محليات

"رسائل" الحريري تصيب فؤاد السنيورة ونواف سلام

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أكثر من 60 ألف مواطن لبناني احتشدوا أمس في ساحة الشهداء بوسط بيروت، وفي وسطهم الرئيس سعد الحريري بجانب ضريح والده، الرئيس الشهيد رفيق الحريري. هذه المشهدية تصدّرت نشرات الأخبار واحتلّت مواقع التواصل الاجتماعي، وراح الجميع يقول: "فعلاً عاد الحريري".

لا شك أن رمزية الشهيد رفيق الحريري ومكانته عند اللبنانيين أكبر من أن يُحكى عنها، لكن لولا زعامة الرئيس سعد الحريري وشعبيته، لما كان لهذا العدد من الجماهير أن يقصد بيروت من شمال لبنان وبقاعه وإقليمه. الرجل أثبت بالفعل أنه لا يزال الزعيم السني الأوحد على الساحة اللبنانية، وأن كل محاولات إبعاده وإقصائه، سواء من أبناء الوطن الواحد أو الطائفة الواحدة، باءت بالفشل، وأن كل من تولى منصب رئاسة الحكومة ما هو إلا وكيل مؤقت إلى حين عودة الأصيل الدائم.

علّق الحريري العمل السياسي، وبشّر مناصريه بأن تيار المستقبل سيشارك في الاستحقاقات الوطنية، أي في الانتخابات البلدية والنيابية، وهذا ما ينتظره مناصرو "المستقبل" الذين شعروا بالضعف والاستضعاف طوال ثلاث سنوات من غياب الحريري، فتنفّسوا الصعداء أمس، وراحوا يستعدون لمواكبة التيار في الانتخابات المنتظرة.

مشهدية الحريري والألوف التي أحاطت به في وسط بيروت هي رسالة إلى الخارج بأن الطائفة السنية لا تزال تريد زعيمها الذي أبعدته ظروف إقليمية قد تكون انتهت، ورسالة إلى الداخل بأن الطائفة السنية لا تزال رقماً صعباً في المعادلة الوطنية، ولها مرجعيتها وقيادتها، التي وإن غابت، عادت لتحضر وتلعب دورها السياسي المعهود والمعروف بالاعتدال والوسطية.

وهي رسالة لكل من سوّلت له نفسه أن يرث سعد الحريري من المقرّبين الذين بنوا مجدهم على حسابه، فلا تنتظروا من الرئيس نجيب ميقاتي أن يهبط مجدداً في السراي الحكومي بـ"الباراشوت الشيعي"، ولا تظنوا أن الرئيس فؤاد السنيورة سيواصل استغلال علاقته بالرئيس نواف سلام ويفرض نفسه موصياً على رئاسة الحكومة، ليضع يده على تعيينات الطائفة من قضاة وموظفين وأمنيين يأتمرون بأمره.

وهي رسالة أيضاً إلى الرئيس نواف سلام، الذي تخطّت أحلامه حدود "دولة الرئيس"، وظنّ أن الزعامة أصبحت في متناول يده، ليكتشف أن العمل التنفيذي والبيروقراطي، رغم كل الكفاءات الأكاديمية، شيء، والزعامة الشعبية شيء آخر. وعليه أن يستفيد من إعلان الحريري دعمه للعهد وحكومته، بدلاً من أن يحاول منافسته على الزعامة، وهو طموح شبه مستحيل فشل به كثيرون قبله.

فزعامة الرئيس الحريري هي مزيج من إرث زعامة والده التاريخية، وكاريزما خاصة به، وعاطفة كبيرة يكنّها له الشارع السني بسبب المظلومية التي لحقت به، سواء بسبب استهدافه سياسياً من قبل حزب الله وحلفائه، وتحديداً الثنائي عون-باسيل، أو بسبب إبعاده القسري عن السياسة وإلى خارج لبنان.

وأخيراً، هي رسالة إلى الخارج، إقليمياً ودولياً، بأن زعامة الحريري للطائفة السنية لا بديل عنها في المدى المنظور، وأن من يريد استقرار لبنان عليه أن يقرّ ويعوّل على الحريري كشريك أساسي في التوازنات الوطنية، وأن من يريد نفوذاً في لبنان، وتحديداً نفوذاً سنياً، فأقصر الطرق هو في ملاقاة هذه الزعامة القوية، التي صمدت واستمرّت رغم كل الصعوبات والتحديات.

محمد المدني -"ليبانون ديبايت" 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا