محليات

إلى الملالي وشركاه… إياكم والمطار!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتب Marc Saikali لـ”Ici Beyrouth”:

في العام 1973، رفض هنري كيسنجر الهبوط في مطار بيروت الدولي، الذي كان خاضعًا آنذاك لسيطرة منظمة التحرير الفلسطينية. كما لم يقبل بسلوك الطريق المؤدّية إليه للسبب نفسِه. فما كان من رئيس الجمهورية حينها، سليمان فرنجية إلّا أن استقبله في مطار رياق العسكري. وبذلك اعتراف ضمني من الرئيس اللبناني بأنّ الدولة اللبنانية لا تسيطر على حدودها. ولا يخفى على أحد ما عصَف بلبنان بعد هذا التاريخ بعامين.

يقال إنّ التاريخ يعيد نفسه… واليوم، ها هو حزب الله وأنصاره يحاولون تحويل مطار بيروت الدولي والطرق المؤدّية إليه إلى مناطق خارجة عن القانون، لا تخدم إلا مصالح الميليشيا ورعاتها الإيرانيين. وهذا ما يعكسه العنف اليومي وإغلاق الطرق والاعتداءات ضد جنود الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل… ممارساتٌ تصب في اتجاه واحد: الكلمة الفصل على هذه “الأرض المحرّرة” هي للجمهورية الإسلامية!

إزّاء هذا المشهد المُقلق الذي ينذرُ بتصعيد خطير، يطالب البعض أكثر من أي وقت مضى بتفعيل مطارات بديلة. ومن حيث المبدأ، من غير المنطقي أن يكون للبنان مطار واحد فقط، بينما تمتلك دول أخرى على امتداد نفس المساحة، أكثر من مطار. ومع ذلك، فإنّ توقيت هذا الطرح لا يبدو مناسبًا.

فمطار رفيق الحريري الدولي هو المعبر الجوي الرئيسي للبنان نحو العالم. والرّضوخ للتهديد يعني التنازل عن السّيادة بشكل خطير. وهذا لم يغِب عن رئيس الجمهورية، الذي عبَّر عن موقفٍ لا لبس فيه: “لا تساهُل مع الاعتداءات التي حصلت في الأيام الأخيرة، وسيُلقى القبض على المسؤولين عنها وتقديمهم للمحاكمة”. وهو على حق تمامًا!

ومن أجل إعادة فرض سيادة الدولة، يتوجب على الجيش اللبناني الانتشار بكثافة على الطرق المؤدّية للمطار وداخل مرافقه. وإنْ لم يكفِ ذلك، لا بد من وضع المنطقة تحت الحماية الدوليّة، استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها القرار 1701. فهذا المطار هو مطار لبنان وعاصمته، وليس قاعدةً للمشاريع المشبوهة للحرس الثوري. وفي الأصْل، فليركِّز الملالي وشركاه أولًا على الحفاظ على سيادتهم وأمن مجالهم الجوي… وهو ما أخفقوا فيه بدرجة ممتاز! لقد دفعوا لبنان بالفعل إلى الهاوية، ولا داعي للإصرار على الاستمرار بالنهج نفسِه. لقد دفعنا الثمن بما فيه الكفاية، شكرًا! ناهيك عن “جبهة الدعم القوية” لغزّة، وما أوصلت الفلسطينيين وغزّة إليه!

أمّا اليوم، يسعى حزب الله لتحقيق انتصارٍ سياسيٍ من خلال إغراق شوارع بيروت بجحافل من أنصاره الذين يعيثون فسادًا وينهبون الممتلكات العامة والخاصة. كيف لا وهو يعيش ظروفًا حرجة للغاية بعد هزيمته العسكرية وقطع مصادر إمداده منذ سقوط الأسد. موقف لا يُحسد عليه! وفي محاولة للخروج من عزلته، خصوصًا المالية، ينظر إلى مطار بيروت الدولي بصفته ورقته الأخيرة، في ظلّ التشديد المتزايد على الحدود مع سوريا. والمعارك الدائرة هناك تعكس مدى “التقدير” الذي يكنّه الحكام الجدد في دمشق لمسلّحي الحزب. كما يحاول هذا الأخير، من خلال سلاح الترهيب والتهديد، تأجيل اختزاله بمجرّد حزب سياسي في لبنان، علمًا أن ذلك قد يؤمِّن له مخرجًا مثاليًا.

على الدولة أن تضرب بحزم وبيد من حديد… حينها فقط، يمكننا الكلام عن تفعيل مطارات جديدة لتخفيف الضغط عن المطار الرئيسي. وعلى أي حال، لكلٍ آن أوانه!.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا