لقاحٌ من المشكلة نفسها لمعالجتها... مُجسَّم عالمي جديد ينطلق من سوريا؟
هل ينجح الحكم السوري الجديد بتشكيل مُجسَّم عالمي جديد لمكافحة الإرهاب، انطلاقاً من أنه استجلاب لتنظيمات وفصائل عسكرية وجهادية كانت حتى الأمس القريب مُصنَّفَة بمعظمها تقريباً إرهابية، الى السلطة (في سوريا)، ووضعها في وجه الإرهاب، أي تنظيم "الدولة الإسلامية" وغيره، لمكافحتها، بدلاً من إبقاء المعركة مفتوحة بين دول (هي سوريا أو العراق... أو غيرها) والإرهاب، أو بين تحالف دولي وتلك التنظيمات؟
مؤتمر باريس
في ختام مؤتمر عُقِدَ في العاصمة الفرنسية باريس حول سوريا، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السلطات السورية الانتقالية الى المشاركة في التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي لا يزال نشطاً في سوريا. وتحدث ماكرون عن أن إقامة شراكة وثيقة مع "التحالف الدولي" لمكافحة الجهاديين هي فكرة جيدة جداً، داعياً جميع الشركاء في هذا التحالف إلى إعادة تقييم مواقفهم.
وأكد الرئيس الفرنسي أنه إذا اتّخذت سوريا قراراً بشأن مقترح للتعاون، فإن فرنسا ستنظر إليه ليس بنيّة حسنة فقط، بل بالتزام أيضاً.
وأشار ماكرون الى أن الهدف الأول هو الأمن، وضمان أن لا تتحول سوريا مجدداً الى منصّة لوجستية للميليشيات المرتبطة بإيران، والتي تشارك في أجندتها لزعزعة الاستقرار الإقليمي، لافتاً الى وجوب استمرار سوريا في محاربة جميع هذه المنظمات الإرهابية التي تنشر الفوضى، والتي تريد تصديرها.
ماذا عن النجاح؟
فهل ينجح حكم الفصائل المُقاتِلَة في سوريا، بمحاربة فصائل مُقاتِلَة أخرى، تحت عنوان الإرهاب؟ وهل ينجح أسلوب نزع صفة الإرهاب عن هذه الجماعة أو تلك، وعن هذا الفصيل أو ذاك، بحسب المصلحة أو الحاجة أو الأمر الواقع، لمكافحة الإرهاب بالشكل اللازم؟
شكوك كثيرة...
شكّكت مصادر مُطَّلِعَة "بوجود شيء إسمه "داعش" في سوريا والمنطقة، بالطريقة التي صُوِّرَ بها للناس، وذلك منذ أوان انطلاقة هذا التنظيم قبل نحو 11 عاماً".
وأشارت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "عندما اشتدّت الثورة السورية على نظام آل الأسد، قام النظام المخلوع الآن بإطلاق سراح الكثير من المتطرّفين السُنَّة من السجون، وهم من "الأخوان المسلمين" في الأساس، ليقوموا بأعمال أمنية خطيرة، وليفتعل هو (النظام السوري السابق) أيضاً بعض الأمور والأحداث، وينسبها إليهم بواسطة الاستغلال السياسي والإعلامي، وتحت عنوان أنه يحارب تنظيم "داعش" والإرهاب".
وأضافت:"داعش" التي قيل إنها كانت موجودة في جرود لبنان قبل سنوات، لم تَكُن بدورها ما تحدثوا عنه في ذلك الوقت تماماً. فعندما هاجم الجيش اللبناني تلك العناصر في عام 2017، أُنهِيَت المعركة بنقلهم الى سوريا في "بوسطات" مكيّفة. وبالتالي، كيف يمكن نقل عناصر "داعشية" الى سوريا التي تحارب تنظيم "داعش"، وبوجود "تحالف دولي" في المنطقة يحارب "داعش" وأخواتها من تنظيمات في العراق وسوريا، وعلى امتداد المنطقة؟".
وختمت:"هذه الأمور من ألغاز السياسة اللبنانية والسورية والإقليمية والدولية، ومن المصالح التي تجمع بين الكثير من السياسات تحت إسم "داعش"، ومكافحة الإرهاب".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|