المستقبل" انتخابيّاً... مقارنة بين الغياب والحضور 2018- 2022
"النهار"
بات من المؤكد أن "تيار المستقبل" سيكون ضمن المشهد الانتخابي المقبل بعد إطلاق رئيسه صافرة العودة إلى كل الاستحقاقات المقبلة، بما يؤثر كثيرا في الحياة السياسية عموما وفي الانتخابات المقبلة خصوصا.
ترك "تيار المستقبل" فراغاً انتخابياً في الدوائر التي كان لاعباً أساسياً فيها، تقاسمه عدد من الشخصيات والمجموعات المدنية التي استفادت من هذا الغياب، من دون إنكار الجو التغييري الذي كان سائداً حينها، وكانت الطائفة السنية من بين المنخرطين فيه بشدة لعدد من الأسباب الموضوعية، أهمها محاسبة الطبقة السياسية ومحاولة إبعادها كما جرى مع الرئيس سعد الحريري، الذي لا تزال ترى أنه دفع ثمن أخطاء كل الطبقة منفرداً.
يُعدّ "تيار المستقبل" المؤثر الأول في دوائر بيروت الثانية، طرابلس -المنية-الضنية، عكار، البقاع الغربي، وبدرجة أقل في زحلة وصيدا-جزين والشوف - عاليه، بالإضافة إلى تأثير ملحوظ في دوائر البقاع الشمالي والجنوب الثالثة، وبيروت الأولى، وتأثير بسيط في دوائر الشمال الثالثة والمتن وكسروان.
وبمقارنة بين نتائج انتخابات عام 2018، يوم لم يكن في أفضل أحواله، ونتائج انتخابات 2022، يمكن الاستنتاج أن لوائح "التغيير" كانت المستفيد الأول من غياب الحريري، وبعدها الشخصيات التي كانت مقربة منه، أو كانت في "تيار المستقبل" واستفادت من الأصوات الزرقاء من دون تسجيل تقدم للثنائي وحلفائه ضمن هذه البيئة.
ففي دائرة بيروت الثانية حصلت لائحة "تيار المستقبل" عام 2018 على 63000 صوت، في مقابل لائحة الثنائي والأحباش التي حصلت على 42000 صوت، ولائحة فؤاد مخزومي 15000، بينما في 2022، وفي غياب "المستقبل"، انفصلت لائحة الثنائي عن الأحباش وحصلت على 36000 صوت، ونالت لائحة الأحباش 15000 صوت (سجل تقدم طفيف للأحباش) وارتفعت أصوات لائحة التغيير من 6000 صوت إلى 33000 ألف صوت، ومثلها أصوات إبرهيم منيمنة من 1600 صوت إلى 13 ألفا، بينما حصلت اللائحة الثانية وهي لائحة نبيل بدر- "الجماعة الإسلامية" على 20 ألفاً، وهي مقربة من "المستقبل"، بينما ارتفعت أصوات مخزومي من 15 ألفا إلى 20 الفاً، ونالت لائحة الرئيس فؤاد السنيورة نحو 18000 صوت.
في قراءة بسيطة للأرقام، يتبين أن أصوات "المستقبل" قسمت بين عدد من اللوائح كانت الحصة الأكبر فيها للائحة التغيير، بينما حافظت لوائح "المحور" على عدد الأصوات نفسه، وبالتالي فإن عودة "المستقبل" ستقلب هذه النتائج رأساً على عقب.
وكما في بيروت الثانية كذلك في عكار. ففي 2018 نالت لائحة "المستقبل" نحو 77 ألف صوت، بينما حصل تحالف "التيار" ومحمد يحيى على 35000 صوت، وفي 2022 غابت لائحة صريحة لـ"تيار المستقبل" لمصلحة لائحة المقربين منه التي ضمت هادي حبيش ومحمد سليمان ووليد البعريني، وحصدت 42 ألف صوت. وحصل تحالف محمد يحيى - التيار على نحو 42 ألفا.
في المقابل، حصلت لائحة "القوات اللبنانية" على 15000 ولائحة المجتمع المدني 14000 صوت، ولم تبلغا الحاصل الانتخابي.
وتظهر الأرقام محافظة أصدقاء "المستقبل" على كتلة كبيرة من أصوات التيار، 42 ألفا بفارق 35 ألفا عن لائحة "المستقبل" الصريحة. وللمفارقة، فإن عدد أصوات لائحة "القوات" ولائحة المجتمع المدني هو نفسه فرق الأصوات بين لائحة "المستقبل" 2018 ولائحة أصدقاء "المستقبل" عام 2022، أي 30 ألفاً.
ومن عكار إلى طرابلس- المنية- الضنية حيث نالت لائحة الحريري نحو 52 ألفا، تلتها لائحة الرئيس نجيب ميقاتي الذي ترشح شخصيا بنحو 40 ألف صوت، فيما لم تنجح لائحة أشرف ريفي في بلوغ الحاصل، ونالت نحو 10 آلاف صوت، بينما حصلت لائحة تحالف فيصل كرامي - جهاد الصمد على نحو 30 ألفا.
أما عام 2022 فابتعد ميقاتي ودعم بخجل لائحة حصلت على 16 ألف صوت، وحافظ تحالف كرامي- الصمد على عدد أصواته، 30 ألفا، فيما ارتفعت أصوات ريفي من 10 آلاف إلى نحو 30 ألفا. في المقابل، لائحة أصدقاء "المستقبل" التي ضمت مصطفى علوش وأحمد الخير وعبد العزيز الصمد حصدت نحو 29000 صوت، ولائحة إيهاب مطر و"الجماعة الإسلامية" 17 ألفاً، ونالت لائحة المجتمع المدني نحو 15 ألف صوت.
هذه الأرقام تدل بوضوح على محافظة فريق الممانعة على أصواته في مقابل تشتت أصوات الحريري وجزء من أصوات على لوائح أخرى استفادت من الغياب.
وانتقالاً إلى البقاع الغربي، ففي الـ 2018 نالت لائحة "المستقبل" والاشتراكي نحو 32 ألف صوت، ومثلها لائحة تحالف عبد الرحيم مراد - الثنائي – التيار. وفي 2022 حافظت لائحة الثنائي تقريبا على عدد أصواتها مع تراجع قليل!
وفي غياب لائحة "المستقبل"، قسمت الأصوات على لائحة الاشتراكي وقدامى "المستقبل" (نحو 20 ألفا) ولائحة المجتمع المدني نحو 12 ألفا، غالبيتهم أصوات سنية.
هذه عيّنة عن الدوائر الرئيسية، ويبقى هناك تأثير مباشر في دوائر أخرى كزحلة والشوف وصيدا تغير الواقع في شكل كبير.
ووفق ما بينته الأرقام الرسمية، فإن عودة "المستقبل" إلى الساحة مقرونة بالدفع الشعبي الكبير، ستحدث زلزالاً انتخابياً في غالبية دوائر لبنان.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|