محليات

انقلبت الآية.. “ملتزمون بإعمار الجنوب”

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قالها رئيس الوزراء المكلف: “ملتزمون بإعادة إعمار جنوب لبنان”.. عبارة قصيرة تطرح تساؤلاً كبيراً. السؤال طبعاً ليس حول إعادة إعمار الجنوب لأنّ إهماله غير وارد أصلاً، ولكن لمن يعود ضمير المتكلم يا ترى؟ ومن المقصود بـ”نحن”؟ أهي الدولة المفلسة تماماً؟ كيف ذلك وبأي مصدر للتمويل؟ أموال المودعين مثلاً؟ فرضية غير عادلة وغير منطقية وغير عملية وغير مقبولة تماماً. أم احتياطي الذهب في مصرف لبنان؟ ربما تلك هي آخر شبكة أمان للشعب. أم الزيادات الضريبية؟ وأي إنجاز هو ذلك بينما الضرائب تؤخذ من نفس الجيوب. فمن أين إذاً؟ أمن إيران؟ بميزانها الذي يرجح بشكل أسطوري لتمويل الدمار ويتوخى التدبير حين يتعلق الأمر بالبناء؟ وهي التي تضاعف الوعود والوعود ثم الوعود.. على شاكلة الانتصارات دون أن تفي بأيّ منها؟ هل من مجيب؟

في مثل هذه الظروف، كيف يمكن بأي شكل من الأشكال تصور إعادة الإعمار دون مساعدة من المجتمع الدولي؟ وهكذا، عود على بدء.. نعود للبحث عن الدعم المالي. وها هي دول الخليج والدول الغربية… تمد يد الدعم.. ولكن بشرطين: الشفافية في تخصيص المساعدات، والتنفيذ الكامل لقرارات الأمم المتحدة. أما عن النقطة الأولى، فلا بأس. التطبيق ممكن من خلال آلية مراقبة دولية. أما النقطة الثانية فتبقى أكثر إشكالية: حزب الله يواصل المماطلة ويصر على تفسير القرار 1701 بما يتماشى مع مصالحه. ولا شك بأن تعنته وإصراره على الاحتفاظ بترسانته العسكرية شمال الليطاني، وبالتالي الإبقاء على خطر نشوب حروب جديدة في المستقبل قائمًا، لا يحمل أي طمأنة للمانحين المحتملين. يضاف إلى ذلك التلويح الجديد بـ”مقاومة سكان القرى الجنوبية” بسحر ساحر في حال الانسحاب الإسرائيلي، دون أي علاقة لحزب الله فيها. سيناريو مقاومة مقنعة فهل ينطلي على أحد؟ وعلى أي حال، لا يعد ذلك إلا بدورة جديدة من عدم الاستقرار ومنع أي إعادة إعمار.

نبرة الخطاب تحددت بالفعل الإثنين خلال الإستشارات في بعبدا. ولم يخف نواب حزب الله الذين صعقهم انكفاء سيطرتهم على السلطة، خيبة أملهم في بعبدا. وها هو الناطق باسمهم يقول بعد إجتماع النواب مع رئيس الجمهورية: “فليحكموا وسنرى أفعالهم وسنرى كيف سيعيدون بناء الجنوب ويحررون البلاد”. ولم يشر إلا عدد من المعلقين للطابع العبثي أو غير المنطقي لتصريحه.

وانطلاقاً من منطقه، يتولى فريقه مضاعفة القرارات والتحليلات السيئة التي تسببت بالدمار، بينما يتكفل الآخرون بتنظيف فوضاهم. لقد جروا البلاد للحرب وأشعلوها دون استشارة حكومة عاجزة… وها هم اليوم يرفعون الصوت ويطالبون بالمحاسبة! عجيب! في العادة، حين تبادر ميليشيا لإلقاء بلد بأكمله في الجحيم، تتحمل وحدها العواقب. لكن الآية انقلبت في لبنان والأمور تسير بالعكس.

والأسوأ بعد هو أصل الحكاية.. فعلى مر التاريخ، تنبع المقاومة من غزو دولة لأخرى. وهكذا تفرض بشكل مشروع. أما في لبنان، ما يعرف بـ”المقاومة” هي التي استدرجت الحرب! ومع ذلك، يأتي نواب “المقاومة” نفسها لمطالبة الآخرين بدفع الأثمان وترتيب خروج الإسرائيليين. الوضع غريب وفريد من نوعه. ومع ذلك وعلى الرغم من كل شيء، يحمل وصول رجل يتمتع بالنزاهة والعزيمة إلى رأس الدولة بالإضافة إلى وعي اللبنانيين، الكثير من الأمل.
وكم تذكرنا غرابة الوضع بقول شهير لأبراهام لينكولن: “يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت”.. هي حكمة فعلاً ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا