"الاعلام وسيلة فعّالة للتعريف بأهداف السنة المقدسة "
نظمّت اللجنة التنفيذية الاعلامية في ابرشية جبيل المارونية ندوة بعنوان "الاعلام وسيلة فعّالة للتعريف بأهداف السنة المقدسة " في قاعة الاباتي عمانوئيل الخوري في انطش جبيل تحدث فيها رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام المطران انطوان نبيل العنداري ، راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم ، وتم خلالها عرضي فيلمين وثائقيين عن الابواب المقدسة في روما وكيفية الحج المقدس في لبنان ، وعن معنى شعار السنة اليوبيلية حجاج الرجاء ، وذلك في حضور مي الحواط ممثلة عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط ، نقيب المحررين جوزف القصيفي ، مختار المدينة عبدو نصر ، امين عام المجلس الرعوي الابرشي الخوري باسم الراعي والاعضاء رئيس الدير الاب سيمون عبود ، رئيسة اقليم جبيل في رابطة كاريتاس لبنان جانين بولس ، عدد من رؤساء الروابط والجمعيات ، اعضاء اللجنة الاعلامية وحشد من الاعلاميين .
ابي غصن
بداية كلمة ترحيبية لمنسقة الاعلام في اللجنة جوزفين ابي غصن اشارت فيها الى انه شاءت الصدفة ان نلتقي اليوم للاحتفال بيوبيل وسائل التواصل بعد شهر على بدء السير في السنة المقدسة 2025 ، وعشية عيد دخول يسوع المسيح إلى الهيكل طارحة السؤال هل يا ترى نحنا كاعلاميين أي باب مطلوب منا دخوله في هذه السنة اليوبيلية لنستحق لقب اعلاميي الرجاء ؟
وقالت : المطلوب بداية جديدة ،فرصة للعودة إلى الله لنعيش من خلاله حياتنا المسيحية داخل الكنيسة بالحجّ المقدّس والاعتراف والتوبة ، وخارجها بصنع السلام من خلال كل عمل ننتجه ومع كل شخص نلتقي فيه ، باختصار ان نكون "حجّاج الرجاء الذي لا يخيّب"
ولكن السؤال من أين يجب أن نبدأ ؟
الجواب في لقاءنا اليوم "الإعلام وسيلة فعّالة للتعريف باهداف السنة المقدسة " وختمت : هذا اللقاء اكتر من ندوة لأن الغاية منه أن نسمع ونطلّع من السادة المطارنة والاباء الأجلاء على دور وسائل الإعلام من خلال منصاتها المتنوعة ودور كل واحد منا كاعلاميين في نشر أهداف هذه السنة والتطلع إلى المستقبل بعين من التفاؤل للسير في درب الرجاء المفرح .
أبو كسم
ورأى أبو كسم ان هذه السنة تكتسب طابعا" مميّزا" يقودنا إلى التلمّس الدائم بمعنى الرجاء في حياتنا، كما تتميّز هذه المسيرة اليوبيليّة بأنّها سنة توبة وعودة إلى الذّات على الصعيدين الشخصي والمهني.
مؤكدا ان الإعلامي مدعو أن يعيش هذا الحدث المقدّس بكل أبعاده، حتّى يستطيع أن يصل إلى إعلان الحقيقة للجميع، وأكثر من ذلك، أن يكون خادما" لهذه الحقيقة دون سواها، وبهذا المعنى، فإنّه رسول الحقيقة. وهذه هي دعوة الإعلامي والصحافي المسيحي.
ولفت الى ان هناك تحديات كثيرة تواجه االإعلاميّين المسيحيّين، ومن بينها
شراء الضمائر و التسويق الإعلامي وحملات التجنّي ، والتراشق الإعلامي: وهو آفة بعيدة كل البعد عن المناقبيّة الإعلاميّة، وفي هذا المجال، تنشط عبر وسائل التواصل الإجتماعي حملات التشهير والتخوين والشتم والتهديد والوعيد، ممّا يفقد المنصّات الإلكترونيّة قيمتها، فبدل أن تكون منصّات التواصل، تصبح وسائل للتباعد بين الناس.
وتطرق الى نقطتين أساسيّتين من شأنهما أن يشكّلا لكل إعلامي مادّة" لفحص الضمير، والإنطلاق من جديد في مسيرة سينودسيّة تقوده إلى تجديد مسيرته المهنيّة ، الأولى المبادئ الّتي تقوم عليها أخلاقيات الإعلام ، النزاهة والموضوعيّة وعدم التعدّي على حياة الأفراد، إضافة إلى الإمتناع عن الأخبار الكاذبة أو المضلّلة، وعدم التحريض على الكراهية أو العنف ، والنقطة الثانية أخلاقيّات الأعلامي المسيحي الّتي يجب أن يتزيّن بها والّتي من شأنها، إذا التزمنا بها، أن تقودنا إلى التجدّد في رسالتنا الإعلاميّة المسيحيّة وهي الإلتزام بالحق والمصداقيّة ، إحترام الكرامة الإنسانيّة ، نشر ثقافة السلام والتفاهم، الوقوف إلى جانب المهمّشين والمستضعفين، والدفاع عن حقوقهم وإعلاء صوتهم من خلال وسائل الإعلام ، التواضع والمسؤوليّة،إحترام الخصوصيّة والتحلّي بالرّجاء ، مؤكدا أن الإلتزام بهذه الأخلاقيّات المسيحيّة تمكّن الإعلامي المسيحي أن يعكس صورة الإعلامي الملتزم بمسؤوليّته الإجتماعيّة والروحيّة، وأن يكون نموذجا" للإعلام الأخلاقي والإنساني.
وقال : في بدء هذا اليوبيل الإعلامي، علينا أن نسير نحو تجديد مسارنا الإعلامي، وعلى الصعيد الشخصي، يتوجّب علينا أن نقوم بجردة حساب لما قدمناه وما يجب أن نقدّمه في رسالتنا الإعلاميّة، وعلينا أن ندرك أنّ تشويه الحقيقة هو بمثابة الخيانة بالنسبة للصحافي، خيانة تجاه الله الّذي ائتمننا للشهادة للحق، وللمجتمع الّذي ينتظر أن يحصل على الحقيقة، وخيانة تجاه الرأي العام الّذي قد نقوده إلى التضليل.
فلتكن هذه المسيرة السينودوسيّة، وهذا اليوبيل الإعلامي، نقطة تحوّل في مسيرتنا الإعلاميّة لننطق بالحق، وليعلم كل واحد منّا أنّنا رسل الكلمة، وأنّ شهادتنا يجب أن تكون مميّزة على طريق التواصل الفعّال والهادف لما فيه خير الإنسان والمجتمع.
العنداري
وقال المطران العنداري : كم منا، قبل عشرين عامًا، كان على دراية بمصطلح "وسائل التواصل الاجتماعي"؟ واليوم، نحن نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على تواصل مع أقاربنا وأصدقائنا أو تتبع أقاربنا البعيدين تنقل لنا هذه الوسائط أخبار الجيران والأخبار الدولية والوطنية ونلتقي بأشخاص غرباء يتشاركون معنا اهتماماتنا وهواياتنا، ونكتشف الأَحداث.
واضاف : من ناحية أخرى، يمكننا القول إن الشبكات الاجتماعية هي ببساطة وسيلة جديدة للتواصل والوعي المُجتَمَعي والروحي. لقد أكد البابا بنديكتوس السادس عشر الراحل بوضوح أن هذه الرغبة في التواصل مع الآخرين، بطريقة أو بأخرى، هي شيء جميل وجيد: "عندما نشعر بالحاجة إلى التقرب من الآخرين، عندما نريد أن نعرفهم بشكل أفضل ونجعل أنفسنا أقرب إليهم، فإننا نصبح أكثر سعادة". "وبالتالي، فإننا نستجيب لدعوة الله وهي دعوة متأصلة في طبيعتنا ككائنات خلقت على صورة الله ومثاله، إله التواصل والشراكة".
