السويداء تدخل على الخط.. أزمة "قسد" تتأرجح بين المفاوضات والحرب
لا يزال ملف شمال شرق ، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، متأرجحا بين المفاوضات والحرب. وبينما تدفع تركيا لحسم الملف عسكريا، تؤكد تصريحات القيادة في دمشق تفضيل اتباع المسار التفاوضي، فيما يربط محللون أزمة "قسد" بملف الجنوب السوري؛ السويداء ودرعا.
وفي الوقت الذي تخوض فيه قوات الجيش الوطني المدعوم من تركيا، معارك على خطوط التماس مع "قسد"، محاولةً الوصول إلى مدينة كوباني، عبر سد تشرين، تحاول إدارة العمليات العسكرية، إدارة الملف بهدوء نظرا لتعقيداته والأطراف الدولية الفاعلة فيه.
يرى المحلل السياسي مازن بلال، أن العلاقة بين قوات سوريا الديموقراطية، والقيادة في دمشق، لا تخلو من التوتر؛ لأن "قسد" هو التكوين الوحيد المنظم الذي يملك برنامجا سياسيا منافسا لما تطرحه هيئة تحرير الشام.
ويضيف لـ"إرم نيوز": "مسألة شمال شرق سوريا، مرتبطة بالسياسة الأمريكية، فهي عمق القوة لقسد، ولا يمكن حل هذا الملف، حربا أو سلما، إلا بموافقة واشنطن".
ورغم أن القيادة في دمشق، لا تملك تصورا لوضع السلام مع قسد، إلا أن الأمر يمكن أن يحل عبر التفاهمات الدولية، كما يقول بلال.
ويعتبر شكل الدولة، إن كانت فيدرالية لا مركزية، أم مركزية، مثار خلاف بين قسد والقيادة في دمشق، إضافة إلى نقاط أخرى مثل توزيع الثروة، وطبيعة انضمام "قسد" إلى الجيش السوري، حيث تطالب الأخيرة بالانضمام ككتلة واحدة.
المحلل السياسي عزام شعث، يربط ملف شمال شرق سوريا، بملف الجنوب في السويداء ودرعا، ويقول لـ"إرم نيوز": "تريث القيادة في دمشق، بموضوع شمال شرق سوريا، نابع من تداعياته على ملفات أخرى مثل الساحل والجنوب، عدا عن تشعباته الدولية".
وتأسست قوات سوريا الديمقراطية عام 2015، وتتكون قواتها من الأكراد والعشائر العربية، إلى جانب الآشوريين والشركس، وتسيطر على قرابة 30% من مساحة سوريا، حيث تتركز أهم حقول النفط والغاز، مثل "السويدية" في الحسكة، و"التنك" و"العمر" في دير الزور.
ويرى المحلل بلال، أن القيادة في دمشق، لا يمكنها تجاهل هذه المنطقة نتيجة الثروات الطبيعية الكثيرة التي يمكنها انتشال الاقتصاد السوري المنهار. ويضيف: "تقديرات موقع "أويل برايسز" البريطاني، تشير إلى أن احتياطي سوريا النفطي يقدر بـ2.5 مليار برميل، في الشرق والشمال الشرقي".
وتتمسك "قسد" بإدارتها الذاتية في شمال شرق سوريا، وتطالب أن يكون شكل الحكم لامركزيا، كما يؤكد المحلل شعث، لكن المشكلة في مدى اللامركزية وتفاصيلها. ويضيف: "يمكن الوصول إلى حل وسط بين الطرفين، لكن ذلك مرهون بالموافقة التركية والأمريكية".
ومنذ أيام، قام مجلس سوريا الديمقراطي "مسد"، وهو مجموعة الأحزاب السياسية في منطقة الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا، بزيارة إلى مدينة السويداء، والتقى الشيخ الهجري، المطالب بالدولة المدنية وإشراك جميع مكونات الشعب بالحكم، ما اعتبر تنسيقا بين طرفين يتقاطعان في العديد من النقاط.
ويرى المحلل شعث، أن ملف شمال شرق سوريا في طريقه للحل حتى وإن أخذ المزيد من الوقت، ويضيف: "الموقف التركي حازم في هذا الموضوع، لكن إذا خُيرت أمريكا بين قسد وتركيا، ستختار تركيا بالتأكيد".
ورغم التشدد التركي في موضوع قسد، ومحاولة أنقرة حسم الملف عسكريا، إلا أن شعث، يرى أن تنازل عن بعض النقاط في اللامركزية التي يطالبون بها، يمكن أن يجعل تركيا تقبل بالحل السياسي.
وتبعا لمجريات الأحداث، وحصول انتهاكات أمنية، خاصة في مدينتي حمص وحماه، فإن مخاوف شمال شرق سوريا وجنوبها، تتفاقم من احتمال تعرضها لأحداث مماثلة. وهو ما يدفع المحلل شعث للقول: "رغم تعدد الملفات السورية، إلا أن التعامل معها كسلّة واحدة هو الأفضل، فكل تطور إيجابي في ملف، سينعكس على باقي الملفات".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|