في الذكرى العشرين للحريري... هذا هو التحدّي الأساسي!
أصبح احياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شهر شباط، من كل عام، مناسبةً وحدثاً وطنياً وشعبياً ذو ابعادٍ ودلالات عديدة، يحرص على احيائه، نجله رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وجمهور التيار في كل لبنان، لما تعنيه هذه الذكرى الاليمة في وجدانهم من مشاعر الحزن والاسى، على فقدان زعامة سياسية لبنانية وعربية، بمستوى الراحل، وتقديرا لجهوده الوطنية، لاخراج لبنان من سموم الحرب الاهلية المشؤومة، وتداعيات الاعتداءات والاجتياحات الإسرائيلية التي وصلت إلى العاصمة بيروت، ولم تتوقف في الجنوب.
باتت ذكرى جريمة اغتيال الرئيس الحريري من كل عام، مناسبة وطنية، يستذكر فيها اللبنانيون عموما، سياسات هذا الرجل الاستثنائي، الذي انكبّ على تمتين اواصر التقارب والعيش المشترك بين جميع مكونات الوطن الواحد، وبناء الانسان،وتحصين الأجيال الشابة منهم بالعلم والمعرفة، والنهوض بالوطن نحو الافضل.
المفارقة واضحة في الذكرى العشرين لجريمة اغتيال الرئيس الحريري، بين سياساته ونهجه، وانجازاته الواقعية، لاعادة إعمار لبنان، وتحسين مستوى عيش اللبنانيين عموما، وتنشيط الاوضاع الاقتصادية،والانفتاح على الأشقاء العرب والعالم، وصياغة علاقات متوازنة مع مختلف الدول باستثناء إسرائيل،وبين ممارسات الذين ارتكبوا جريمة الاغتيال الإرهابية هذه، من حزب الله ورئيس النظام السوري السابق بشارالاسد وداعميهم الايرانيين، ودمروا الحجر والبشر على مدى العقدين الماضيين، واستباحوا مقدرات لبنان، وسقطوا سقطة الاذلال المريع قتلاً، او هروبا الى الخارج.
بعد عشرين عاما،لم يكتب لشعارات ومضامين جريمة اغتيال الرئيس الحريري، ان تبصر النور، ولا الوعود باستكمال مشروعه النهضوي ان تنفذ، وبقيت تدور بين استغلال سياسي لبعض المنتفعين والمرتزقة من اطراف سياسيين عدة، او العجز السياسي عن اختراق جدران الترهيب والتهديد من القتلة والمجرمين.
ما يميز الذكرى هذا العام، سقوط الحواجز الترهيبية، والموانع الامنية والسياسية،التي كانت تقف حائلا دون استكمال تنفيذ مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واستنساخ تجربته الناجحة، لتجاوز المآسي والنكبات التي حلّت بلبنان،واعادة اعمار ما هدمته الاعتداءات الإسرائيلية،جراء الحاقه قسراً، بسياسات التحالف الايراني السوري السابق، والزج به في حروب المشاغلة، والاسناد مع إسرائيل،بمعزل عن موافقة الدولة اللبنانية والشعب اللبناني.
اصبحت الفرصة مؤاتية في المرحلة المقبلة، أكثر من السابق لإثبات صدقية الشعارات والوعود التي اطلقت، للرد على جريمة اغتيال الرئيس الشهيدرفيق الحريري، والمباشرة بتنفيذها على أرض الواقع،تكريماً وتقديراً لمسيرته وعطاءاته وتضحياته تجاه لبنان واللبنانيين،في حين يبقى التحدي الكبير، في استكمال نهجه ومسيرته وعطاءاته فعلياً، للنهوض بلبنان من جديد،وواقعا يعتد به، لا مجرد عبارات وصرخات جوفاء تطلق في مثل هذه المناسبة الوطنية، من دون أي مفاعيل تنفيذية.
معروف الداعوق-اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|