ترامب يروّض الاعلام؟
لم يخفِ الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى، ازدراءه للصحافة الواقعية التي دعت الى التشكيك في تصريحاته. ولكن يبدو أنه قلب صفحة الماضي وفقاً لقراءة كندية، وها هو يعيد صياغة علاقته بوسائل الاعلام. ولكن هل هذه الاستراتيجية هي فعلاً للأفضل أم أنها ترويض للاعلام؟
القراءة الكندية لفتت إلى “الشائعات التي سرت في الآونة الأخيرة، حول سعي ترامب الى طرد المؤسسات الإخبارية التي يكرهها. ومع ذلك، لم تسلك إدارته هذا الطريق في الوقت الحالي، مفضلة إضافة بعض المساحة لوسائل الاعلام الجديدة. وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إلى أن مراسلي البيت الأبيض سيتمكنون من الوصول إلى الرئيس بشكل أكثر شفافية وسهولة. وأضافت أن لدى الرئيس ترامب قصة رائعة ليرويها عن التجديد الأميركي الجاري بالفعل.
وتجد ليفيت عموماً أن من الضروري لفريق ترامب مشاركة رسالة الرئيس في كل مكان ومساعدة البيت الأبيض على التكيف مع المشهد الاعلامي الجديد في العام 2025. وهذا يعني من جملة إجراءات أخرى، الترحيب بالشخصيات الاعلامية الجديدة أمام غرفة الصحافة بالبيت الأبيض. وفي هذا السياق، أعلنت ليفيت أيضاً أن البيت الأبيض سيعتمد 440 بطاقة صحافية كانت قد سحبت في ظل إدارة بايدن، ما يفتح أيضاً الوصول إلى منشئي محتوى تيك توك والمدونين ومقدمي البث الصوتي. ويمكن لمن يقومون بانتاج محتوى إخباري مشروع، بغض النظر عن الوسيلة، التقدم بطلب الحصول على اعتماد من البيت الأبيض.
وفي غضون 24 ساعة، تلقى المكتب الصحافي للبيت الأبيض أكثر من 7 آلاف طلب من أشخاص للحصول على مكان في غرفة الصحافة. وقال البيت الأبيض إن المكتب الصحافي متحمس لهذا الاهتمام، على الرغم من أنه ليس من الواضح بعد كيف سيتعامل الموظفون مع وابل الطلبات. ولكن هل يعني ذلك الشفافية أم التوجيه من أجل تلميع صورة ترامب؟ السؤال يبقى مشروعاً في ضوء بعض الأسئلة التي طرحت عليه مؤخراً في لقاءاته مع الاعلاميين والتي بدت كمديح أكثر بكثير مما هي استفسار.
كما يطرح تساؤل آخر حول مكان الصحافيين الأجانب، خصوصاً في ظل ما يشاع عن استياء بعض الجمهوريين منهم. وصرحت إحدى الصحافيات بأن المناخ في أروقة البيت الأبيض معادٍ للأجانب بصورة متزايدة، وهو يهدف إلى وضع القضايا الوطنية والأسئلة حولها في المقدمة على حساب القضايا العالمية. كما أن هناك قلقاً من استبدال مجموعة الصحافة الأجنبية بأصوات الاعلام الجديد. ولم تعد هناك أي ضمانات أو رغبة في احترام تقاليد البيت الأبيض، بما في ذلك تلقي الأسئلة بانتظام من الصحافيين الأجانب.
ومع هذا التفضيل لوسائل الاعلام الذي أقرته إدارة ترامب، يبدو أن البيت الأبيض يحاول إخفاء أصوات الصحافيين الذين يعتمدون على الحقائق، ويطرح الأسئلة أولاً على وسائل الاعلام اليمينية وأصحاب النفوذ. مع العلم أن الشبكات لن تقوم بالضرورة ببث الإيجاز الصحافي كاملاً، ما يترك مجالاً واسعاً لرسالة إيجابية وتنحية الانتقادات جانباً”.
ماذا عن البنتاغون؟
التحليل الكندي تخوف من “إعادة خلط الأوراق في غرفة الصحافة في البنتاغون أيضاً. وبالتالي، قد يتم سحب المساحات المحجوزة من العديد من وسائل الاعلام الكبرى، بما في ذلك NBC News، ونيويورك تايمز والاذاعة الوطنية العامة، وشبكة الاذاعة العامة الأميركية وبوليتيكو من ضمن أمثلة أخرى. ومع ذلك، يتوخى البنتاغون إيضاح أنه حتى لو أخلت وسائل الاعلام المعنية مكانها، ستظل تستفيد من العضوية الكاملة في هيئة الصحافة في البنتاغون وستظل تتمتع بالوصول الاعلامي نفسه إلى البنتاغون وستكون قادرة على الحضور وتغطية الإحاطات الاعلامية والتفكير في السفر مع القيادة المدنية والعسكرية للوزارة، كما في السابق. وعلق بعض وسائل الاعلام بالقول إن العمل لن يكون سهلاً بهذه الصيغة.
تخدير وسائل الإعلام؟
وفي هذا السياق حيث قوّض دونالد ترامب أولاً، مصداقية وسائل الاعلام التقليدية، يبدو أن هذه الأخيرة مجبرة أخيراً إما على الامتثال وإما التخفيف من حملاتها حتى لا تسيء إلى الرئاسة وتمنع من المشاركة لاحقاً. ويبدو أن أسلوب التطهير لا يزال قائماً، والأسئلة المطروحة تبدو مهذبة أو متحضرة. ويعطي ذلك الانطباع بأن الاعلام الأميركي أمام حقبة فريدة من نوعها حتى ولو شابها الكثير من الغموض”.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|