
استمرار محاولات تهريب الاسلحة من سوريا الى الداخل اللبناني، يطرح الكثير من التساؤلات، وفي هذا الإطار، أوضح النائب السابق والعميد المتقاعد وهبة قطيشا أن "مجرى النهر الكبير شمال لبنان والذي يبلغ طوله 58 كيلومترًا لطالما كان ممرّا لعمليات التهريب ويمكن للمهرّبين المرور من خلاله سيرا على الأقدام".
وذكر أن "المهربّ يسعى لإيجاد الكثير من الوسائل حتى يتمكّن من تهريب حمولته"، مشيرا الى أن "بعض الأجهزة الامنية التابعة لإدارة السورية الجديدة ما زالت ضعيفة في حين من جهة لبنان لم تحسم بعد مسألة ضبط الحدود بشكل كامل ولذلك ما زلنا نشهد على هذه المحاولات".
قاطيشا لفت الى أن "هذه المحاولات تدل على أن من يريدون في الداخل اللبناني تلقي هذه الاسلحة ما زالوا غير مقتنعين بالتحوّل الكبير الذي حصل على مستوى الشرق الاوسط، كما يمكن أن تكون هذه العملية جزءا من صفقة قديمة"، مضيفا: "التحول كبير حصل وعلى هؤلاء أن يقتنعوا بذلك، ومع العمل المستمر للقيادة السورية الجديدة والتعافي اللبناني من المرجّح أن تتراجع وتيرة هذه العمليات وتنقطع نهائيا".
ورغم ما حكي عن أن طريق الإمداد الذي كان قائمًا بين سوريا ولبنان قد قُطع، شرح قاطيشا أن "هذه الطريق ذات مسافة طويلة ولا يمكن ضبطها بشكل كامل وحاسم، خصوصا أن البلدين لا يزالان ضعيفين على هذا الصعيد"، لافتا الى أنه "يجب البحث عن الجهة المصدر لهذا السلاح، الذي قد تقبل مقابل مبلغ كبير من المال القيام بهذه العملية بغض النّظر عن التّحول الكبير الذي شهده البلدين".
وعن إمكانية محافظة النظام السوري السابق على بعض مخازن الاسلحة في سوريا، أوضح قاطيشا أن "هذه المخازن تحتاج للكثير من التجهيزات والحراسات والأماكن المناسبة، وغيرها ولا يمكن الجزم في هذا الاطار، لأن الامر يتطلّب جهدا استخباراتيا للتأكد من ذلك".
في المقابل، استبعد قطيشا أن "يتمكّن الحزب من المحافظة على بعض المخازن السرية في سوريا للأسلحة إلا إذا كان موقعها في منطقة جبلية كجبال القلمون أو في أماكن غير سكنية".
ولكن هل يطرح استمرار محاولات تهريب الاسلحة على الحدود اللبنانية السورية مخاوفًا من أي تفلّت أمني في الداخل اللبناني، أجاب قاطيشا، معتبرا أن "هذه العمليات لا يجب أن تثير المخاوف لان هناك قرارًا دوليا وإقليميًا بمنع زعزعة الاستقرار في لبنان وسوريا خصوصا على ضوء التحوّل الكبير الذي حصل".
وختم: "لست متخوّفًا من أي تطوّر أمني خطير في الداخل اللبناني وعمليات التهريب يمكن أن تحصل في جميع دول العالم ولكنها لا تشكل خطرا على المسار العام نحو السلام العام".
هند سعادة-الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|