من غارات مُسَيِرات الجنوب الى مَسيرات الدراجات الحزبية...الامن الى اين؟
في ظل التطورات التي تشهدها الجبهة الجنوبية والخروقات الاسرائيلية لوقف إطلاق النار الممدد، واستهداف اسرائيل المفاجئ اول من أمس لمدينة النبطية وغيرها، ومواكب الدراجات النارية لمناصري "حزب الله" التي انطلقت من الضاحية الجنوبية لبيروت وجابت شوارع عين الرمانة والجميزة وسد البوشرية ونهر الموت رافعة أعلام "الحزب" ومطلقة شعارات طائفية تخلّلها إطلاق نار واستفزازات، هل من خوف من انزلاق الوضع أمنيا نحو الاسوأ؟
العميد المتقاعد جورج نادر يؤكد أن المخاوف تبقى قائمة، طالما أن اسرائيل ما زالت تحتفظ بنحو 5 مراكز استراتيجية في جنوب الليطاني تعتبرها مهمة لتأمين حماية أراضيها الشمالية وتسهّل عودة المستوطنين. وتعتبر اسرائيل أن لبنان لم ينفذّ ما عليه من الاتفاق الموقّع بين الحكومتين اللبنانية والاسرائيلية، والجميع يعلم ان "حزب الله" الذي يسيطر على هذه الحكومة هو مَن وقّع الاتفاق، الذي ينصّ على ان من المفترض خلال مدة الستين يوماً التي مرت أن
تفكك السلطة اللبنانية بواسطة القوات المسلحة كل البنية التحتية لكل الجماعات المسلحة بدءا من جنوب الليطاني، أي ليشمل لاحقاً كل لبنان. إلا ان هذا الامر لم يحصل ولم تتفكك البنية التحتية، لم يُصادَر اي مخزن صواريخ ولم نرَ
في الاعلام عمليات تفكيك لهذه البنية. هنا من وجهة النظر الاسرائيلية، لبنان لم ينفذ وبالتالي هي لن تنفذ. بالطبع اسرائيل خرقت مرات عدة الاتفاق والجميع يعلم أنها لا تحترم الاتفاقات ولا تهتم للقرارات الاممية ولا تلتزم بها، إنما أيضاً الجانب اللبناني لم ينفذ ما عليه من الاتفاق".
ويشير نادر إلى ان "ما حصل في النبطية جاء ردا على الدخول الى القرى. طبعا الأهالي من حقهم العودة الى قراهم أكانت اسرائيل موجودة ام غير موجودة، أكان منزله مدمرا ام لا، هذا حقه الشرعي ولا أحد يمكنه ان ينافسه عليه او يسأله لماذا. إنما كان من المفترض من اليوم الاول التنسيق مع الجيش اللبناني، لأن عندما دخلوا مع الجيش لم يحصل أي حادث، فقط إطلاق نار لكن لم يسقط قتلى او جرحى. بينما عندما دخلوا من دون الجيش وتحت رايات
حزب الله حصلت اشتباكات وسقط 24 شهيداً و134 جريحا، ولو كنا في يوم حرب، لما سقط هذا العدد من القتلى والجرحى. لذلك ثمة احتمال كبير ألا تنسحب أبدا اسرائيل وقد أعلنت أنها لن تنسحب وأخذت الموافقة من الإدارة الأميركية التي بدورها وافقت معها على عدم الانسحاب. لكن الإدارة الأميركية ليست صاحبة القرار، هي ليست الأمم المتحدة، لكن الحكومة اللبنانية انصاعت ووافقت ووافق الرؤساء الثلاثة على تمديد الهدنة".
ويضيف: "حزب الله أعلن ان هذه الهدنة لا تعنيه والموافقة لا تعنيه، لذلكيستمر في عمله الذي يعتبره شرعياً، وهنا تكمن الخطورة، خاصة إذا بقي متعنتا ومصرا على عدم الاعتراف بأي هدنة. الهدنة اعترف بها لأنه وقع عليها لكنه لم يعترف بتمديدها، وبالتالي عليه ان يتحمل المسؤولية. نتوقع كل شيء من اسرائيل كما من حزب الله. لكن أؤكد بشكل شبه جازم ان "الحزب" لا يمكنه القيام بعمل عسكري بل سيقتصر الامر على زجّ المدنيين بمواجهة العدو، وهذا خطير جدا".
ويتوقّع نادر "ان تتضخم الاعمال الحربية وأكثر بهدف توجيه رسائل بأن "المسّ بنا ممنوع"، في حين أن المطلوب من الجميع قراءة التغيرات في الإقليم وبأن الجغرافيا والوضع السياسي في كل المنطقة تغيّر. ربما حزب الله لا يقرأ بأن الوضع تغير، خاصة مع وصول دونالد ترامب إلى رأس السلطة الاميركية، أقوى رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، الكونغرس كله إلى جانبه ونجح بتفوق وهو جدي بكل كلمة يقولها. قد نراه أحيانا مجنونا، فهو من
اليوم الأول لوصوله الى البيت الابيض مثلاً اتخذ قراراً بالحدّ من الهجرة وبدأ بترحيل المواطنين غير الشرعيين. هذا شخص لا يمكن العبث معه وفي اليوم الثاني وافق على إعطاء اسرائيل قنابل ثقيلة تدمر الانفاق والبنى التحتية. هذا الرجل وصل بكل قوته وهو داعم لاسرائيل إلى أقصى حدّ، فعلى ماذا يراهن "حزب الله" وما زال يكابر؟ فلينفذ ما عليه ويسلم السلاح الى الجيش ويفسح له المجال للدفاع عن الحدود وغيرها من المهام التي هي من مسؤوليته.
المطلوب من "الحزب" ان يركن الى الدولة. اذا حصلت مواجهة بين الجيشين الاسرائيلي واللبناني، فهذا الجيش تابع لدولة عضو في الامم المتحدة وسلاحه شرعي ولا يدخل في اشتباكات عشوائية. لندع الامر للجيش وليتصرف. علينا ان نقرأ الواقع ونتعامل معه، والواقع العقلاني يقول بان على "حزب الله" أن ينفذ المطلوب منه في هذا الاتفاق فتنسحب اسرائيل ويستلم الجيش وانتهى الامر، وليدخل "الحزب" الى المعترك السياسي ويعمل قدر ما يشاء".
أما عن المسيرات التي جابت الشوارع، فيعتبر نادر أنها ذات وجهين، اولا تحمل رسالة لكل الاطراف السياسية بأن "الحزب" موجود وما زال. يقرر ويحرك الشارع ساعة يشاء، خاصة في حال تشكيل حكومة تتعارض مع مطالبه. ووجه آخر سيء جدا، عندما تحدى واستفز ابناء بيروت والاشرفية الذين حضنوهم خلال الحرب الأخيرة، وهذا خطأ فادح جدا وجسيم".
المركزية - يولا هاشم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|