واردف : علاوة على ذلك، فإن سرعة ومدى وصول وسائل التواصل الاجتماعي لا مثيل لها. الآن أصبح بإمكان حشود من الناس أن ينضموا معًا على الفور تقريبًا. إِنَّ سرعة ومدى وصول وسائل التواصل الاجتماعي يزيدان بشكل كبير من الخير الذي يمكن أن تفعله، إلا أنهما يزيدان أيضًا من الضرر الذي يمكن أن تسببه. حتى لو كنا لا نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، فإننا نتأثر بالدور الذي تلعبه في نشر المعلومات المضلّلة، وإهانة الخطاب المدني، وتطرف الأنظمة السياسية، والأزمة الصحية العقلية التي تؤثر على الشباب بشكل خاص. وكما نرى، فإن شبكات التواصل الاجتماعي تستحق اهتمامنا ويجب أن تكون موضوع اهتمام خاص.
وقال : في سَنَةِ اليوبيل، لا بُدَّ لِشَبَكاتِ التَواصُل الإجتماعي من أَن تَخدُمَ أَمراً أَساسِيّاً، أَلا وَهو بِناءِ الجَسورِ بَينَ الناس لِمُشَارَكةِ المَعلومات، وخِدمَةِ الرؤيَة المَسيحِيَّة لِمَلَكوتِ اللّه، وتَعزيزِ فَضيلَةِ الرَجاءِ الذي لا يُخَيِّب.
ودعا في هذِهِ السَنَة المُقَدَّسَة، على الصَعيدِ الشَخصي والجَماعي ، بهدَفِ تَجديدِ إيمانِنَا، العَمَلَ على الطَريقَةِ التي نَشهَدُ بِها لإِيمانِنَا عَبرَ نَوعِيَّةِ حَياتِنَا: كَيفَ نَتَعامَلُ مع الآخَرين، وكَيفَ نتَعامَلُ مَعَ الخِلافات، وكَيفَ نَتَفاعَلُ معَ المَشاكِلِ وخَيباتِ الأَمَل. ولنَأخُذ على عاتِقِنَا أَلإِلتِزامَ أَقَلَّهُ التِزاماتٍ سَبعَة من أجلِ الشَهادَةِ لِلقِيَمِ المَسيحِيَّة الأَساسِيَّة، والمُساعَدَة على بِناءِ بيئَةٍ رَقَمِيَّةٍ صَحيحَة في خِدمَةِ الصالِحِ العام.
أولاً:التحقق من دقَّةِ المَعلومات
وبالتالي التزام الحَقيقَة وهِيَ جَوهَر الحَياة المَسيحِيَّة، وهيَ بِحَسَبِ تَعبير القدّيس والملفان توما الأكويني " ألمُلاءَمَة بَينَ الشَيءِ والحَقيقَة ". إِنَّ أَحَدَ أَخطار ديناميكيات وسائل التَواصُل إنتشارُ المَعلوماتِ المُضَلِّلَة والأَخبارِ المُزَيَّفَة وخِداعِ الناس سواءَ كانَت الأَمورُ سِياسِيّة أو إِقتِصادِيَّة أو اجتِماعِيَّة أو حتى شَخصِيَّة،و بِحَسَبِ تَعبير قداسَة البابا فرَنسيس يَجِبُ الإبتِعادِ عَن طَريقَةِ الحَيَّةِ الماكِرَة في سِفرِ التَكوين. وهذا التزامٌ لَيسَ سَهلاً في أَيامِنَا.
ثانياً: التَبَصُّر واتِّخاذُ مَسافَةٍ مِنَ الأحداث
إِنَّ الإِلتِزامَ المَسيحي بِالحَقيقَة لا يَتَضَمَّنُ فَقَط ألبَحث عن حَقيقَةِ الوَقائع وحَسب، بَل يَتَضَمَّنُ أَيضاً فَحصَ المَجال الواسِع لِلواقِع مِن جِهاتِ نَظَرٍ مُختَلِفَة، وأَهَمِّيَةِ التَمايُز بنَظرَةِ نَقدِيَّة إيجابِيَّة لِلأمور، وتَوسيعِ فَهمِنَا لِلوَقائع.
