الصحافة

سعد الحريري في 14 شباط بداية أم نهاية؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا


 


الحريري مُحرج في خطابه
بحذرٍ شديد يعود رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى لبنان لإحياء الذكرى العشرين لاستشهاد والده رفيق الحريري في 14 شباط المقبل. بين رغبة بالعودة إلى جنّة السلطة، وبين خوف من عدم الرضى السعودي على هذه العودة، يعيش الحريري أصعب مرحلة من تاريخه السياسي الحديث.

وبين من ينصحه بالمغامرة وإعلان التحضير لخوض الانتخابات المقبلة، ومن ينصحه بانتظار إشارات عربية وسعودية بالتحديد، يتخبّط الحريري الإبن، لكنّه مُجبرٌ على اتخاذ قرار نهائي في كلمته المُنتظرة بعد أسبوعين حيث سيتعيّن عليه تحديد مصير تيار "المستقبل" الذي يعيش بدوره تخبّطاً بين طامحين وخائبين وبين موعودين من الطرفين. تشير المعلومات الواردة من العاصمة الإماراتية أبو ظبي إلى نيّة الحريري بالعودة. وهو التقى منذ يومين في مقرّ إقامته مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى ومسؤولين من تيار "المستقبل" الذين شجّعوه على العودة، مُعتبرين أن الفراغ في الساحة السنيّة قد يؤدي إلى ظهور زعامات جديدة تنعي "المستقبل" في الانتخابات المقبلة.

هذا ما رشح من لقاءات أبو ظبي. لكنّ من ينصحون الحريري بالترشّح وبتشكيل لوائح في الانتخابات المقبلة، وبحسب المعلومات الأكيدة أيضاً، يرتكزون على فرضية "الأمر الواقع". ويعتبرون هذه الفرضية الممرّ المُلزِم للمملكة العربية السعودية لإعادة الحريري إلى حضن وليّ العهد السعودي محمّد بن سلمان. ويعتقد هؤلاء أن بمجرّد حصول الحريري على كتلة نيابية كبيرة سيعود مشروع رئيس حكومة وستضطر المملكة إلى التعامل معه من جديد. أما من ينصحون الحريري بعدم العودة قبل موافقة المملكة، فهم يرون أن عودته رغم "الفيتو"، قد تزيد من نقمة المملكة عليه، ويخسر حتى الحضن الإماراتي والمساعدة على إعادة تصحيح مساره الماليّ.

في سياق متّصل، فإن من يعملون على رفع منسوب حماسة الرجل في لبنان، بحسب أحد المقرّبين من سعد الحريري، هم من ينتظرون العودة إلى السلطة أو من يبحثون عن منصب لن يحصلوا عليه إلا بعودة الحريري إلى العمل السياسي. بالإضافة إلى أن الثنائي الشيعي المتمثّل بـ"حزب الله" وبـ"حركة أمل"، يعتبر أن عودة الحريري هي خشبة الخلاص على المستوى الداخلي لمشروعه ولمستقبله السياسي.

في المقابل لا يملك الحريري خيارات كثيرة فهو مُحرج حتى بخطابه، فلا يمكنه مهاجمة "حزب الله" و"حركة أمل"، ولا يمكنه التحالف مع الكتلة المسيحية الأقوى المتمثلة بـ "القوات اللبنانية" بعدما شيطَنها بخطاباته السابقة. كما لا يمكنه التحالف مع "التيار الوطني الحرّ" بعد كسر الجرّة بينهما وبين قاعدتيهما الشعبية.

لن يكون الحريري بمستوى رئيس الحكومة المكلف نواف سلام ولا بنصاعة سجلّه ولا بقدرته على رفض وقبول إملاءات الآخرين. إنه مُحرج في خطابه وفي تدوير زوايا لم تعد تُقنع اللبنانيين. فهو قادرٌ أن يكون "أعور بين عميان" في تشكيلة رؤساء الحكومات السابقين، لكنّه أمام سلام سيسقط في امتحان التحدّي.

جميعنا ننتظر 14 شباط. فقد يفاجئ الحريري اللبنانين ويعود مشحوناً بنبض خليجيّ ودعم عربيّ ويُجبرنا على أن نصفّق له مع خطاب سياديّ يُشبه خطاب الشهيد رفيق الحريري قبل استشهاده.

وقد نقول بالعامية "اللي خلّف ما مات" فلننتظر ونرَ.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا