امتحان الحكم وامتحان الحزب!

تخضع الحكومة إلى امتحانها الأول يوميّ الثلاثاء والأربعاء المقبلين بمثولها أمام المجلس النيابي طلبا للثقة، وهي مهمة ميسّرة نسبيا بتوافر أصوات غالبية النواب انعكاسا للتركيبة الحكومية المتآلفة مع الكتل. ولا شك أن المناسبة ستتحول تباريا بين النواب على مهاجمة الحكومة وربما التنكيل بها وهي في أول خطواتها، قبل أن يبادر المغالون منهم والوصوليون إلى منحها الثقة في نهاية اليومين النيابيين الطويلين.

اللافت أن كتلا وأحزابا أُخرجت من الجنّة الحكومية بدأت تواصلا مع أركان في السلطة لاستكشاف إمكان تحصيلها مكاسب إنمائية وخدماتية سواء في المشاريع الانمائية المناطقية المرتقبة أو في سلة التعيينات الواسعة المتوقعة، لقاء منحها الثقة.
كما يُنتظر أن تبادر العواصم المعنية إلى ترجمة ثقتها بالحكم الجديد، من خلال تعزيز الغطاء النيابي لحكومة الرئيس نواف سلام عبر التأثير في الكتل والنواب لمنح الثقة لها، إلى جانب تقديم الدعم الحسّي الموعود للبنان.

في هذا الإطار، نُقل عن مقربين من رئيس مجلس النواب نبيه بري أن دعمه الحكومة سيتجسد في منح كتلته الثقة، وأن نجاح الحكومة يُترجم من خلال نجاحها في الاسراع بملف إعادة الاعمار. ويُترقب كذلك موقف حزب الله من منح الحكومة الثقة أو حجبها عنها ربطا بالأحداث الأخيرة التي حصلت في طريق المطار على خلفية منع الطيران الإيراني من الهبوط في مطار بيروت.

لكن هذا المشهد لن يكتمل قبل انتهاء حدث تشييع الأمينين العامين لحزب الله السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين بعد غد الأحد، وما سيخرج به من محصلات سياسية وحسابية وسط حديث عن نصف مليون مشارك.

واضح أن الحزب يريد أن يكون التشييع استفتاء لحضوره السياسي والشعبي والشيعي وعرضا كبيرا ومعبّرا للقوة ردا على كل ما ينزل به من اتهامات وتجريح وتشكيك، وصولا إلى الحديث عن جناحين يتقاسمان السلطة الحزبية.

وليس خافيا أن الحزب في أمسّ الحاجة إلى شد العصب الحزبي والشيعي، وتصليب قاعدته، وتبديد الكلام عن عزلة تحاصره بما يمكّنه من تمتين مواجهة خصومه في ظرف استثنائي يمرّ به على مستواه الداخلي كما على علاقته مع بقية الأطراف، بدءا من أقرب الأقرباء.