الصحافة

قاومت أكثر من احتلال وأهلها إفترشوا أرضها عند عودتهم.. فرون: العدوّ سينسحب

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

فرون الجنوبية، هي أوّل قرية من قرى قضاء بنت جبيل، وتتوسّط الأقضية الأربعة: النبطية، صور، مرجعيون وبنت جبيل. تتميّز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي، ويحدّها الغندورية جنوباً، ووادي الحجير شرقاً، قعقعية الجسر شمالاً، ومزرعتا مرنبا والرفيد وبلدة صريفا غرباً. تبعد عن العاصمة بيروت 90 كلم وترتفع عن سطح البحر حوالى 450 م، وتحيط بها الأودية دائرياً وترفدها بالهواء العليل.

رئيس البلدية حسن عادل بزّي رسم صورة عن بلدته “الرابضة على عرش التلال والهضاب والسفوح، والمتّكئة بخاصرتيها على وادي الحجير والليطاني”، وقال: “أهلها يتمّيزون بالطيبة وحسن الضيافة والعقيدة الراسخة، وقد بنوا مملكتهم الوديعة وعمّروها بالحبّ والكدّ والتعب لتحصيل مقوّمات العيش الحلال، وقدّموا نموذجاً للعيش المشترك حينما كان يسكنها في الغابر من الزمن مجموعة من الأخوة المسيحيين في المكان الذي يعرف بحيّ المسيحية”.

وتحدّث بزّي عن حكاية البلدة مع الصمود ومقاومة الإحتلالات، “بعدما حمل أهلها تراث أجدادهم في وجدانهم، ورفعوا في يمينهم الكتاب، وفي يسراهم المِعْوَل، وعاشوا عيشة هنيئة لبرهة من الزمن، إلى أن صادر الأتراك فرحتهم من خلال دفعهم إلى بيع أراضيهم مقابل الحصول على بعض المجيديات العثمانية، فأصبحوا عمّالاً فيها بعدما كانوا ملّاكين”، قبل فرض التجنيد الإجباري على الرجال والشباب، وترك معظم الأسر من دون كفيل أو معيل، لتحّل بعده كارثة المجاعة وجائحة الجدري التي أصابت كلّ السكان وحصدت أرواح معظمه”.

أضاف: “وما كادت فرون تتنفّس الصعداء بعد انتهاء حكم الأتراك حتى قبض الفرنسيون بانتدابهم على أنفاس الأهالي مُنغّصين عليهم فرحتهم بالتحرّر لتحلّ التبعية مع عبث الخارج بصيغة العيش المشترك، لكنّ وعيهم لما كان يحيكه الفرنسيون ضدّهم من مؤامرات وإثارة النعرات الطائفية وإشعال الفتن، كان كبيراً وتجلّى ذلك في مباركتهم مؤتمر وادي الحجير الذي رسم معالم خلاصهم من المحتلّ الجديد وفضح نواياه وحصّن العيش المشترك وأعطى الشرعية لحمل السلاح في وجه الإحتلال حصراً”.

وتابع بزّي: “فرون الشاهدة على نكبة فلسطين والمشهود لها احتضانها الشعب الفلسطيني، تحوّلت بدورها شهيدة، ودفعت ثمناً غالياً من دماء أبنائها، شيباً وشبّاناً ونساءً وأطفالاً جرّاء العدوان الإسرائيلي عليها الذي دمّر الحجر وأحرق الشجر وقتل البشر، فكان لها موعد دائم مع التضحية عند كل اجتياح واستباحة لأرض الوطن “.

وأشار إلى أنّ فرون “احتضت الجيش اللبناني في السبعينات، لكن عند انكفائه، وتخلّي الدولة عن واجب الدفاع عن الجنوب انخرط أبناؤها في العمل المقاوم، وقدّموا الغالي والنفيس للدفاع عن الوطن، وسطّروا أروع صور البطولة والصمود في البلدة بالرغم من ممارسات الإحتلال الوحشية وقصفه شبه اليومي، فزرعوا أرضها نباتاً طيباً وأجساداً طاهرة حتى قطفوا ثماراً مباركة وتحريراً عزيزاً، بعدما قدّمت البلدة ما يقارب 30 شهيداً، قبل أن يستشهد في عدوان أيلول 15 شهيدا جديداً وضعفيهم من الجرحى، نصفهم من المدنيين، رجالاً ونساء واطفالاً بعدما استهدفتهم آلة التدمير الإسرائيلية عن سابق إصرار وتصميم، في محاولة للنيل من عزيمتهم للتراجع عن التمسّك بأرضهم”.

وشرح رئيس البلدية بأنّ العدوّ طاول في قصفه الهمجي، الحقول والبساتين والأشجار المثمرة، وقضى على كامل المحصول الذي يعتمد عليه الأهالي في معيشتهم، وخصوصاً محاصيل التبغ والزيتون والقمح والخضراوات والخرّوب، كما قضى على الثروة الحيوانية من أبقار وغنم وماعز ودواجن، وعلى المناحل التي تنتج عسلاً، مَقصد الناس من كل أنحاء الوطن. ولم يوفّر القصف شبكات الكهرباء والهاتف والمياه وشبكة المولّدات التابعة للبلدية، كما دمّر 36 منزلاً وعدداً كبيراً من المحال التجارية والمستودعات، فتضرّرت بذلك كلّ منازل البلدة من دون استثناء، ومستوصفها ومبنى بلديّتها، ومسجدَيْن وناديين حسينيين ومعاصر الزيتون.

يبلغ عدد سكّان فرون 2000 نسمة، ويقيم معظمهم في البلدة التي تحوي 365 منزلاً فيها. وبحكم موقعها القريب من القرى الحدودية والمطلّ على وادي الحجير، نزحوا جميعاً خلال عدوان أيلول مع 20 عائلة من القرى الحدودية استضافتهم البلدة، إلى بيروت والشمال والجبل والشوف.

إلّا أنّ رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي لم يتركوا أهالي البلدة، بل وقفوا على احتياجاتهم ضمن الإمكانات المتوافرة، ساعين بجهد للتخفيف من معاناتهم، شاكرين كل من احتضنهم على حسن استضافتهم.

وبعد وقف إطلاق النار، عاد الأهالي جميعاً، وعلى مراحل، إلى البلدة، “مُفترشين الأرض، وصامدين، بالرغم من القصف والتفجيرات في القرى المحاذية، واستفزازات العدوّ في السلوقي والحجير، مُتيقّنين من انسحابه في 26 الجاري نتيجة الثقة بخطاب القسم وإرادة الجيش المقاومة”، كما أوضح بزّي الذي سارع بدوره إلى البلدة مع أعضاء المجلس البلدي لإزالة الردم وتنظيف الطرقات وضخّ المياه مجدّداً بعد تشغيل محطة التكرير الشرب، وإعادة التيار الكهربائي وتشغيل المولّدات.

البلدية التي تتابع اتصالاتها مع الجمعيات لتأمين احتياجات الأهالي من مواد غذائية ومستلزمات صحّية وأدوية، بفعل تضرّر مصالحهم وهم بأغلبهم مزارعون، يؤكد رئيسها أنّ جهودها لا تكفي بمفردها نتيجة المأساة التي حلّت، فليس خافياً على أحد قيمة مستحقّاتها، التي لم تعد تساوي شيئاً، والحاجة ماسّة اليوم لدور الجهات المانحة والجمعيات والمهتمين في غياب الدولة المستمرّ ، ما خلا حضور مجلس الجنوب وتوزيع حصص غذائية على النازحين لمرّة واحدة قبل انتهاء الحرب بأسبوع.

واستعجل ضرورة تأمين وسائل تدفئة وبناء المستوصف مجدّداً وتجهيزه، وكذلك مبنى للبلدية التي تدير أعمالها حالياً من منزل رئيسها، وإصلاح الأضرار في المساجد والحسينيات ودعم المدرسة الرسمية والطلاب، وتأمين نظام طاقة شمسية لبئر المياه بعدما استأنف مجلس الجنوب أعمال الحفر فيه، وتأمين المازوت لتشغيل بئر وادي الحجير لتغذية فرون والغندوية مرحلياً بعد توقّف شركة المياه عن الضخّ نتيجة تدمير شبكة الكهرباء في وادي السلوقي ونفاذ المازوت من الشركة.”

فرون الجنوبية، هي أوّل قرية من قرى قضاء بنت جبيل، وتتوسّط الأقضية الأربعة: النبطية، صور، مرجعيون وبنت جبيل. تتميّز بموقعها الجغرافي الاستراتيجي، ويحدّها الغندورية جنوباً، ووادي الحجير شرقاً، قعقعية الجسر شمالاً، ومزرعتا مرنبا والرفيد وبلدة صريفا غرباً. تبعد عن العاصمة بيروت 90 كلم وترتفع عن سطح البحر حوالى 450 م، وتحيط بها الأودية دائرياً وترفدها بالهواء العليل.

رئيس البلدية حسن عادل بزّي رسم صورة عن بلدته “الرابضة على عرش التلال والهضاب والسفوح، والمتّكئة بخاصرتيها على وادي الحجير والليطاني”، وقال: “أهلها يتمّيزون بالطيبة وحسن الضيافة والعقيدة الراسخة، وقد بنوا مملكتهم الوديعة وعمّروها بالحبّ والكدّ والتعب لتحصيل مقوّمات العيش الحلال، وقدّموا نموذجاً للعيش المشترك حينما كان يسكنها في الغابر من الزمن مجموعة من الأخوة المسيحيين في المكان الذي يعرف بحيّ المسيحية”.

وتحدّث بزّي عن حكاية البلدة مع الصمود ومقاومة الإحتلالات، “بعدما حمل أهلها تراث أجدادهم في وجدانهم، ورفعوا في يمينهم الكتاب، وفي يسراهم المِعْوَل، وعاشوا عيشة هنيئة لبرهة من الزمن، إلى أن صادر الأتراك فرحتهم من خلال دفعهم إلى بيع أراضيهم مقابل الحصول على بعض المجيديات العثمانية، فأصبحوا عمّالاً فيها بعدما كانوا ملّاكين”، قبل فرض التجنيد الإجباري على الرجال والشباب، وترك معظم الأسر من دون كفيل أو معيل، لتحّل بعده كارثة المجاعة وجائحة الجدري التي أصابت كلّ السكان وحصدت أرواح معظمه”.

أضاف: “وما كادت فرون تتنفّس الصعداء بعد انتهاء حكم الأتراك حتى قبض الفرنسيون بانتدابهم على أنفاس الأهالي مُنغّصين عليهم فرحتهم بالتحرّر لتحلّ التبعية مع عبث الخارج بصيغة العيش المشترك، لكنّ وعيهم لما كان يحيكه الفرنسيون ضدّهم من مؤامرات وإثارة النعرات الطائفية وإشعال الفتن، كان كبيراً وتجلّى ذلك في مباركتهم مؤتمر وادي الحجير الذي رسم معالم خلاصهم من المحتلّ الجديد وفضح نواياه وحصّن العيش المشترك وأعطى الشرعية لحمل السلاح في وجه الإحتلال حصراً”.

وتابع بزّي: “فرون الشاهدة على نكبة فلسطين والمشهود لها احتضانها الشعب الفلسطيني، تحوّلت بدورها شهيدة، ودفعت ثمناً غالياً من دماء أبنائها، شيباً وشبّاناً ونساءً وأطفالاً جرّاء العدوان الإسرائيلي عليها الذي دمّر الحجر وأحرق الشجر وقتل البشر، فكان لها موعد دائم مع التضحية عند كل اجتياح واستباحة لأرض الوطن “.

وأشار إلى أنّ فرون “احتضت الجيش اللبناني في السبعينات، لكن عند انكفائه، وتخلّي الدولة عن واجب الدفاع عن الجنوب انخرط أبناؤها في العمل المقاوم، وقدّموا الغالي والنفيس للدفاع عن الوطن، وسطّروا أروع صور البطولة والصمود في البلدة بالرغم من ممارسات الإحتلال الوحشية وقصفه شبه اليومي، فزرعوا أرضها نباتاً طيباً وأجساداً طاهرة حتى قطفوا ثماراً مباركة وتحريراً عزيزاً، بعدما قدّمت البلدة ما يقارب 30 شهيداً، قبل أن يستشهد في عدوان أيلول 15 شهيدا جديداً وضعفيهم من الجرحى، نصفهم من المدنيين، رجالاً ونساء واطفالاً بعدما استهدفتهم آلة التدمير الإسرائيلية عن سابق إصرار وتصميم، في محاولة للنيل من عزيمتهم للتراجع عن التمسّك بأرضهم”.

