محليات

إسرائيل غيّرت معالم "الخيام"... والأهالي: سنعيدها أفضل ممّا كانت

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من كان يعيش في مدينة الخيام ويعرف شوارعها واحياءها قبل العدوان الاسرائيلي، لا يمكن أن يصدق ما حصل فيها، بعد زوال الاحتلال وتوقف الحرب، فالدمار الهائل الذي حلّ في العاصمة الثانية للمقاومة بعد مدينة بنت جبيل، لا يمكن تصديقه ووصفه، فهو شبيه بزلزال كبير حلّ فيها وغيّر معالمها، كل شيئ تبدل وتغير.

أكثر من 50 بالمئة من مبانيها سوّيت بالأرض ولا سيما الأبنية والمنازل والمحال التجارية والمؤسسات العامة الصحية والتربوية والاجتماعية التي كانت قائمة على جوانب طرقاتها التي تؤدي الى ساحتها العامة فهي دمّرت بشكل شبه كامل.

وبعد عودة أهالي مدينة الخيام، أكبر بلدة في قضاء مرجعيون، بعد الحرب الطاحنة التي دامت حوالي السنة ونيف، تفاجأوا بحجم الدمار الكارثي الذي حلّ بهم، فهم يعيشون صعوبات كثيرة بعد العودة الى منازلهم بعضها مدمّر كلّياً والباقي غير صالح للسكن.

مقوّمات الحياة فيها غير موجودة ولا شيئ يشجع على البقاء، فلا مياه ولا كهرباء ولا اتصالات ولا مدارس ومؤسسات رسمية وبلدية ولا طرقات ولا شبكات للصرف الصحي، المعاناة كثيرة والتحديات كبيرة والتكلفة باهضة، ومن الصعب على الأهالي إعادة ترميم وإصلاح ما هدمه العدو، ومن هذا الواقع اصبحت الحاجة ملحة جداً الى وقف اطلاق نار نهائي وانسحاب كامل للعدو من التلال المحيطة بالبلدة وبخاصة تلة الحمامص من اجل عودة الاستقرار للمنطقة. ولذلك فإن اعادة إعمار مدينة الخيام يتطلب تعاوناً وتظافر جهود كل مؤسسات الدولة والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية.

وفي هذا السياق قامت جريدة "نداء الوطن" بجولة في هذه القرية، احدى قرى الشريط الحدودي والتقت ببعض الأهالي العائدين وأجرت مقابلة مع رئيس بلديتها المهندس عدنان عليان الذي قال: "نسبة الدمار وصلت الى ٥٠ بالمئة من كافة الوحدات السكنية والمباني، وللأسف تم تدمير البنى التحتية من شبكات المياه وتمديدات الكهرباء واقتلاع الأعمدة، وضرب مشروع المولدات الكهربائية، والمؤسسات الصحية والتعليمية والثقافية والدينية، والدفاع المدني وكل المحلات التجارية، مع تجريف وتخريب الشوارع، وقصف محطات الإرسال والاتصالات".

وأضاف رئيس البلدية أن حجم الدمار كبير جداً، وكلفة الإصلاح تحدّدها الجهات المختصة بعد الانتهاء من إجراءات الكشف على مساحة البلدة. مشيراً الى أن "رسالة البلدية إلى أهلنا الصامدين، أهل المقاومة والتضحيات"، كما قال إن "البلدية تعمل بأقصى الجهود، وتطرق كل الأبواب المؤسسات الداعمة، لتأمين المساعدات لإعادة إعمار مدينتنا أجمل مما كانت إن شاء الله".

وتابع: منذ اليوم الأول للعودة بدأنا، وبالتعاون مع كل الوزارات المعنية، بالعمل على إعادة الكهرباء والمياه، وتأمين كل الخدمات الضرورية لعودة كل الأهالي. واكد ان بعد وقف إطلاق النار، عمدت وزارة الأشغال وكذلك الجيش اللبناني، إلى فتح الشوارع ورفع الركام، ولاحقاً بعد تكليف مجلس الجنوب بالعمل، أكملت فرق الأشغال التابعة للمجلس فتح كافة الشوارع، الرئيسية والفرعية في الخيام، والخطوة التالية ستكون رفع الركام من الأبنية المدمرة.

واشار عدنان إلى انه "مع إعلان وقف إطلاق النار، كانت خطة النهوض والتعافي جاهزة. وتم تشكيل لجان لمتابعة كافة الأعمال الأساسية، من فتح الشوارع، والكشف على شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، ورفع الألغام والمتفجرات والقنابل غير المنفجرة. وكذلك متابعة وضع التربة وفحص المياه للتأكد من سلامتها. والتواصل مع الجمعيات المختصة لدعم العودة بتأمين المساعدات الاجتماعية والصحية والغذائية، وكل اللوازم والحاجيات الضرورية للبدء بالتعافي تدريجياً".

واشار رئيس البلدية الى ان المبنى البلدي مدمر من الداخل بسبب تفخيخ وتفجير كل الأعمدة في الطابق السفلي مما يعني أن المبنى سيعاد بناؤه من جديد، ونحن نعمل على تأمين مركز مؤقت لمتابعة خطة النهوض والتعافي. متمنياً "أن تقوم الدولة بالعمل على تنظيم مؤتمرات عربية ودولية لدعم المدن والقرى المتضررة في لبنان من جراء العدوان الصهيوني الإجرامي التدميري. والذي يستوجب متابعة دورية وحثيثة وإجراء البحوث الدورية والدراسات للتأكد من سلامة البيئة والمياه، ومساعدة وتشجيع القطاع الزراعي، ودعم المدارس والقطاع الصحي والعمل على إصلاح المؤسسات المتضررة في أسرع وقت ممكن".

وناشد الدولة التعويض على كل الناس المتضررة والإسراع بإعادة الإعمار، وكذلك التعويض على أهالي الشهداء والجرحى.

وختم قائلا إن "لأهالي الخيام مواقف مشرّفة بعد العودة، بعد المعارك البطولية التي سطّرها المقاومون في الخيام والتي ألحقت الهزيمة بالعدو على مدى ستين يوماً من القتال. وبالرغم من كل الدمار الذي حلّ في الخيام، فهم يؤكدون أن كل الدمار لا يثنيهم عن التمسك بالمقاومة ودعمها والوقوف الى جانبها. وأن كل الدمار لا يساوي شيئاً أمام تضحيات شباب الخيام وكل المقاومين الأبطال، وأمام جبروتهم وصمودهم للدفاع عن الأرض، وحماية كل الناس. وهم بدأوا بفتح المحلات والأفران والملاحم والمقاهي، وبدأت ورش الحدادين والنجارين والألمنيوم والزجاج، وكذلك عودة السكان إلى المنازل غير المتضررة. ويؤكدون أنهم سيعملون على إعادة الإعمار والبناء كي تعود الخيام، عروس الجنوب، أجمل مما كانت".

"حلمنا كان بوقف الحرب وعودتنا سالمين الى بلدتنا العزيزة الخيام والحمد الله تحقق الحلم بارادة الله وتضحيات شباب البلدة"، هذا ما قالته السيدة سعاد العجوز التي اشارت الى "اننا سنعود ونبني بلدتنا افضل مما كانت ونحن شعب نحب ارضنا وترابنا ولا يمكن ان نيأس على الرغم من حجم الدمار الهائل الذي اصاب بلدتنا جراء الحرب وتمنت العجوز عودة الامان والاستقرار والسلام بشكل كامل الى منطقة الجنوب ولبنان لكي نستطيع العيش بحرية وبدون خوف".

روجيه نهرا - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا