حتى أسماءهم منعها الأسد.. ماذا يريد الأكراد في سوريا؟
على مدى خمسة عقود من حكم عائلة الأسد، تعرض الأكراد في سوريا كما غيرهم من كافة أطياف النسيج السوري للتهميش والظلم.
إلا أن الأكراد على عكس غيرهم، حرموا في أحيان كثيرة من الجنسية، كما منعوا من التحدث بلغتهم أيضا، أو تعليمها في المدارس.
كذلك فرض عليهم أحيانا تغيير أسماء مواليدهم، كما تم وصفهم خطأً غالباً بالعرب، وحظر عليهم حتى الاحتفال بعيد النوروز علناً.
لذا باتوا الآن يسعون إلى الاغتنام الفرصة بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، من أجل الحفاظ على المكاسب الثقافية التي حققوها في الجيب الشمالي الشرقي من البلاد، الذي سيطرت عليه قوات سوريا الديمقراطية خلال الحرب الأهلية
فقد ملأ الأكراد، بعد وقت قصير من بدء الانتفاضة ضد حكومة الأسد في عام 2011، الفراغ الناجم عن انسحاب القوات الحكومية من مناطق واسعة من شمال شرق سوريا.
وباتت "قسد" تسيطر الآن على حوالي 25% من البلاد، وتدير سلطة مستقلة الشؤون اليومية في المنطقة التي يطلق عليها العديد من الأكراد "روج آفا كردستان" أو "كردستان الغربية".
أما الآن فيتفاوض الزعماء الأكراد مع السلطات الجديدة في دمشق بشأن مستقبل شعبهم، الذي شكل 10% من سكان البلاد قبل الحرب، وفق وكالة "أسوشيتيد برس".
لكن ماذا يريد الأكراد؟
إلا أنهم لا يريدون الحكم الذاتي الكامل مع حكومة وبرلمان منفصل، بل "اللامركزية"، ومساحة لإدارة شؤونهم اليومية.
فقد أكد مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وهي القوة الرئيسية التي يقودها الأكراد، أن البلاد يجب أن تكون دولة علمانية ومدنية ولامركزية تعامل جميع المواطنين على قدم المساواة.
واستذكر في أكثر من مناسبة بطاقات الهوية السورية التي وصفت جميع مواطنيها بأنهم "مواطنون عرب سوريون"، بما في ذلك غير العرب مثل الأكراد.
كما قال إن "الأكراد تعرضوا للاضطهاد من قبل السلطات السابقة"، مطالبا بإلغاء القوانين المناهضة لهم.
كذلك أشار عبدي وآخرون إلى أن الأكراد لعبوا دورا مهما في هزيمة تنظيم داعش أثناء اجتياحه سوريا والعراق المجاور لسنوات خلال الحرب الأهلية السورية.
حوار مع دمشق
والآن بعد تسلم القيادة الجديدة زمام الأمور في سوريا، أرسلت قوات سوريا الديمقراطية والسلطات في دمشق إشارات إيجابية بشأن محادثاتهما بشأن مستقبل شمال شرق سوريا والأكراد.
لكن المستقبل يعتمد على القادة الجدد في سوريا، ونتيجة الصراع المستمر بين الأكراد والمسلحين المدعومين من تركيا والذي يطلق عليهم "الجيش الوطني السوري" والذي خلف القتال الذي استمر شهرين عشرات القتلى على كلا الجانبين.
ويحمل الصراع تداعيات كبرى على مستقبل سوريا، حيث تحاول حكومتها الجديدة تعزيز السيطرة والبدء في إعادة البناء بعد ما يقرب من 14 عاما من الحرب الأهلية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|