“الحزب” يستثمر في أوجاع الجنوبيّين.. والمؤسَّسة العسكرية تنتصر!
كتبت إليونور إسطفان لـ”هنا لبنان”:
منذ انتهاء مهلة الـ60 يومًا لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، يحاولُ “حزب الله” استغلالَ توْق الجنوبيّين الذين يواصلون العودةَ إلى قراهُم الحدوديّة بعد الخسائر الكبيرة التي كبّّدها للبلد جرّاء حربِه مع إسرائيل وتوظيفِها سياسيًّا لصالحه، غير أنّ المحاولاتِ هذه لن تأتي بنتائجِها المرجوّة عليه بعدما بات مكشوفًا أمام اللبنانيّين الذين باتوا يروْن الحزبَ لا يجلبُ لهم إلّا الدمار والموت والفقر.
وتأتي محاولاتُ الاستثمار هذه بعد الضرباتِ التي تلقّاها الحزب في رئاستَيْ الجمهورية والحكومة، وإصرارُ القوى المعارضةِ على عدمِ إدراجِ معادلةِ “جيش وشعب ومقاومة” في البيان الوزاري للحكومة الجديدة المرتقب تأليفها، واعتمادُ معادلةِ “جيش وشعب ودولة” بدلًا منها تأكيدًا على ضرورةِ عودةِ منطقِ الدولةِ للنّهوض بالبلد.
غير أنَّ المشهديّة التي حاول الحزبُ استثمارَها انقلبت عليه وأثبتت أنّ معادلة “الجيش والشعب” هي التي يريدُها النّاس وهي التي تأتي بالأمانِ لهم، فبينما كان الحزبُ الذي عرّضّهم للموتِ يتلطّى خلف الجنوبيّين كان الجيش اللبناني يتقدّمُهم في تحريرِ قراهم، حيث استُشهدَ أفرادٌ منْه.
وفي رسالةٍ سياسيةٍ ثانيةٍ، قام “حزب الله” بتسييرِ عددٍ كبيرٍ من المواكبِ في مناطقَ عدّة من لبنان لأيام متوالية، حيث أطلق مسلّحوه النار في الهواء، ليقولَ للبنانيّين إنّه لم يضعُفْ وإنْ تخلّى عن سلاحِه جنوبي الليطاني، فسلاحُه الموجّه للدّاخل لا يزال موجودًا ولا يمكنُ لدولةٍ أو قانونٍ نزعُه أو منعُه، وإنّ تحركاتِه هذه لن تتوقفَ وستتكرّر للضغطِ في الاستحقاقاتِ لتحقيقِ مكاسبَ سياسيّةٍ ووزاريّة.
لأنّ هذه التحرّكات لا يمكنُ أن تكونَ رماديةً ولا يُمكن رؤيتها إلّا استفزازيّة ومزعزعةً للسّلم الأهلي، تبرّأ حليفُ الحزب “حركة أمل” من هذه الأعمالِ غير الوطنيّة، إذ دعا محازبيه لعدمِ المشاركةِ في المسيرات.
وهنا أيضًا وضعَ الحزبُ نقطةً إيجابيةً جديدةً في جيْب الجيشِ الذي لا يحتاج لهذه النّقاط، إذْ أثبتَ الجيشُ أنّه صمّام أمان اللبنانيّين، حيث سيَّر دورياتٍ منعت هذه الأعمال المخلّة بالأمن والاستقرار وأوقفت عدّة أشخاص، للحفاظ على السّلم الأهلي.
ما يجريه الحزبُ الذي فقد توازنَه لا يمكن الاستنتاج منه أنّه وبعدما خسر صراعه مع إسرائيل، يريد الدّخول حاليًّا في صراعٍ داخلي في وجهِ مشروعِ الدّولة الذي بات اللبنانيّون يطالبون به أكثر من أي وقت مضى، والذي سيواجهُ عقباتِ الحزب الذي يريد إعادةَ عقاربِ السّاعة إلى الوراء وتغليبَ منطقِ الدُّويْلة والاستقواءَ على منطقِ الدولة والقانون وفرضَ معادلتِه الخشبيّة مرة أخرى في البيان الوزاري عبر ترهيب اللبنانيّين.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|