محليات

من "طلعت ريحتكم" إلى "كلّن يعني كلّن"... تسويات تفوح منها روائح بصل وثوم السلطة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من شعارات "طلعت ريحتكم" في عام 2015، وما تبعها من تحركات وانتفاضات شعبية، وصلت بالبعض الى حدّ طرح أفكار غير منطقية وغير واقعية، اكتمل بعض أوجهها خلال انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، وصولاً الى اليوم، محاولات كثيرة قيل للناس إنها تغييرية، فيما أظهر الواقع أنها حركة لدخول السلطة لا أكثر.

 تسويات...

فما هو هذا التغيير الذي يكتفي بمجموعة من النواب يدخلون الى البرلمان تحت شعارات تغييرية، ليخوضوا مُعتَرَك التسويات الرئاسية والحكومية، والنيابية حكماً في المستقبل، وفق الأُطُر التقليدية؟

وما هو هذا التغيير الذي ترافقه مجموعة من النواب يفاوضون ويقايضون ويرشّحون ويترشّحون لدخول سلطة، قالوا هم أنفسهم عنها في كثير من الأيام إنها فاسدة، وذلك من دون أن تكون قد شهدت أي تغيير حقيقي؟

وما هو هذا التغيير الذي ترافقه مجموعة من النواب منبثقة من تحركات شارع، صدح يوماً "كلّون يعني كلّون"، ليتّضح في ما بعد أن الشعار السابق ذكره قد لا يكون أكثر من "عدّة شغل" معيّنة، لدخول سلطة معينة، وأن الهدف يتحقّق بالوصول إليها؟

كبت وضغط

أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أن "ما كنّا نلاحظه من انتفاضة الناس خلال السنوات الماضية، وصولاً الى ثورة "الواتساب" في 17 تشرين الأول 2019، هو أنها كانت حركة تعبير عن كبت وضغط بطريقة معينة، من دون أن يكون هناك أي عقل سياسي يدير ما يجري. والدليل على ذلك، هو أنه عندما قُمِعَت تلك التحرّكات، استكانت الأمور كلّها، نظراً الى افتقارها للقوة التنظيمية كما لقوّة التمثيل السياسي، وعاد كل شخص الى منزله".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "صحيح أن كل ما جرى كان موجة تحتمل كل الشعارات، لا سيّما تلك الأكثر تطرُّفاً والأبعد عن الواقعية، ولكن قمعها أدى بجمهورها الى محاولة التعبير عن نفسه بوسائل مختلفة، منها إنشاء خلايا تنظيمية للتوجيه والإرشاد السياسي، بشكل وصل الى حدّ اختيار بعض الناس الوقوف لساعات طويلة تحت أشعة الشمس في بلدان الخارج، من أجل الاقتراع للتغييريين خلال الانتخابات النيابية الأخيرة".

أجواء جديدة؟

وأوضح درباس أن "تجربة التغييريين كانت غير مُشجّعة في البداية، لأن أكثرهم كانوا آتين تحت شعار "كلّون يعني كلّون" غير الواقعي على الإطلاق. ولكن ثبُتَ بعد مدة، أنهم قادرون على أن يمارسوا التكتيك السياسي الناجح. وهم مارسوه بوضوح من خلال المساهمة بتكليف (القاضي) نواف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة، مع كل ما يختزنه من خبرات وأفكار عبّر عنها في كلامه بالأمس".

وأضاف:"نحن نشهد الآن هذه النتيجة الواقعية، لأن الحركة الشعبية تمكّنت من أن تُحدث نقلة تغييرية، ولكن من دون شيء جذري تماماً. فالتغيير الجذري يحتاج الى قوى وظروف وتنظيم أكثر، وربما الى جماهير أكثر وعياً. ولكن رغم كل شيء، فإن التغيير التدريجي والمرحلي لا الجذري يبقى أفضل، لأنه يطبخ الأمور على نار هادئة لا حامية تُحرق الطبخة".

وختم:"بات المناخ المحلّي أكثر انفتاحاً اليوم، مع رئيس جمهورية ورئيس حكومة ووزراء يتفوّهون بالكلام نفسه الذي يقوله الناس في كل مكان. وبالتالي، حقبة التوجُّس والعقبات والخوف ما عادت موجودة كما في السابق، ولا مناخ القمع، بل أجواء جديدة تسمح بالإيجابيات".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا