“الحزب” يهدد اسرائيل بالـ”العجب” ولبنان يحاول الاحتواء
دقت الساعة الرابعة فجراً، لحظة نهاية الـ60 يوماً المحددة باتفاق وقف إطلاق النار، ودقت معها قلوب اللبنانيين خوفاً من عودة القتل والدمار، بعد حسم إسرائيل موقفها لجهة عدم الالتزام بالانسحاب من الجنوب، وتهديد “حزب الله” بـ “العجب” في حال عدم الانسحاب، في حين تكثفت اتصالات لبنان الرسمية المتمثلة برئيسه جوزاف عون، مدعومة بمواكبة دولية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أجل الإبقاء على وقف إطلاق النار واستكمال تنفيذ الاتفاق، بينما دعا الجيش اللبناني أهالي القرى الحدودية، الذين يستعدون لاقتحام قراهم ولو بالقوة، إلى “التريث”، وسط تجدد التهديدات والتحذيرات الاسرائيلية.
وفيما يسود القلق لبنان، عمت الفرحة في غزة بعد استكمال تطبيق الاتفاق بين اسرائيل و”حماس”، التي سلمت 4 أسيرات للصليب الأحمر وسط استعراض واضح للقوة في ميدان غزة، بوجود مسلح كثيف لعناصر “كتائب القسام” و”الجهاد”، فيما أفرجت الدولة العبرية عن 200 أسير فلسطيني من المحكوم عليهم بالمؤبد، وسط احتفالات شعبية عارمة في المناطق الفلسطينية.
ماكرون على خط الاحتواء
إذاً، كثف لبنان من اتصالاته الديبلوماسية لإلزام إسرائيل بتطبيق مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من جنوب لبنان بالكامل عشية انتهاء الموعد النهائي لتطبيقه، وأجرى الرئيس ماكرون اتصالات من أجل الإبقاء على وقف إطلاق النار واستكمال تنفيذ الاتفاق بين لبنان وإسرائيل التي أعلنت أن قواتها ستبقى بعد انتهاء الموعد النهائي للانسحاب.
وأعلنت رئاسة الجمهورية في بيان أن الرئيس جوزاف عون واصل اتصالاته ومشاوراته الكثيفة لمواكبة الأوضاع في الجنوب، في ضوء التطورات الأخيرة والممارسات الاسرائيلية الخطيرة. وأشارت الى أنه تلقى اتصالاً من الرئيس الفرنسي عرض خلاله التطورات في الجنوب، والجهود المبذولة لضبط التصعيد، وإيجاد الحلول المناسبة التي تضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والاجراءات الواجب اعتمادها لنزع فتيل التفجير.
وأوضح الرئيس ماكرون أنه “يجري اتصالات من أجل الإبقاء على وقف إطلاق النار واستكمال تنفيذ الاتفاق”، وفقاً لرئاسة الجمهورية، التي قالت إن عون أكد لنظيره الفرنسي “ضرورة إلزام إسرائيل بتطبيق مندرجات الاتفاق، حفاظاً على الاستقرار في الجنوب، ووقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الأمر الذي سيعوق عودة الأهالي إلى مناطقهم”.
الجيش الاسرائيلي يحذر الجنوبيين
وحذر الجيش الاسرائيلي سكان العشرات من القرى الحدودية من العودة إليها حتى إشعار آخر، وذلك بعد يوم من إعلان إسرائيل، وبموجب الاتفاق الذي أبرم بوساطة الولايات المتحدة بينها وبين “حزب الله”، أنها ستمدّد البقاء في بعض النقاط. وكان من المقرر تنفيذ ذلك في غضون فترة زمنية مدتها 60 يوماً تنتهي اليوم الأحد.
ونشر الجيش الاسرائيلي في بيان على منصة “إكس” خريطة تظهر منطقة في الجنوب تضم عشرات القرى، مصحوبة بتحذير للسكان من العودة إليها حتى إشعار آخر.
وجاء في البيان: “أي شخص يتحرك جنوب هذا الخط يعرض نفسه للخطر” ويمتد الخط من قرية شبعا على بعد أقل من كيلومترين من الحدود شرقاً إلى قرية المنصوري غرباً على بعد نحو 10 كيلومترات من الحدود.
الجيش اللبناني يتهم اسرائيل بالمماطلة
في المقابل، اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بالمماطلة في سحب قواتها من جنوب لبنان. وقال في بيان نشره السبت: “حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الاسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الاشارة إلى أنه يحافظ على الجهوزية لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الاسرائيلي”.
دعوة إلى “التريث”
ودعا الجيش في بيانه المواطنين اللبنانيين إلى التريث قبل التوجه إلى منطقة الحدود، بسبب وجود ألغام وذخائر إسرائيلية غير منفجرة. وشدد على أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة، حفاظاً على سلامتهم.
وأكد أن “الوحدات العسكرية تعمل باستمرار على إنجاز المسح الهندسي وفتح الطرقات ومعالجة الذخائر غير المنفجرة، وتُتابع الوضع (العملي) بدقة، ولا سيما لناحية الخروق المستمرة للاتفاق والاعتداءات على سيادة لبنان، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وعمليات نسف المنازل وحرقها في القرى الحدودية من جانب العدو الاسرائيلي”.
وأشار إلى أنه “يواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني، بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، وبالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق وقوة اليونيفيل”.
وتأتي دعوة الجيش الى “التريث”، وسط استعدادات السكان للعودة التي عرقلتها القوات الاسرائيلية، إذ أغلقت مداخل القرى الجنوبية بالسواتر الترابية لمنع الأهالي من الوصول إليها. وشملت الاجراءات الإسرائيلية إغلاق الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى بلدة كفركلا من بلدتي برج الملوك وديرميماس، إضافة إلى تجريف المدخل الشمالي لبلدة يارون، وحرث الطرق والمفترقات الفرعية المؤدية إلى قرى بني حيان، وطلوسة، وحولا وعيترون.
تفجيرات وتخريب
وقامت القوات الاسرائيلية بعمليات تجريف وتحريف للبنية التحتية في منطقة المفيلحة وخلة الخشب قرب ميس الجبل. كما تلقى عدد من أهالي الجنوب اتصالات هاتفية من أرقام دولية بلكنة إسرائيلية ولهجة عربية ركيكة، تحذرهم من التوجه إلى القرى الأمامية يوم الأحد وتدعوهم الى تجنب المناطق الجنوبية.
وشهدت منطقة سبايا كفرشوبا تفجيراً إسرائيلياً، بينما انتشر الجيش اللبناني في المنطقة. وأنشأ الجيش الاسرائيلي ساتراً ترابياً في منتصف الطريق عند أول بلدة القنطرة، حيث أصيب مواطن بطلق ناري من الجيش الاسرائيلي في يده ونُقل إلى مستشفى الشيخ راغب حرب، حسبما ذكرت وسائل إعلام لبنانية، مشيرة إلى أن الجيش الاسرائيلي اعتدى على القلعة التراثية في دوبيه بين شقرا وميس الجبل والمنشآت والخيم الزراعية عند مثلث ميس شقرا حولا.
“حزب الله” يهدد
في المواقف، أشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب إبراهيم الموسوي خلال تشييع أحد شهداء “حزب الله” إلى أن “الأحد هو اليوم الذي يجب أن ينسحب فيه العدو من أرضنا، وإذا لم يفعل سيرى العجب”.
واعتبر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم أن “إجبار الاسرائيلي على الانسحاب من الأراضي اللبنانية يجب أن يكون أولوية لجنة المراقبة ضمن المهلة، وإلا اعتبر ذلك احتلالاً ولا يمكن قبوله”.
جنبلاط: اسرائيل لن تغفر لسلام
وسط هذه الأجواء، دعا الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عبر حسابه على “إكس” إلى تسهيل مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام. واعتبر أن “إسرائيل المستفيد الأول من عدم تشكيل الحكومة في لبنان، وبالتالي تعطيل انطلاقة العهد، لأنها لن تغفر لنواف سلام حكمه التاريخي في المحكمة الدولية”، داعياً “جميع الفرقاء من دون استثناء إلى تسهيل مهمته والخروج من لعبة الزواريب”.
تبادل اسرى بين “حماس” واسرائيل
في غزة، سلمت “كتائب القسام” الجناح العسكري لـ”حماس”، أمس السبت، 4 مجندات إسرائيليات، عبر الصليب الأحمر، في ثاني جولات تبادل الأسرى، وأفرجت إسرائيل مقابل ذلك عن 200 أسير فلسطيني غادر 70 منهم مبعدين إلى الخارج، والبقية إلى الضفة وقطاع غزة.
واختارت “القسام” بمشاركة “سرايا القدس” التابعة لـ”الجهاد الإسلامي” تسليم الأسيرات في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، في حدث أرادته أن يكون استعراضاً للقوة. مقابل ذلك، أفرجت إسرائيل بعد الظهر وفي وضح النهار لأول مرة خلال الحرب الحالية، عن 200 أسير فلسطيني بينهم محكوم عليهم بالمؤبد. وفيما استقبل الفلسطينيون أحباءهم الأسرى وسط رام الله محمولين على الأكتاف، في مشهد مؤثر، غادر نحو 70 عبر معبر كرم أبو سالم إلى مصر (مبعَدين)، وعاد نحو 16 إلى قطاع غزة.
لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|