ثالِثَاً: إِحتِرامُ كَرامَةُ الإِنسان
بِالإضافَةِ إِلى الدِقَّةِ والتَعَدُّدِيَّةِ في وُجهاتِ النَظَر والبَحثِ عَنِ الحَقيقَة عِندَ استِخدامِ وسائل التَواصُل الإجتماعي، لا بُدَّ مِن أن نَكونَ أَمينينَ وَمُخلِصينَ لِبَعضِنَا البَعض عَبرَ الإنترنت. إِنَّ الإِلتِزامَ الكامِل بِالحَقيقَة يَتَضَمَّنُ دائماً ألإهتِمامَ بِشَخصِيَّةِ الاخَر. منَ المُهِم أن يكونَ هناكَ دائماً تَوافُقٌ بَينَ الحَقيقَة التي نُحاوِلُ مُشَارَكَتِهَا والطَريقَةِ التي نَشارِكُ بِها. ففي حينِ يُمكِنُ لِلمَرءِ أن يَكونَ صَلباً لا بَل صارِماً في كَشفِ المَعلوماتِ المُضَلِّلَة، وَشُجاعاً في تَقديمِ وُجهَةِ نَظَرِه الخاصَّة، إِلاَّ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيه دائماً أن يَكونَ لَطيفاً معَ الناس وتَجَنُّبِ التَعليقاتِ الشَخصِيَّة التي تُهاجِمُ الأشخاص بَدَلاً مِن أَفكارِهِم.
رابِعاً: حُبُّ الإِطلاع في المُحادثات
عندَ الإِختِلاف، فَإنّ الطَريقَةَ المُفيدَة لإِظهارِ التِزامِنَا بِالكَرامَةِ الإنسانِيَّة هِيَ أَن نَفتَرِضَ أَوَّلاً أَنَّه قَد يَكونُ هُناكَ شَيءٌ لا نَفهَمُهُ بَعد حَولَ وُجهةِ نَظَرِ أو سُلوكِ الطَرَفِ الآخَر بَدَلاً مِنَ التَدَخُّلِ في مُحادَثَة مِن خِلالِ إِطلاقِ تَصريحاتٍ عِدائيَّة. دَعونَا نَسأَلُ أنفُسَنا بَعضَ الأَسئلَة. هَل يُمكِن أَن يَأتيَ الإِختلاف بَينَنا مِن حَقيقَةِ أَنَّ لَدينا مَصادِرَ مُختَلِفَة لِلمَعلومات ؟ أو أَنَّ لَدينا إِمكانِيَّةِ الوصولِ إِلى حَقائق لا يَعرِفُهَا الآخًر؟ ألُهَمُّ هُنا ألحِوارُ بَدَلاً مِنَ العَرقَلة وتبادُل المَواقِف المُتَعَنِّتَة.
خامساً: التَمييز بَينَ النِيَّةِ والإِنطِباع
من المُمكِن أن نَرتَكِبَ خَطَأً بَينَما نَنوي فِعلَ الخَير، كما أَنّه من المُمكِن أَن نَتَعَرَّضَ لِلأَذى دونَ أن يَقصُدَ الآخَرُ إِيذاءَنا. إِنَّ البيئَةَ الإِلكترونِيَّة لَن تَكونَ صِحِّيَة إِلاَّ عِندَما يَسكُنَها أَشخاصٌ يَنجّذِبون إِلى ما هوَ جَيِّد ولِلخَير، ويَكونونَ مَسؤولينَ عَن كَلامِهِم في استِخدامِهم لُغَةَ التَواصُل.
سادساً: إِعطاء الأَولَوِيَّة لِلِّقاءات في الحَياةِ الواقِعِيَّة
سابعاً: إدارَةُ الوَقت الذي نَقضيه على الإنترنت
عندما تُصبِحُ الرَغبَة في الإِتِّصالِ الإِفتِراضي هَوَساً، فَإنّ النَتيجَةَ هِيَ أَنَّ الشَخصَ يَعزِلُ نَفسَه، وبالتالي يُقاطِعُ التَفاعُلَ الإجتِماعي الحَقيقي. وهذا يُؤَدّي إِلى تَعطيلِ إِيقاعاتِ الراحَةِ والصَمتِ والتَأَمُّل الضَرورِيَّةِ لِلتَنمِيَة البَشَرِيَّة الصحِّيَة. ونَخشى أن يُؤَدّيَ الوَقتُ الذي نَقضيهِ على الإِنترنت إِلى تَقويضِ تَعميقِ علاقاتِنَا معَ العائلَة والأَصدِقاء، كما سَيُقَلِّلُ مِنَ الوَقتِ الذي نَقضيهِ في الصَلاةِ وَمُمَارَسَةِ الرِياضَة والنَشاط المَدَني والطَبيعَةِ والنَوم وغيرِها مِن خَيراتِ الحَياة. فَاللّهُ لا يُريدُ أَن يَرانا مُقَيَّدينَ بِأَجهِزَتِنَا.
ورأى أنَّ هذِه الإِلتِزامات التي ذَكَرنا يُمكِنُ لِكُلٍّ مِنَّا أَن يَتَّخِذَها شَخصِيّاً لِتَغييرِ مَشهَدِ وسائلِ التَواصُل الإجتماعي داعيا للصلاة معَ قَداسَةِ البابا فرَنسيس:
يا رب، اجعلنا أدوات سلامك.
اجعلنا نتعرف على الشر الذي يتسلل إلينا
في تواصل لا يخلق الشركة.
إجعَلنا نَستخرج السم من أحكامنا.
ساعدنا على التحدث عن الآخرين كإخوة وأخوات.
أنت أمين وجدير بالثقة؛
اجعل كلماتنا بذور الخير للعالم:
حيث توجد الشائعة، فلنتدرب على الاستماع؛
حيث يوجد ارتباك، فلنُلهم الانسجام؛
حيث يوجد الغموض، دعنا نجلب الوضوح؛
حيثما كان هناك إقصاء، فلنعمل على جلب المشاركة؛
حيثما كان هناك إثارة، فلنستخدم الرصانة؛
حيثما كان هناك سطحية، دعنا نطرح الأسئلة الحقيقية؛
حيث توجد الأَحكامُ المُسبَقَة، دعنا نلهم الثقة؛
حيثما كان هناك عدوان، دعنا نجلب الاحترام؛
حيث يوجد الباطل، دعنا نُجاهِرٌ بالحقيقة.
عون
وقال المطران عون في كلمته : يوم الجمعة في الرابع والعشرين من كانون الثاني، توافد آلاف من الإعلاميين والصحافيين، قادمين من 139 دولة، إلى روما للاحتفال باليوبيل بدأ الاحتفال اليوبيليّ في كاتدرائية مار يوحنا اللاتران برتبة توبةٍ واعتراف نظّمتها أبرشية روما، وبالاحتفال بالإفخارستيا التي ترأسها نائب قداسة البابا على أبرشية روما الكاردينال Baldo Reina وفي اليوم التالي، انطلق الإعلاميون والعاملون في مجال التواصل من ساحة Pia مع صليب اليوبيل في مسيرة حجٍ وصلاة نحو الباب المقدس في بَزيليك مار بطرس ، بعد الصلاة والبركة اليوبيليّة، انتقل المشاركون إلى قاعة بولس السادس للمشاركة في اللقاء الذي أعدّته دائرة الإعلام في الفاتيكان وكان الموضوع الرئيسيّ حول الإعلام والرجاء.
واردف : المداخلةُ الأولى قدّمتها الإعلاميّة الفيليبينيّة Maria Ressa، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2021، وتوقّفت فيها عند أزمة الديموقراطية عندما تُصبح فريسةً لتلاعبات الذكاء الاصطناعيّ. فمن المؤسف أن تُستَغَل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي تحمل بحد ذاتها قدرات فائقة، لتأثير سلبي على الديموقراطية. من الأمثلة على ذلك استخدام الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة للتلاعب بالرأي العام.
