رئيس سوريا المُوَقَّت بدأ زياراته الخارجية وسبق رئيس لبنان... ماذا يجري؟

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
مشهد قاسٍ جداً بالنّسبة إلينا نحن في لبنان، هو ذاك المرتبط برؤية رئيس سوريا في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع يخرج الى خارج الحدود السورية، ويبدأ بزيارات بالغة الأهمية برفقة وزير خارجيّته أسعد الشيباني، وذلك قبل الرئيس اللبناني جوزف عون الذي انطلق عهده الرئاسي بخطاب قسم مرتفع السّقف، وبآمال كبيرة جداً، والذي كان يجب أن تكتمل السلطات المُرافقة لحكمه سريعاً جداً، بحكومة وديبلوماسية جديدة مُمكِّنَة من الانطلاق نحو العالم الخارجي، منذ كانون الثاني الفائت.
غرق يومي
أحمد الشرع بدأ حراكه الخارجي لدعم سوريا في بناء مستقبلها. وها هو العالم كلّه يتناقش معه بشأن مستقبل السلام والاستقرار في المنطقة، فيما لا يزال لبنان غارقاً بيوميات سياسية غير مفهومة تماماً، وببعض الاستقبالات المحلية - المحلية التي تنتهي بكلام كثير، من دون أي نتيجة فعّالة على أرض الواقع.
حَسْم كامل
أوضح الكاتب والمحلّل السياسي مروان الأمين أن "الوضع في سوريا حُسِم بشكل كامل لمصلحة الفريق غير الحليف لإيران، وتمّ إخراج طهران من هناك. فالجهات التي وصلت الى الحكم في سوريا لا تتعامل مع الإيرانيين على طريقة من يسترضيهم ومن يريد أن يتشارك السلطة معهم على حساب مفهوم الدولة السورية، والمؤسّسات والإصلاح والمرحلة الجديدة".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "القوى السياسية في لبنان، لا سيّما الرئيس المكلَّف بتشكيل الحكومة نواف سلام، يتعاطون مع النفوذ الإيراني وكأنه لا يزال الأقوى في البلد حتى الساعة. فسلام يسلّم بذلك، وهو يحاول أن يقدّم تنازلات على حساب مصلحة اللبنانيين والمؤسّسات والإصلاح والمرحلة الجديدة التي بدأت بعد انتخاب رئيس للجمهورية وخطاب القسم".
مبادرة لبنانية
ورأى الأمين أن "هذه بداية مرحلة لبنانية جديدة بطريقة مُشوَّهَة، بموازاة ما يُحكى عن تسليم وزارة المال للثنائي الشيعي، وهو ما سيمكّنهما من التحكم بالقرارات الحكومية المرتبطة بالإنفاق من المالية العامة. هذا مع العلم أن وزير المال هو الذي سيقترح إسم حاكم مصرف لبنان مستقبلاً، وهو ما سيجعل تعيين أي حاكم جديد مستحيلاً إلا إذا كان مرضياً عنه من جانب "حزب الله" وحركة "أمل"، أي النفوذ الإيراني في لبنان. وهذا أمر خطير يرتبط بملفات المالية، وبما يترتب عليه لاحقاً في معالجة أوضاع المصارف وموازنات الدولة وميزانيات الوزارات".
وأضاف:"صدرت مؤخراً مواقف مختلفة تبيّن أن المجتمع الدولي والدول العربية غير راضية عن إدارة نواف سلام لتشكيل الحكومة، فيما يبدو أن الدول العربية عموماً، والمملكة العربية السعودية خصوصاً، لم تَقُل كلمتها بَعْد في الملف اللبناني بشكل مباشر. هناك بعض الكلام عن زيارة قريبة للموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان لبيروت، ستحدّد الاتجاه بالنّسبة الى الأوضاع مستقبلاً. ولكن لا يمكن للمجتمع الدولي أو للدول العربية أن تشكل حكومات لبنان بدلاً من اللبنانيين، والمبادرة يجب أن تكون لبنانية دائماً، من جانب الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية، بما يأتي بالدعم العربي والدولي الى البلد".
بعد 18 الجاري؟
وردّاً على سؤال حول مستقبل لبنان غير الواضح بعد 18 الجاري، أي بعد انتهاء المهلة المُمَدَّدَة لاتّفاق وقف إطلاق النار، أجاب الأمين:"ليس واضحاً بدقّة حتى الساعة الى أين سيتّجه البلد بعد 18 شباط، سواء على المستوى الأمني والعسكري، ومصير سلاح "حزب الله"، كما على صعيد الحكومة وإعادة تشكيل السلطة، وعمل المؤسّسات".
وختم:"نحن نمرّ بمرحلة ضبابية، تخلق توتّراً وقلقاً كبيراً لدى اللبنانيين، بما يترافق مع إحباط كبير بعد الإيجابية التي رافقت انتخاب عون وخطاب القسم وتكليف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بسبب ما يجري على مستوى المقاربة المُعتَمَدَة لتشكيلها، ووضع "حزب الله"، وما يقوم به من تصرفات على الأرض، سواء على صعيد العراضات في الجنوب، أو ما فعله في شوارع بيروت مؤخراً بواسطة الموتوسيكلات. فكل ذلك يُفيد بأن هناك جزءاً كبيراً من المرحلة السابقة لا يزال موجوداً ومُسَيْطِراً".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|