سالم زهران : الحكومة غير عالقة عند "الثنائي" والأمير وهذا ما قاله عن يزيد بن فرحان
نواف سلام أكسر البيض لنأكل العجّة
لا يملك الرئيس المكلف نواف سلام ترف الوقت أو التردد في اتخاذ القرار، فالتجربة اللبنانية مع تكليف رؤساء الحكومات أثبتت أن عامل السرعة في التشكيل قد يكون حاسماً في إنجاح المهمة أو إفشالها. وما حدث مع مصطفى أديب لا يزال ماثلاً في الأذهان، حيث أُجهضت محاولته في تشكيل حكومة بسبب عراقيل القوى السياسية التي مارست سياسة الابتزاز، ما أدى إلى اعتذاره عن المهمة. واليوم، يواجه نواف سلام تحدياً مماثلاً، وعليه أن يدرك أن النجاح في التشكيل يتطلب شجاعة في المواجهة واتخاذ القرار، لا الاكتفاء بالدعاء والتمني.
لا شك أن تأليف الحكومة في لبنان يحتاج إلى ظروف إقليمية ودولية مؤاتية، كما حصل في انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً بغطاء عربي ودولي. لكن في ما يخص تشكيل الحكومة، يبقى القرار في جوهره داخلياً. فالرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية يستطيعان اتخاذ القرار وتقديم تشكيلة حكومية خلال فترة قصيرة، شرط أن تكون قائمة على أسس واضحة، لا على حسابات المصالح والترضيات التي تؤدي إلى التعطيل.
التشكيلة الحكومية المنتظرة لن تكون بالضرورة قائمة على الإقصاء، لكن الأهم أن لا تكون خاضعة لشروط الابتزاز السياسي الذي يهدف إلى تعطيل عمل الحكومة قبل أن تبدأ. من حق القوى السياسية أن تكون ممثلة بشكل عادل، لكن ليس على حساب فعالية الحكومة أو استقرارها. التجارب السابقة أثبتت أن الرضوخ للمطالب المتضاربة يؤدي إلى حكومات هشة غير قادرة على العمل، وبالتالي، فإن المطلوب اليوم هو تشكيل حكومة فاعلة تمتلك قرارها وتمثل بداية جدية لعهد جديد.
اللبنانيون لا يحتملون مزيداً من المماطلة والفراغ، فقد اعتادوا على مشهد تكليف رؤساء حكومات دون تأليف، ثم الدخول في بازار التعطيل وصولاً إلى الاعتذار، وكأن الدولة تعيش في حلقة مفرغة. واليوم، الكرة في ملعب نواف سلام، الذي عليه أن يحسم خياره سريعاً، فلا فائدة من تمديد المشاورات إلى ما لا نهاية.
إن تشكيل الحكومة اليوم هو الاختبار الأول لنجاح العهد الجديد، وإذا تعثر هذا الاختبار، فقد لا تكون هناك فرصة ثانية. فإما أن يكسر البيض ليأكل العجة، أو أن يلقى المصير نفسه الذي واجهه مصطفى أديب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|