بالمقابل، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تكون قوةً إيجابية، شرطَ أن تترافق مع أخلاقيات وإجراءات حوكمة قوية لضمان عدم استغلالها بشكل سلبيّ.
وأنّ السَعيَ نحو الحقيقة والعدالة في مجال الإعلام والتواصل هو ضرورةٌ أخلاقيّة، خاصة عندما يتعلق الأمر بحماية الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، إن الصمتَ أمام الظلم يُعَد شكلاً من أشكال التواطؤ، ومن واجبنا جميعاً العمل على إحقاق الحق والدفاع عن المظلومين.
وقال : كلُ هذا يؤكّدُ لنا أن الرجاءَ الذي نُعلِنُه في سنة اليوبيل ليس مجرد شعورٍ سلبي، بل هو دافعٌ قوي للتحفيزِ على التغيير الإيجابي والمساهمة في بناء مستقبل أفضل ، فضيلةُ الرجاء تساعد على استنهاض الطاقات الإيجابية وتوجيه الجهود نحو تحقيق الأهداف النبيلة ونمو الانسانية، والوصول بعد مسيرة الحج الأرضية الى دخول الباب المقدس في الملكوت.
أما المداخلة الثانية فكانت للكاتب الإيرلندي Colum McCann الذي تكلّم عن التحدّي الجديد للإعلاميين الذي هو الإصلاح في زمن التمزّق الذي نعيش فيه.
فالإعلاميون يلعبون دوراً حيوياً في زمن التمزّق. هم صوتُ الحق والحقيقة، ويساهمون في تحقيق الإصلاح من خلال تقديم معلومات دقيقة ونزيهة، وتسليط الضوء على القضايا الهامة، والدعوة إلى العدالة والمساواة.
لذلك، ينبغي تعزيز الاستقلالية وضمان عدم تأثر الإعلام بالضغوط السياسية أو الاقتصادية، وتوفير التدريب المستمر للإعلاميين لضمان التزامهم بالمعايير الأخلاقية والمهنية.
والإعلاميون هم حجاج الرجاء من خلال نشر الرجاء وتقديم قصص نجاح وأخبار إيجابية تشجع على التغيير الإيجابي، والدعوة للإصلاح من خلال تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والدعوة لإيجاد حلول. إن الأمانة لرسالتهم الإعلاميّة تفترض أهميّة الإصغاء لينقلوا الواقع المُعاش بكل أمانة.
وأخيرًا كان اللقاء مع قداسة البابا فرنسيس الذي قال للإعلاميين: التواصل يفترض الخروج قليلاً من ذاتي لكي أعطي شيئًا مني للآخر. والتواصل ليس فقط الخروج، ولكن اللقاء مع الآخر. أن أعرف كيف أتواصل هو حكمة كبيرة. أنا سعيد من هذا اليوبيل للإعلاميين والعاملين في قطاعات التواصل. عملكم هو خدمة تبني: يبني المجتمع ويبني الكنيسة ويجعل العالم يتقدّم شرط أن يكون حقيقيًا. إنها مسؤوليّة حقًا نبيلة. التواصل هو ما يفعله الله مع الابن، وتواصل الله هذا مع الابن هو الروح القدس. أن نتواصل فيه شيءٌ من الألوهة. شكرًا لما تقومون به. وخُتم اليوبيل يوم الأحد بمشاركة الإعلاميين والعاملين في مجال التواصل في القداس الإلهيّ الذي ترأسه قداسة البابا في بزيليك مار بطرس.
الرجاءُ لا يخيّب.
وقال : عندما وجّه قداسة البابا فرنسيس الدعوة لسنة اليوبيل، وضع لها عنوانًا: "الرجاءُ لا يخيّب" من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل روما (روم 5: 5)، وأراد هذه السنة اليوبيليّة وقتًا للقاءٍ شخصيّ وحيّ مع الرب يسوع الذي هو بابُ خلاصِنا. فهو رجاؤنا الذي يتوجّب على الكنيسة أن تُعلِنه دائمًا وفي كل مكان.
يقول قداستُه: الرجاء موجود في قلب كل إنسان كرغبةٍ وانتظارٍ للخير بالرغم من عدم معرفتنا كيف سيكون الغد. إن عدم معرفة المستقبل يُنشئ فينا شعورًا متناقضًا من الثقة إلى الخوف، من الهدوء إلى الإحباط، ومن اليقين إلى الشك.
وتابع : في لبناننا الحبيب، وبسبب ما نعيشه من واقعٍ مأزوم على كافة المستويات السياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة، وعلى مستوى الإصلاحات المرجوّة، نرى العديد من أبناء الوطن وبناتِه ولا سيما الشباب منهم مُحبطين، ينظرون إلى المستقبل بتشاؤم وريبة، ويُشكّكون في إمكانيّة التغيير نحو الأفضل وفي تحقيق الآمال التي يتوقون إليها، أمام هذا الشك القاتل، تدعو الكنيسة أبناءها وبناتها إلى العودة إلى الكتاب المقدّس الذي يذكّرُنا دائمًا بأمانة الله. هذه الأمانة، التي ترتبطُ بمحبة الله الحاضرة في حياة الإنسان، تنمّي الرجاءَ في قلب المؤمن. فالله هو حضورٌ مُحبٌ ويبقى هكذا، حتى لو خُيّل للإنسان أنه بعيد. هذا ما نراه في المزمور 23 الذي يقول: "إني ولو سِرتُ في وادي ظلال الموت، لا أخاف سوءً لأنك معي".
ورأى أن التأمل في أمانة الله في الكتاب المقدس يزيدُ من ثقة الإنسان لمواجهة تحديات الحياة. كثيرةٌ هي المزامير التي تعبّر عن الثقة التي يختبرُها الإنسانُ مع خالقه، وهي تحتوي على أفعال مثل "ألتجئُ، أثِقُ، أنتظرُ، أرجو". فهناك جوّ من الثقةِ بالله يرافق كلَّ المزامير. إنها ثقةٌ فرديّة وثقةٌ جماعيّة تُولّدُ الرجاءَ وتُنمّيه في حياة الأفراد والجماعة، فلا تغلبُهم الشدائد وتُبقي النورَ متقدًا في نهاية النفقِ المُظلم. "يُبصرني الذين يتّقونك، فيفرحون لأني أرجو كلمتَك" (مز 119: 74).
واردف : في هذا السياق، نسمعُ قداستُه يقول إن اليوبيلَ مناسبةٌ لإنعاش الرجاء. كيف يمكننا أن نُنعِشَ الرجاء حيث ضَعُفَ الرجاء؟ وما الفرق بين الرجاء المسيحيّ والأمل بمستقبل أفضل نتمنّى أن يتحقّق؟ وهل للإعلامييّن دورٌ في المحافظة على الرجاء؟
وقال : الروح القدس يُبقي الرجاء مشتعلاً.
مما لا شكّ فيه أن كلمةَ الله هي التي تساعدُنا لنجدَ أسباب هذا الرجاء، لأن الرجاء، كما يقول قداستُه، يولَدُ من الحب ويتأسس على الحب الذي ينبع من قلب يسوع المطعون على الصليب. وما يُبقي الرجاءَ مشتعلاً في قلب المؤمنين هو الروحُ القدس الذي يُشِعُّ نورَ الرجاء عليهم، والرجاءُ المسيحيّ لا يُضلّل ولا يُخيّب لأنه مبني على اليقين أن لا شيء ولا أي إنسان يمكنه أن يفصلنا عن محبة المسيح.
فالرجاءُ يبقى حيًا وقويًا في قلب الإنسان المؤمن إذا كانت حياتُه المسيحيّة مسيرةً تتغذى من أوقات الصلاة والتأمل بكلمة الله وبمحبتِه التي تجلّت لنا في المسيحِ يسوع.