وشرح رئيس البلدية بأنّ العدوّ طاول في قصفه الهمجي، الحقول والبساتين والأشجار المثمرة، وقضى على كامل المحصول الذي يعتمد عليه الأهالي في معيشتهم، وخصوصاً محاصيل التبغ والزيتون والقمح والخضراوات والخرّوب، كما قضى على الثروة الحيوانية من أبقار وغنم وماعز ودواجن، وعلى المناحل التي تنتج عسلاً، مَقصد الناس من كل أنحاء الوطن. ولم يوفّر القصف شبكات الكهرباء والهاتف والمياه وشبكة المولّدات التابعة للبلدية، كما دمّر 36 منزلاً وعدداً كبيراً من المحال التجارية والمستودعات، فتضرّرت بذلك كلّ منازل البلدة من دون استثناء، ومستوصفها ومبنى بلديّتها، ومسجدَيْن وناديين حسينيين ومعاصر الزيتون.

يبلغ عدد سكّان فرون 2000 نسمة، ويقيم معظمهم في البلدة التي تحوي 365 منزلاً فيها. وبحكم موقعها القريب من القرى الحدودية والمطلّ على وادي الحجير، نزحوا جميعاً خلال عدوان أيلول مع 20 عائلة من القرى الحدودية استضافتهم البلدة، إلى بيروت والشمال والجبل والشوف.

إلّا أنّ رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي لم يتركوا أهالي البلدة، بل وقفوا على احتياجاتهم ضمن الإمكانات المتوافرة، ساعين بجهد للتخفيف من معاناتهم، شاكرين كل من احتضنهم على حسن استضافتهم.

وبعد وقف إطلاق النار، عاد الأهالي جميعاً، وعلى مراحل، إلى البلدة، “مُفترشين الأرض، وصامدين، بالرغم من القصف والتفجيرات في القرى المحاذية، واستفزازات العدوّ في السلوقي والحجير، مُتيقّنين من انسحابه في 26 الجاري نتيجة الثقة بخطاب القسم وإرادة الجيش المقاومة”، كما أوضح بزّي الذي سارع بدوره إلى البلدة مع أعضاء المجلس البلدي لإزالة الردم وتنظيف الطرقات وضخّ المياه مجدّداً بعد تشغيل محطة التكرير الشرب، وإعادة التيار الكهربائي وتشغيل المولّدات.

البلدية التي تتابع اتصالاتها مع الجمعيات لتأمين احتياجات الأهالي من مواد غذائية ومستلزمات صحّية وأدوية، بفعل تضرّر مصالحهم وهم بأغلبهم مزارعون، يؤكد رئيسها أنّ جهودها لا تكفي بمفردها نتيجة المأساة التي حلّت، فليس خافياً على أحد قيمة مستحقّاتها، التي لم تعد تساوي شيئاً، والحاجة ماسّة اليوم لدور الجهات المانحة والجمعيات والمهتمين في غياب الدولة المستمرّ ، ما خلا حضور مجلس الجنوب وتوزيع حصص غذائية على النازحين لمرّة واحدة قبل انتهاء الحرب بأسبوع.

واستعجل ضرورة تأمين وسائل تدفئة وبناء المستوصف مجدّداً وتجهيزه، وكذلك مبنى للبلدية التي تدير أعمالها حالياً من منزل رئيسها، وإصلاح الأضرار في المساجد والحسينيات ودعم المدرسة الرسمية والطلاب، وتأمين نظام طاقة شمسية لبئر المياه بعدما استأنف مجلس الجنوب أعمال الحفر فيه، وتأمين المازوت لتشغيل بئر وادي الحجير لتغذية فرون والغندوية مرحلياً بعد توقّف شركة المياه عن الضخّ نتيجة تدمير شبكة الكهرباء في وادي السلوقي ونفاذ المازوت من الشركة.”

المصدر - صوت المدى

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا