زيارة ماكرون للبنان.. خارطة طريق لإعادة الإعمار وتقليص نفوذ حزب الله
"إيرانيون وحقائب نقدية في بيروت"... حزب الله يعزز بنيته المالية
يعمل حزب الله على تعزيز بنيته المالية من خلال استراتيجيات متعددة في محاولة للتغلب على العقوبات والضغوط الدولية التي طالت مصادر تمويله. ويشير موقع "Globes" الإسرائيلي إلى أن الحزب يسعى لاستعادة تدفق الأموال، لا سيما من إيران والمناقصات الحكومية، بهدف تقوية ماليته التي تأثرت كثيراً بسبب العزلة الدولية.
مع تولي الرئيس اللبناني الجديد، جوزيف عون، مسؤولياته، يواجه الحزب تحدياً كبيراً يتمثل في قطع تدفق الأموال من إيران، التي تعتبر المصدر الرئيسي لتمويل الحزب. ويقدر أن نحو 90% من ميزانية الحزب، التي تبلغ حوالي مليار دولار سنوياً، تأتي من إيران. بينما يعتمد الجزء المتبقي من الميزانية على الأنشطة غير القانونية مثل تهريب المخدرات أو من خلال مؤسسات خيرية يديرها الحزب.
تعتبر "جمعية القرض الحسن" من أبرز الأذرع المالية لحزب الله، حيث تواصل عملها كقناة رئيسية لإدارة الأموال، حتى في ظل الضغوط الإسرائيلية التي استهدفت البنية التحتية للحزب في لبنان. الجمعية، التي لا ترتبط بنظام "SWIFT" الدولي، تدير نحو 30 فرعاً في مختلف مناطق لبنان، نصفها في بيروت، وتقدم خدمات مالية متنوعة تشمل القروض بلا فوائد مقابل ضمانات مختلفة مثل الذهب أو الضمانات من أطراف ثالثة.
ووفقاً لتقرير "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" الأميركية، فقد نما حجم القروض المقدمة من الجمعية من 76.5 مليون دولار في 2007 إلى نحو 480 مليون دولار في 2019، ما يبرز تأثير الجمعية الكبير في الاقتصاد اللبناني.
رغم حجم النشاط المالي الكبير للجمعية، الذي يقدر بنحو 3.5 مليار دولار منذ افتتاحها في عام 1983، إلا أن الجمعية تواجه تحديات رئيسية، منها الاعتماد الكبير على الأموال النقدية، وهو ما يعقد عملها في ظل الأزمات الاقتصادية التي يمر بها لبنان. إضافة إلى الضغوط الإسرائيلية التي تزايدت إثر تدمير منشآت حزب الله في لبنان، وتأثير التدهور السياسي في سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
في هذا السياق، تبنى حزب الله أساليب جديدة لزيادة تمويلاته، منها إدارة مشروعات اقتصادية ضخمة في مجالات التجارة والبناء، وهو ما يساهم في تعزيز استقلاله المالي.
وفي خطوة مثيرة للجدل، أورد الموقع أن دبلوماسيين إيرانيين وصلوا إلى مطار بيروت محملين بحقائب تحتوي على أموال نقدية، وهو ما يعكس استمرار محاولات إيران لدعم حزب الله. لكن في حادث نادر، قامت قوات الأمن اللبنانية بإيقاف دبلوماسي إيراني في المطار قبل نحو أسبوعين لفحص حقائبه، مما يشير إلى محاولات مستمرة من قبل السلطات اللبنانية لمحاربة التمويل غير المشروع.
من جانب آخر، يواصل حزب الله محاولاته للحصول على دعم مالي رغم الحظر الدولي المفروض عليه. ويذكر الموقع أن الاستخبارات الإسرائيلية والموساد استهدفا شبكة جمعية القرض الحسن عبر مراقبة التحويلات المالية في البنوك، مما أدى إلى فرض عقوبات أمريكية على العديد من الجهات المرتبطة بالحزب.
ورغم الجهود المستمرة من حزب الله لتأمين تدفق الأموال، يواجه الحزب أزمة مالية متزايدة في الأشهر المقبلة بسبب تزايد النفقات، خاصة مع ارتفاع تكلفة إعادة الإعمار في لبنان.
وبينما يسعى حزب الله للحصول على مساعدات مالية، لا يزال المجتمع الدولي يتجنب تقديم الدعم المالي المباشر، مما يفتح الباب أمام الشركات المرتبطة بالحزب للمشاركة في عقود إعادة الإعمار في لبنان، لتكون بذلك أحد المصادر البديلة التي يعتمد عليها الحزب لتأمين استمراره المالي في المستقبل.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|