ودعا الإعلاميين والإعلاميات إلى عيش هذه السنة اليوبيليّة كمناسبةٍ إيمانيّة لتوطيدِ علاقتِكم مع الرب بالصلاة، ومتابعة مسيرتكم الإيمانية لتتغذّى أكثر فأكثر من كلام الله ومن الاتّحاد به في سرّ القربان المقدّس. هذه المسيرة تحوّلكم إلى حجاجِ رجاء وإلى رسلٍ للرجاء المسيحيّ من خلال رسالتكم الإعلاميّة.
والرجاءُ، لأنه مبنيٌّ على معرفةِ الرب يسوع وعلى علاقة الحب التي تربطنا به، والتي نختبرُها في اللقاء الحقيقي مع هذا الإله الذي أحبنا حتى الموت، يتخطّى الأمل البشريّ الذي يرتكز على رؤية الإنسان واختباره للواقع والذي يَضعُف بسبب الأزمات التي يتخبّط فيها. ولأن رجاءَنا مرتبطٌ بوعد الرب لنا بالخلاص، يجب أن نتحلّى بالصبر المسيحيّ الذي يتكلّم عنه الرسول بولس عندما يقول: "بل نفتخر بالضيقات، عالمين أن الضيقَ يولّد الصبر، والصبرَ يولّد الاختبار، والاختبارَ يولّد الرجاء، والرجاء لا يُخيّب، لأن محبة الله أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وُهب لنا" (روم 5: 3-5).
واذ شكر الإعلاميين والإعلاميات على المشاركة في هذا اليوبيل دعاهم انطلاقًا من إيمانهم ، إلى أن يسعوا دائمًا إلى تبيان علامات الرجاء في رسالتهم من خلال كل الوسائل الإعلاميّة ووسائل التواصل الاجتماعيّ، والانتباه إلى الصلاح الكثير الموجود في العالم حتى لا نقع في تجربة اعتبار أنفسنا غارقين في الشر والعنف معلنا ضم صوته إلى صوت قداسة البابا فرنسيس الذي دعا الوسائل الإعلاميّة ووسائل التواصل الاجتماعيّ إلى بناء جسورٍ فيما بينها، والتعاون البنّاء لأجل إيصال الحقيقة، ودعا الإعلاميين والإعلاميات في عملهم إلى الإضاءة على ما هو جميل في عالمنا، وعلى الطاقات الكثيرة التي تذخرُ بها شبيبتُنا، وعلى النواحي الإيجابيّة التي تساهمُ في بناء غدٍ أفضل، والتي تبثّ الرجاء في قلوب الشباب.
عطالله
وفي الختام القى مرشد اللجنة الخوري انطوان عطالله كلمة اعلن فيها ان الرجاءَ الذي نُعلِنُه في سنة اليوبيل ليس مجرد شعورٍ سلبي، بل هو دافعٌ قوي لبناء مستقبل أفضل وعلى تحقيق الأهداف النبيلة ونمو الانسانية، للوصول بعد مسيرة الحج الأرضية الى دخول الباب المقدس في الملكوت معتبرا الرجاء المسيحيّ يولَدُ من الحب الإلهي، ويتأسس على الحب الذي ينبع من قلب يسوع المطعون على الصليب. فهو لا يُضلّل ولا يُخيّب لأنه مبني على اليقين بالمائت والقائم من الموت.
وقال :اننا معكم في هذه السنة اليوبيليّة المقدّسة، حجّاج رجاء ثابتون بكلمة الله التي لا تخيّب، يدا بيد في خدمة الانسان والانسانية ونشر الحقيقة امام الله وامام الناس دعوتنا اليوم كإعلاميات وإعلاميين ان نكون ليس فقط حجّاج رجاء، بل ايضًا شهود الرجاء الذي لا يُخيِّب في هذا العالم
بعد كل ما تقدم، لِنتجه أخواتي وإخوتي بالربّ يسوع المسيح، إلى الكنيسة باب الملكوت، في رحلة حجّ سيرًا على الأقدام، ترمز إلى رحلة حجّنا الأرضية بمعيّة الربّ يسوع المسيح، موضوع ايماننا ومصدر رجاءنا.
بعد ذلك انتقل الجميع الى كنيسة مار يوحنا مرقص حاملين الشموع المصيئة لاداء رتبة اليوبيل والصلاة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|