محليات

هل يقف الموساد وراء رسائل الاحتيال في "واتساب"؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في ظل الأحداث المتسارعة التي يشهدها لبنان، ازدادت حدة الهجمات الإلكترونية التي تستهدف المواطنين، بما في ذلك موجة من التصيد الاحتيالي عبر تطبيق "واتسآب"، مع استغلال الجهات الضارة حالة التوتر والقلق السائدة بين اللبنانيين لتوزيع رسائل مشبوهة.

وسلطت تلك الحوادث التي تكررت في الأسابيع الأخيرة، الضوء، على أهمية الوعي بأخطار الفضاء الرقمي وضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الخصوصية. ففي ظل الأزمة الاقتصادية والظروف الصعبة التي يمر بها اللبنانيون تستغل جهات خارجية الأحداث في محاولات منها لاستدراج الأشخاص وراء ستار وعود عمل مغرية.

وانتشرت نظريات تحاول تفسير من يقف خلف العمليات الاحتيالية، متراوحة بين فرضتي أن يكون الموساد الإسرائيلي وراءها أو جهات إجرامية تنوي الابتزاز والتجسس والاحتيال، ما يعني في الحالتين أن أخذ الحذر من قبل المواطنون بات واجباً وضرورة.

وفي هذا الصدد، حذرت قوى الأمن الداخلي في وقت سابق من تلقي اللبنانيين رسائل نصية مشبوهة عبر تطبيق "واتسآب" تعرض عليهم تأمين فرص عمل من بعد. ونبهت قبل أيام من الولوج إلى حساب عبر تطبيق "إكس" باسم "بيام آبي" "Payameabi"، يحتوي على منشورات باللغة الفارسية، مؤيدة لإسرائيل، وتم وضع منشور باللغة العربية موجهاً للشعب اللبناني، يدعوهم إلى إفشاء معلومات عن "حزب الله" من خلال تعبئة نموذج محدد، والتواصل مع الجهة المشغلة عبر تطبيق "تيلغرام" من خلال قناة "Message blue Arabic official". كما تبين أن هذا الحساب يدار من الاستخبارات الإسرائيلية بهدف تجنيد العملاء، ومركزه تل أبيب.

عمل موساد أو احتيال؟
في حديث "للمدن"، أكد الخبير في أمن المعلومات والتحول الرقمي، رولان أبي نجم، أنه لا يمكن جزم أو تأكيد أي فرضية في هذا المجال، مشيراً إلى أن "الأرقام المجهولة تأتي من بلدان عديدة وتستهدف فئات مختلفة وشريحة واسعة من اللبنانيين، وربما تكون الجهات التي خلفها إسرائيلية وربما لا تكون"، مضيفاً أن عددا كبيراً من هذه الأرقام أظهر نيّة الاحتيال.

ولفت أبي نجم إلى أنه حتى لو لم يتم تجنيد الضحايا بشكل مباشر للعمل لصالح إسرائيل، فإن البيانات التي يتم جمعها يمكن أن يتم إستغلالها بشكل خطير بحيث تشكل تهديداً أمنياً كبيراً، علماً أن الحرب الأخيرة كشفت هشاشة بُنية لبنان التحتية الرقمية، ما يجعل الأمن السيبراني وحماية البيانات ضرورة ملحّة أكثر من أي وقت مضى.

وأفاد أبي نجم بأن هذه الحوادث تسمى "mass attack" (الهجوم الجماعي) ويتم بموجبها إرسال الرسائل إلى عدد كبير من الناس ومن ثم تتم المتابعة من قبل الجهات الخبيثة مع المتجاوبين مع الرسائل. وتستخدم عادةً في حملات التضليل، ونشر الشائعات، والتلاعب بالرأي العام، والحروب النفسية.

هشاشة البنية التحتية الرقمية

وأكد أبي نجم أنه لا بنية رقمية آمنة في لبنان، "فمن رقم لوحة السيارة يمكن لأي شخص معرفة تفاصيل خاصة عنك". واستذكر عندما أطلقت وزارة العمل اللبنانية تطبيقاً للعمل في الخليج "والتي أتاحت للعوام من خلاله، بيانات جميع المقدمين، غير مهتمة بخصوصية هذه المعلومات، من الاسم والسيرة الذاتية ورقم الهاتف وغير ذلك"، وحينها بررت الوزارة أنها كانت قد أخبرت المقدمين للتوظيف بهذا الأمر.

وتعتبر مسألة ضعف البنية التحتية الرقمية في لبنان من القضايا الملحة التي تستدعي وتستوجب اهتماماً كبيراً. ففي ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا والاعتماد المتزايد على الخدمات الرقمية، أصبح الأمن السيبراني وحماية البيانات أولوية قصوى للمؤسسات والأفراد. ومن أبرز أسباب ضعف البنية الرقمية، غياب الاستثمارات الكافية في تطوير البنية التحتية الرقمية وتحديثها بشكل مستمر.

وطبعاً كان للفساد حصة في هشاشة البنية، سواء من خلال بيع بيانات وزارات في السابق، أو فضائح ارتبطت بتسريب بيانات وخرقها، ما يتيح الوصول لمعلومات حساسة تخص عدداً كبيراً من اللبنانيين. وهو ظهر بشكل واضح عندما لجأت اسرائيل للتواصل مع اللبنانيين على أرقامهم الشخصية يومياً خلال الحرب مع "حزب الله" لتحذيرهم من مواقع الغارات حينها.

وحذر أبي نجم المواطنين من ضرورة عدم إعطاء الثقة لأي شخص يتواصل معهم، وعدم تحويل أموال لأحد، حتى لو كان ذلك بغية كسب وظيفة ما لاحقاً وفرصة عمل مغرية في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها لبنان. بالإضافة إلى إمكانية التحقق من صحة أي رابط قبل الدخول إليه على الموقع "https://www.virustotal.com/gui/"، وكذلك للتحقق من موثوقية أي موقع يمكن الدخول إلى "https://www.scam-detector.com/".

سكينة السمرة - المدن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا