نجل بشار الأسد يروي "اللحظات الأخيرة قبل سقوط النظام"
نشر حساب منسوب لحافظ نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، اليوم الاثنين، منشورا على مواقع التواصل الاجتماعي يكشف اللحظات الأخيرة قبل سقوط النظام وتوجه الأسرة نحو موسكو، وفيما لم يتم التأكد من موثوقية الحساب وانتمائه لنجل الأسد من مصدر مستقل، ثارت عاصفة من الجدل بشأنه.
منصة إكس حذفت المنشور بعد أقل من ساعة من نشره وأغلقت الحساب دون تعليق رسمي لكن الناشطة والصحفية الكندية الأميركية المشهورة بدعمها لنظام الأسد إيفا كارين بارلتليت أكدت أن الحساب الذي نشر هذه التفاصيل على منصة إكس وتليغرام يعود بالفعل لحافظ الأسد.
بارتليت كتبت على حسابها في فيسبوك: "يمكنني تأكيد أن هذا الحساب يعود له وليس لمنتحل شخصية: لقد كنا على تواصل مؤخرا، وكنت على علم بأنه سيقوم بإنشاء هذه القناة على تيليغرام وكذلك حسابه على منصة إكس".
واشتهرت بارتليت بترويج نظريات المؤامرة حول الحرب في سوريا، وأبرزها الادعاء الذي تم دحضه بأن منظمة الخوذ البيضاء تقوم بتزييف عمليات الإنقاذ و"إعادة تدوير" الأطفال في مقاطع الفيديو الخاصة بها.
وكتب الحساب الذي حمل اسم حافظ بشار الأسد وكان موثقا بالعلامة الزرقاء:
"لم يكن هناك أي خطة، ولا حتى احتياطية لمغادرة دمشق، ناهيك عن سورية.
فعلى مدى الـ14 عاماً الماضيين مرت سورية بظروف لم تكن أقل صعوبة وخطورة من التي مرت بها في نهاية تشرين الثاني وبداية كانون الأول الماضيين. ومن أراد الهروب لهرب خلالها، وخاصة خلال السنوات الأولى عندما كانت دمشق شبه محاصرة وتقصف يومياً، وكان الإرهابيون على أطرافها واحتمال وصولهم إلى قلب العاصمة قائماً طوال تلك الفترة.
قبل بداية الأحداث الأخيرة، سافرت من دمشق إلى موسكو يوم 20/11 علی متن خطوط أجنحة الشام للدفاع عن رسالة الدكتوراه في 29/11. كانت أمي حينئذ في موسكو، بعد عملية زرع نقي العظم التي أجرتها في نهاية الصيف، وذلك نظراً لمتطلبات العزل المرتبطة بالعلاج. كان من المقرر أن أبقى لفترة بعد الدفاع لاستكمال بعض الإجراءات المرتبطة بالشهادة ولكن بسبب تدهور الأوضاع في سورية، عدت إلى دمشق على متن الخطوط الجوية السورية يوم الأحد 12/1 لأكون مع أبي وأخي كريم. بقيت أمي في موسكو لاستكمال علاجها، وبقيت أختي زين معها.
أما بخصوص أحداث يومي السبت 12/7 والأحد 12/8، ففي صباح السبت، قدم أخي امتحاناً المادة الرياضيات في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في دمشق، حيث كان يدرس، وكان يحضر نفسه للعودة للدوام في اليوم التالي، وأختي كانت قد حجزت تذكرة للعودة إلى دمشق على متن الخطوط الجوية السورية في اليوم التالي، أي الأحد.
بعد ظهر يوم السبت، انتشرت إشاعات بأننا هربنا خارج البلاد، واتصل بي عدد من الأشخاص للتأكد من وجودنا في دمشق، ونفياً لذلك، ذهبت إلى حديقة النيربين في حي المهاجرين والتقطت صورة لي نشرتها على حسابي الشخصي لم يكن حساباً عاماً، وهو الآن مغلق) على منصة إنستغرام، وبعدها بفترة قليلة تداولت الصورة بعض الصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي.
حتى ذلك الحين، بالرغم من أصوات الرمايات البعيدة، لم يكن هناك شيء خارج عن المألوف الذي اعتدناه منذ السنوات الأولى للحرب. واستمر الوضع على هذا الحال، إذ كان الجيش يحضر للدفاع على دمشق، ولم يكن هناك ما يوحي بتدهور الأمور حتى خبر انسحاب الجيش من حمص، الذي كان مفاجئاً كما كان قبله انسحاب الجيش من حماة، وحلب وريف إدلب.
مع ذلك، لم يكن هناك تحضيرات أو أي شيء يوحي بمغادرتنا، إلى أن وصل إلى بيتنا في حي المالكي مسؤول من الجانب الروسي بعد منتصف الليل، أي في صباح الأحد، وطلب انتقال الرئيس إلى اللاذقية لبضعة أيام بسبب خطورة الوضع في دمشق، وإمكانية الإشراف على قيادة المعارك من هناك، باعتبارها كانت لم تزل مستمرة على جبهتي الساحل وسهل الغاب.
وحول ما قيل عن مغادرتنا دون إبلاغ أبناء عمتي الذين كانوا موجودين في دمشق، فأنا من قام بالاتصال بهم أكثر من مرة حالما عرفنا بانتقالنا، وعلمنا من العاملين في منزلهم أنهم غادروه إلى وجهة غير معروفة.
بعد حين انطلقنا باتجاه مطار دمشق الدولي ووصلنا إليه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل والتقينا بعمي ماهر هناك، حيث كان المطار خالياً من الموظفين بما في ذلك برج المراقبة، ومن ثم انتقلنا على متن طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطنا في مطار حمیمیم قبل طلوع الفجر.
في ساعات النهار الأولى، أي الأحد، كان من المفترض أن نتحرك باتجاه الاستراحة الرئاسية في منطقة برج إسلام، والتي تبعد عن القاعدة بالطريق أكثر من 40 كيلومتراً، ولكن محاولات التواصل مع أي أحد من العاملين فيها باءت بالفشل حيث كانت جميع الهواتف التي تم الاتصال بها مغلقة، وبدأت ترد المعلومات بانسحاب القوات من الجبهة مع الإرهابيين وسقوط آخر المواقع العسكرية.
في نفس الوقت بدأت الهجمات المتتالية بالطيران المسير تستهدف القاعدة، وتزامن ذلك مع إطلاق نار قريب وبعيد في محيطها، وهذه الحالة استمرت طوال فترة تواجدنا هناك.
بعد الظهر، أطلعتنا قيادة القاعدة على خطورة الموقف في محيطها، وأبلغتنا بتعذر الخروج من القاعدة، نظراً لانتشار الإرهابيين والفوضى وانسحاب الوحدات المسؤولة عن حماية القاعدة، بالإضافة إلى انقطاع الاتصال مع كافة القيادات العسكرية، وأنه بعد التشاور مع موسكو، طلبت موسكو منهم تأمين انتقالنا إلى موسكو، حيث أقلعنا باتجاهها على متن طائرة عسكرية روسية، ووصلنا إليها في الليل، أي ليل الأحد 12/8".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|