احتفاظ إسرائيل بالنقاط الـ5 لفرض التطبيع وشروطها على لبنان
اذا كانت بعض القراءات السياسية قد أدرجت احتفاظ إسرائيل بنقاط خمس من المرتفعات اللبنانية في سياق محاكاة لداخلها الرافض أصلا انسحابها من الجنوب ، ومحاولة لتطمين سكان مستوطنات شمالها الرافضين العودة اليها في ظل ما يعتبرونه استمرارا لتهديدهم، فان قراءات موازية اعتبرت إبقاء احتلال النقاط الخمس ضغطا على لبنان لنزع سلاح حزب الله . فيما يرى هو في الامر عدوانا موصوفا على سيادته . وانتهاكا لاراضيه وتهديدا لأمن واستقرار سكان المنطقة اللبنانيين سيما وان هذا الموضوع هو بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، ويشرع باب الاحتمالات الخطرة على مصراعيه ولا سيما انها لمجرد وجودها تشكل منطلقا لعمليات عدوانية على كل الجنوب، اضافة الى شعور بإحباط رسمي من عدم صدقية الوعود التي قطعت للبنان ولا سيما من جانب رعاة اتفاق وقف النار في الزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية ، فضلا عن إبقاء الاحتلال للتلال اللبنانية الخمس المنطقة بأسرها في توتر دائم وعرضة للاحتمالات، فإنه يفرض واقعا يمس حق لبنان بحدوده وارضه حيث كان لدى لبنان 13 نقطة مختلف عليها على الخط الأزرق، كان قد تم حسم معظمها والان عادت الأمور الى نقطة الصفر بابقاء إسرائيل على النقاط الخمس.
الوزير السابق فارس بويز يقول لـ "المركزية " في السياق من الواضح ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يريد التنصل من القرار 1701 وهو يتذرع تارة بعدم انسحاب حزب الله من الجنوب، وطورا بعدم انتشار الجيش اللبناني بالأعداد الكافية في المناطق التي تخليهاالقوات الاسرائيلية ، إضافة لتساهله مع الحزب وغض النظر عن العديد من ممارساته الهادفة الى إعادة تعزيز قدراته من خلال عودته الى القرى والمناطق التي انسحب منها . من هنا، على الحزب في رأيي التسليم للجيش اللبناني لقطع الاعذار على إسرائيل للعودة الى الحرب والبقاء آماد طويلة في النقاط الخمس التي احتفظت بها من جهة ودعم الدولة في توجهها الى الأمم المتحدة والدول الراعية للجنة مراقبة وقف النار، خصوصا الولايات المتحدة الأميركية القادرة وحدها على دفعها الى الالتزام بالقرار 1701 والانسحاب من لبنان .
اما في المرامي السياسية فلا شك ان إسرائيل تهدف من بقائها في المرتفعات اللبنانية الى فرض شروطها على الدولة اللبنانية سواء ما يعود لتثبيت الحدود المتنازع عليها او لدفع لبنان الى التطبيع معها، سيما وان ذلك من ضمن بنك أهدافها في المنطقة . وما يحصل في سوريا والعديد من الدول العربية غير بعيد عن ذلك ، علما ان لا انطلاقة سلسة للعهد ككل وقيام الدولة دون الانسحاب الكامل لإسرائيل من لبنان .
المركزية – يوسف فارس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|