العناية الدولية بلبنان فرصة نادرة تقتضي مواكبتها مؤسساتيا واصلاحيا
شكل انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وتسمية القاضي نواف سلام رئيسا للحكومة انطلاقة جديدة للبنان الغارق في الانقسامات السياسية والطائفية وموضع اهتمام عربي ودولي غير مسبوق وجد ترجمة له بالعودة اللافتة للمسؤولين والقيادات العربية والأجنبية الى بيروت . ولعل ابرزها زيارتا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتهنئة الرئيسين عون وسلام والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قبل ان تتوالى الزيارات العربية لبيروت.ما عكس مدى اهمية لبنان للمنطقة والعالم .علما ان المتغيرات التي تحصل فيه اليوم هي جزء مما يجري في المطقة .وان هذا الاهتمام الدولي بلبنان لم يبدأ منذ اليوم انما هو تبلور اكثر ابان الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه . فقد كان للولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية الدور الأكبر في التوصل الى قرار وقف اطلاق النار والعودة لتطبيق 1701 . باعتبار ان الا ستقرار في لبنان وانتظام العمل الدستوري والمؤسساتي فيه مسألة مهمة جدا لارساء الامن والسلم الأهلي في المنطقة . وهو ما تجلى في الاجماع الدولي على انتخاب قائد الجيش رئيسا للبلاد وجد ترجمة محلية له بتسمية القاضي سلام لرئاسة الحكومة والجهد المبذول لازالة المعوقات واطلاق عجلة التأليف .
الوزير السابق فارس بويز يقول لـ "المركزية "في هذا الصدد : ان التدخل الدولي هو ما حمل إسرائيل على وقف حربها على لبنان قبل ان يعود ويتدرج وليتفعل مع عودة البلاد الى استقلالها وتصميمها على إعادة بناء الدولة، لكن ما علينا ادراكه ان هذه المواكبة او الرعاية الدولية قد لا تدوم كما علمتنا التجارب المحلية والخارجية، انما قد تكون فرصة تقتضي اغتنامها واستثمارها عاجلا من خلال تشكيل حكومة ذات مصداقية عالمية تعمل لوضع خطاب الرئيس المنتخب جوزف عون موضع التنفيذ إضافة الى برامج إصلاحية يشترطها العالمان العربي والاجنبي لاستمكال دعمهم لنهوض لبنان وتعزيز مؤسساته وعلى رأسها الجيش اللبناني لحمل إسرائيل على الانسحاب الكامل من الأراضي التي تحتلها في الجنوب والتي ترمي من خلال البقاء فيها الى عرقلة الاندفاعة الوطنية لنهضة لبنان ،علما ان من شأن هذه العناية الدولية بلبنان المساعدة اضافة لتثبيت الحدود جنوبا وترسيمها شرقا مع سوريا لوقف كل الإشكالات والمخالفات المرتكبة هناك .
ويتابع بويز حاضا لبنان على تكثيف جهوده الدبلوماسية واستثمار كل علاقاته الخارجية مع الدول الفاعلة لدفع إسرائيل الى الانسحاب من لبنان لان استمرار احتلالها، لو لقسم بسيط من الأراضي الجنوبية هو مؤشر خطير لعودة الحرب في لبنان وفلسطين سيما ان هناك الكثير من أصوات المتطرفين في الكابينت والحكومة الاسرائيلية تدعو الى التنصل من كل الاتفاقات والعودة الى الحرب باعتبار ان ما حصل أكان في لبنان اوغزة لا يرضي تطلعاتهم وطموحاتهم ، الامر الذي يسمح بعودة العمل المقاوم الى الساحة .
المركزية – يوسف فارس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|