هل يسقط سلام في فخّ الثنائي؟
في أول اطلالاته على عدسات الكاميرا اللبنانية بعد تكلفيه تشكيل الحكومة، بدا الرئيس نواف سلام "ضيق الخلق" كما يُقال باللبناني ولا يعكس دبلوماسية في أجوبته، بل كان ظهور الرجل على عكس الصفة التي لازمته كدبلوملسي اذ حضر اجاباته بشكل مباشر ومن دون أي مواربة وهو ما يشكل صعوبة بالتعاطي معه في حال كان كلامه خلف الكاميرات كما أمام عدساتها.
لم يأت الرئيس نواف سلام كما الرئيس جوزاف عون بعد مخاض عسير كما يُحاول اعلام الثنائي التسويق له عبر المقربين منه، أو رسم سيناريوهات شبيهة بتلك التي كان يتم تسويقها عند كل استحقاق دستوري باستعمال مصطلحات التشويق كاجتماعات الليل المفتوح أو ابراز دور "الحاج" الذي كان يوصل رسائله الى هذا الموفد أو ذاك، بل رُسم هذا الاستحقاق منذ أشهر وربما اكثر حين بدأت المفاوضات على شكل الشرق الاوسط الجديد الذي انطلق من محطة السابع من أوكتوبر وعبر الحدود من غزة الى لبنان فسورية وربما لاحقا ايران. هذا السيناريو الذي حمل معه التغيير على الساحة اللبنانية انطلق من مبدأ كسر اجنحة ايران وقلب موازين القوى لصالح التطبيع مع اسرائيل على أساس حل الدولتين والذي يُصر عليه الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، وبالتالي فان كل "أبطال" مرحلة ما قبل التطبيع سيرحلون ليأتي جيل جديد يتسلم زمام المبادرة من الخليج الى المحيط. لبنان المعني بشكل مباشر بهذا الامر هو في قلب تلك التحولات التي بدأت في أيلول حين وسَّعت اسرائيل حربها باستهداف قيادات حزب الله وتفكيك قدراته العسكرية والاهم قطع شريان تسليحه من سورية. حصل ذلك في وقت قصير أربك الاطراف في الداخل ولاسيما الثنائي وحلفائه. وسمح في الوقت نفسه لللاعبين العرب وعلى رأسهم السعودية بالعودة الى الساحة اللبنانية وملء فراغ ايران وحزب الله من خلفها. تحت هذه المعادلة جاءت التركيبة السياسية الجديدة والتي انطلقت بانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون وتكليف الرئيس نواف سلام تشكيل الحكومة ولاحقا بمفاجأة التأليف التي وفق مصادر نيابية متابعة ستكون مفاجئة للجميع وستظهر بشكل فعلي صورة لبنان الجديد.
وفق هذا التصور يمضي الرئيس المكلف بالتشاور مع الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري للاعلان عن تشكيلته التي ستحظى بدعم غربي كبير قد يكون مفاجئا للاطراف الداخلية. ولكن تحذر المصادر النيابية من أي لعبة قد يلجأ اليها الثنائي لتمرير أسماء وزارية هي في الاساس موضع شبهات دولية، وهو ما يرفضه الرئيس سلام الذي أبلغ الثنائي أن معايير التوزير واضحة وعليهم التقيد بها، وفق ما تم الاتفاق عليه من قبل وتحديدا عندما عقدت لقاءات بين بري والمبعوث السعودي. وتؤكد المصادر أن الثنائي بات مقتنعا أن المرحلة المقبلة هي مرحلة التسليم بالدولة ومؤسساتها والعمل تحت سقف الحكومة وفق خطط تم وضعها تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الجذرية التي حصلت على الساحة الداخلية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|