عربي ودولي

عن ترامب الذي يدرك جيداً "سعر صرف" كل الدول والشخصيات التي يتعامل معها...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هل يُدرك الرئيس الأميركي دونالد ترامب "سعر صرف" كل دولة من الدول التي يتعامل معها، بما فيها تلك المرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر، بملف الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وهو ما يسهّل له إطلاق مختلف أنواع الأفكار، مهما كانت غريبة أو غير واقعية؟

 "ريفييرا"...

فأن يتحدث ترامب عن اقتراح لبناء مناطق توطين جديدة للفلسطينيين في دول أخرى، معتبراً أنه يمكن للدول المجاورة ذات الثروات الهائلة أن تموّلها، فهذا ليس كلاماً عادياً أو بسيطاً. كما أن حديثه عن أن الولايات المتحدة الأميركية ستفعل ما يلزم لتمتلك قطاع غزة، ليس كلاماً عادياً أو بسيطاً، بل يستند الى ملموسات في يده، تمكّنه من قول ما أفصح عنه.

يؤكد خبراء أن "ريفييرا" الشرق الأوسط هو مشروع فاشل في المنطقة، وفي غزة تحديداً، وأنه لا يمكن التعاطي مع الأمور من تلك الزاوية، ولا بجاذبية المشاريع والأرباح، لأن ذلك مرتبط بإزالة شعب من مكان الى آخر.

أمن غير تقليدي

ولكنهم يؤكدون في الوقت نفسه، أن استمرار ظهور الملثّمين في صفوف "حماس" بكل مكان داخل القطاع، خصوصاً في أوان الإفراج عن أسرى إسرائيليين بموجب اتّفاق وقف إطلاق النار، يوفّر لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ذريعة للاستمرار في الحرب. وهو ما يعني أن الأمور لا تزال في بداياتها، ولا يمكن البتّ بنجاح أو فشل أي فكرة أو مشروع، منذ الآن.

ويستند مراقبون، ضمن الإطار نفسه، الى أن ترامب يعوّل على مباحثات الغرف المُغلَقَة القائمة بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وبين العديد من الدول العربية، من جهة أخرى، حول إبرام اتفاقيات أمنية ودفاعية بين تلك الدول وواشنطن، وذلك من خارج القواعد العسكرية الأميركية بشكلها المعهود، وأوسع من شحنات الأسلحة التقليدية، أو شبه التقليدية.

إعادة تنظيم

ويؤكد مُطَّلِعون أن حملة إعادة تنظيم المساعدات الخارجية الأميركية التي يرفع ترامب وفريقه ورقتها بوجه كل دول العالم الآن، هي واحدة من مقدمات كثيرة، ستشمل مستقبلاً إعادة تنظيم المساعدات والعلاقات الأمنية والدفاعية الأميركية مع الكثير من الدول في الخارج، في عصر التكنولوجيا فائقة التطور.

فعصر ما بعد ترامب، أي الآتي من السنوات والمراحل، سيكون عالماً قائماً على أبحاث وعلوم وحياة غير تقليدية، وعلى مزيد من غزو الفضاء، وبالتالي على دفاع غير تقليدي، وحتى على برامج نووية لأهداف غير تقليدية، قد لا تكون عسكرية تدميرية بقدر ما أنها ستتكامل مع علوم مدنية جديدة. وهذا هو ما تطلب العديد من الدول العربية والإسلامية الحصول عليه، من ضمن صفقات واتفاقيات واسعة، تفتح أبواب التطبيع بينها وبين إسرائيل.

وهذا ما يدركه ترامب جيّداً، الذي يعلم أيضاً أن توسيع لائحة شركاء الدول العربية في الصين وروسيا... للحصول على تكنولوجيا الأسلحة وغير الأسلحة، قد لا يكون جذاباً بالفعل، لأسباب متعددة، منها التفاوت بجودة وفاعلية التصنيع والتكنولوجيا بين الأميركية من جهة، والصينية أو الروسية أو غيرها، من جهة أخرى.

بالمال؟

يبدو العالم أمام تجديد كبير على المستويات كافة. وصحيح أن من يمتلك المال، يمكنه أن يمتلك كل شيء. ولكنه عاجز أيضاً عن ذلك، إذ إن عمليات البيع والشراء تتطلب وجود بائع وشارٍ معاً، ولا يمكن للشاري أن يمتلك ما يريده، إلا إذا وافق البائع على بيعه إياه.

وهذا ما يعوّل عليه ترامب في علاقاته وديبلوماسيته غير التقليدية مع دول العالم كافة. فهل يفضّل الكثير من المتقدّمين لشراء التطوّر الأميركي ووسائله، غزة وأهلها في النهاية، على ما يرغبون بشرائه؟ والى أي مدى قد يرفضون الاستجابة لشروط البائع بشأن القطاع المدمّر، ومستقبله؟؟؟

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا