لبنانيون غارقون ببقلاوة ما بعد الأسد بينما تفتح سوريا أسواق وأبواب العالم لها...

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

لا بدّ من تذكير من يعتقدون أن الأوضاع المحلية بـ "ألف خير"، وبأن البقلاوة التي تناولوها ووزّعوها بعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد كفيلة بتأسيس بلد، (لا بدّ من تذكيرهم) بأن لبنان في خطر شديد، لأنه مُهدَّد بضياع كل أنواع أدواره على مستوى إقليمي، وبأن يفقد حتى صوته الذاتي في المحافل العربية والدولية، وبأن يتحدّث غيره بإسمه.

غارق بالبقلاوة؟

فالرئيس السوري المُوقَّت أحمد الشرع قام بمحادثات موسّعة في السعودية بكل المجالات، وناقش خططاً مرتبطة بمجالات الطاقة والتقانة والتعليم والصحة، وزار مقرّ الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي.

وهذا النوع من المباحثات لا يهدف الى تحسين الواقع الاقتصادي للشعب السوري فقط، بل يحدّد مستقبل ودور سوريا إقليمياً ودولياً، لا سيّما أن بعض الجوانب تؤسّس لجعل الأراضي السورية موقعاً لصناعات وابتكارات متطوّرة جداً في المستقبل.

وهنا نعود الى السؤال الأساسي، أين هو لبنان؟ وبماذا يغرق؟ هل في بقلاوة ما بعد سقوط الأسد مثلاً؟

متقدّمة على لبنان...

رأت مصادر مُواكِبَة أن "الولايات المتحدة الأميركية وكل أصدقاء لبنان قاموا بمجهود كبير، يمنح لبنان القدرة على الانتقال الى واقع جديد مختلف عن السابق. ولكن المشكلة تبرز بوضوح عندما يُصبح الداخل اللبناني أمام مسؤولياته. فهنا تبدأ المشاكل وتبرز كل أنواع الموانع والعقد، ويسقط كل شيء، ونعود الى المربّع الأول سياسياً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً".

وأكدت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "سوريا باتت متقدّمة جداً عمّا لدينا نحن من أوضاع سياسية في لبنان. فالحكم السوري واضح بقراراته في شكل عام، وهو يسير فيها حتى النهاية، ومن دون أي تردّد. وهذا ما يساعد سوريا على حجز أدوارها ومقاعدها ضمن الواقع الجديد الذي يتشكّل الآن، على الصّعيدَيْن الإقليمي والدولي".

وختمت:"لدى سوريا مكانتها المهمّة جداً، فيما تُبدي معظم الأطراف المؤثِّرَة في الشرق الأوسط والعالم اهتماماً واضحاً بمساعدتها على النجاح، خصوصاً أنها تقوم بالخطوات المطلوبة لمساعدتها. فهذا يشجّع العالم كلّه على المساهمة أكثر بتحسين الأحوال فيها، وبالشراكة معها في المراحل القادمة. ووسط كل تلك الأجواء، يبدو لبنان متعثّراً مع الأسف، ومن دون أي قاعدة واضحة لإمكانية أن يشهد تغييراً حقيقياً".