عربي ودولي

"لعبة المقاولات".. أبعاد وخفايا صفقة ترامب "العقارية" في غزة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حدد خبراء أبعاد "الصفقة" التي يستهدفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي وُصفت بـ"الصفقة العقارية" في غزة والتي وضعها مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بعد زيارته إلى القطاع مؤخرا، وظهرت إلى العلن خلال القمة التي جمعت ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.

وتناولوا في تصريحات سيناريوهات قد يعمل عليها ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة، في ظل رفض مصر والأردن ومواقف الدول العربية وتنديد المجتمع الدولي لهذا الطرح..

ومن بين تلك السيناريوهات، دفع ترامب لنتنياهو لاستكمال الحرب على القطاع بضربات قوية على فترات، بهدف إرهاق السكان أكثر، إلى جانب عرقلة عملية إعادة الإعمار، حتى لا يجد المواطن الفلسطيني فيه أي مقومات للحياة، في "لعبة المقاولات"، على حد تعبير الخبراء.

وتقول الباحثة السياسية الفلسطينية، الدكتورة تمارا حداد، إن تصريحات ترامب المتكررة للمرة الخامسة، حول تهجير الفلسطينيين من غزة وإخراجهم إلى مصر والأردن، إشارة إلى رغبته في تحويل القطاع إلى مشروع تجاري عقاري استثماري سياحي، وإنهاء وجود حماس هناك، وتقديم "هدية كبرى" بذلك إلى نتنياهو.

ووقفت "حداد" على أبعاد صفقة ترامب "العقارية" في غزة، في ظل تكراره عبارات من نوع أن أرض القطاع ذات بعد جغرافي مهم، وتمتلك موقعا استراتيجيا وطقسها جميل ويجب إخراج الفلسطينيين، تحت غطاء إعادة الإعمار.

وأوضحت أن مبعوث ترامب "ويتكوف"، هو مطور عقاري كذلك ورجل مقاولات يتعامل في إطار الصفقات التجارية التي تجني المكاسب المالية مثل الرئيس الأمريكي.

وأشارت إلى أن "ويتكوف" جاء إلى غزة منذ أيام، وقام بأخذ صورة عامة عن القطاع على أرض الواقع، وآلية بنائه. وقدم توصيات لـ"ترامب" مفادها أن إزالة ركام الحرب بحاجة إلى 5 سنوات وإعادة الإعمار قد تكون في مدة بين 10 إلى 15 عاما، بالإضافة إلى إخراج المدنيين الفلسطينيين حتى تتم الخطة؛ ما يعني أن مخطط التهجير دائم وليس مؤقتا.

وما يُظهر ترسخ هذه "الصفقة العقارية" بحسب "حداد"، ما طُرح ضمن ورقة "ويتكوف"، بأن من يريد البقاء في غزة عليه التوقيع على 4 شروط، ألا يطالب الفلسطيني بحق العودة، وألا يقاوم إسرائيل، وأن يقوم المواطن الفلسطيني بشراء شقة من العقارات الشاهقة التي ستقام من قبل شركات المقاولات الأمريكية والإسرائيلية، والشرط الرابع أن يكون الالتزام بالعمل في 3 مهن، الزراعة والسياحة والتكنولوجيا.

ولفتت إلى أن ما صرح به ترامب في لقائه مع نتنياهو، قائم على توصيات "ويتكوف" التي تلاقت مع أحلام اليمين المتشدد الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين وهو ما رفضه المحيط العربي.

وتستكمل "حداد" أن من بين سيناريوهات "ترامب" لتهجير الفلسطينيين من غزة، دفع نتنياهو لشن الحرب مجددا بضربات قوية على فترات، تُرهق أهل القطاع أكثر مع تعطيل إعادة الإعمار، حتى لا يكون هناك أي مقومات للحياة للمواطن الفلسطيني، في محاولة لقتل أي مظاهر وجود في ظل تمسك أهل القطاع بالأرض والاستماتة عليها.

فيما يرى الباحث في العلاقات الدولية، أحمد ياسين، أن سيطرة "عقلية" رجل المقاولات إلى هذا الحد على "ترامب" وحتى على مبعوثه إلى الشرق الأوسط، الذي توجه إلى غزة للوقوف على آثار الحرب والهدم في القطاع والأوضاع الإنسانية هناك، فخرج بخطة "منتجع" أو متنزة عصري" لتحقيق الأرباح، أمر لا يستقيم أو يتناسب مع منطق الذهاب إلى أي مواثيق أممية وأحكام القانون الدولي والإنساني.

ويؤكد "ياسين" في تصريحاته لـ"إرم نيوز"، أنه عندما يرى رئيس دولة كبرى معنية بإحلال السلام في العالم، إلى نحو 2 مليون شخص، تهدّمت منازلهم ويعيشون في أسوأ الأوضاع، ضرورة تهجيرهم حتى يفوز بـ"صفقة" وأن يذهبوا إلى أي مكان آخر حتى يتخلص منهم، في مقابل الشيء الأهم بالنسبة إليه وهو الربح المادي، فإن المضي إلى إشعال الحرب مجددا، أمر متوقع من إدارة ترامب.

وذكر "ياسين" أن من سيدعم "ترامب" في هذا المخطط، جماعات "الضغط" السياسي التابعة لـ"اللوبي الصهيوني" في الولايات المتحدة وعلى المستوى الدولي، بحملات سياسية وإعلامية لتغيير مواقف دول أوروبية كبرى أعلنت رفض مخطط التهجير، ليكون حصر الأزمة في أن تحقيق السلام وإعادة الإعمار، لن يكون إلا من خلال القضاء على حركة "حماس"، وهو ما يتطلب تفريغ غزة من السكان، بحسب ما سيتم الترويج له.

وأردف أنّ المواقف العربية التي تتخذ جدية واضحة وتفهم كامل الأبعاد لما وراء مخطط "غزة" من تهديد الأمن القومي للمنطقة، يوضح أن هناك مواجهة حقيقية لطرح "ترامب" ولا سيما مع ما أعلن عنه من السير في دعم عملية إعادة الإعمار لسكان غزة.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا